قصه رعب بعنوان المرايا الملعونه
في قرية قديمة معزولة عن العالم، انتشرت إشاعات عن قصر مهجور يحتضن أسرارًا غامضة. كانت القصة تُحكى عن القصر وكيف أنه مملوء بالمرايا الملعونة، وكل من ينظر في هذه المرايا يُصاب بلعنة لا فكاك منها. على مر السنين، اختفى العديد من القرويين بعد زيارتهم للقصر، وأصبحت تلك القصص جزءًا من التراث المخيف للقرية.
ذات ليلة، قرر أربعة أصدقاء مغامرين استكشاف القصر واكتشاف الحقيقة وراء هذه الأساطير. انطلقوا في رحلتهم وسط الغابات المظلمة حتى وصلوا إلى بوابة القصر الكبيرة، والتي كانت تحمل نقوشًا قديمة تبدو وكأنها تحذر من الدخول.
فتح الأصدقاء البوابة وولجوا القصر بخطوات بطيئة وحذرة. بمجرد دخولهم، شعروا بأن الجو أصبح باردًا بشكل غريب، وكان الهواء مشبعًا برائحة العفن والقدم. بدأوا في استكشاف القصر، وكانت الأثاث قديمة ومغطاة بالغبار، والأبواب تصدر صريرًا مخيفًا.
بعد استكشاف الطابق الأول، صعدوا إلى الطابق الثاني. هناك، وجدوا قاعة كبيرة تحتوي على عشرات المرايا المتناثرة في أرجاء الغرفة. كانت المرايا غريبة الشكل، ولكل واحدة منها إطار مختلف، بعضها ذهبية وبعضها فضية، وبعضها مزخرفة بشكل معقد.
بدأ الأصدقاء يتفحصون المرايا بحذر، ولاحظوا أن انعكاساتهم بدت غريبة بعض الشيء. كانت الوجوه في المرايا مشوهة، وكأنها تحاول الابتسام بطريقة مرعبة. شعروا بالخوف، ولكنهم استمروا في الاستكشاف.
فجأة، لاحظ أحد الأصدقاء انعكاسًا مختلفًا في إحدى المرايا. بدت الصورة تتحرك بشكل مستقل عن حركته، وكأن شخصًا آخر يحاول الوصول إليه من داخل المرآة. لم يمضِ وقت طويل حتى بدأ الأصدقاء يلاحظون الأمور غير العادية في المرايا الأخرى.
أحاطت بهم انعكاسات مشوهة ومخيفة، وبدأت الأصوات المجهولة ترتفع من حولهم. حاولوا الهروب، لكن الأبواب أغلقت بشكل مفاجئ. وجدوا أنفسهم محاصرين في القاعة الكبيرة، والأمور تزداد سوءًا.
بدأت الانعكاسات تخرج من المرايا، وتجسدت في أشباح هلامية تتحرك نحو الأصدقاء. حاولوا الدفاع عن أنفسهم، لكن الأشباح كانت قوية للغاية. بدأوا يشعرون بأن قواهم تنضب، وأصوات الصراخ بدأت تملأ القاعة.
في لحظة من اليأس، تذكر أحد الأصدقاء كتابًا قديمًا قرأه عن اللعنات وكيفية التخلص منها. بدأ يبحث في الغرفة حتى وجد مخطوطة قديمة مدفونة تحت الأتربة. كانت المخطوطة تحتوي على تعويذات خاصة بإبطال اللعنات.
بدأ الأصدقاء بتلاوة التعويذات بصوت عالٍ، وعلى الرغم من شكهم في فعاليتها، بدأت الأشباح في الانحسار تدريجيًا. اختفت الأشباح واحدة تلو الأخرى، وبدأت المرايا تتحطم بصوت عالي.
عندما انتهت التعويذات، هدأت الأجواء في القاعة، ووجد الأصدقاء أنفسهم قادرين على الهروب من القصر. غادروا المكان بسرعة، وهم يشكرون النجاة بأرواحهم.
عندما عادوا إلى القرية، أخبروا السكان عن تجربتهم المروعة. وأقسموا أنهم لن يعودوا إلى ذلك القصر مرة أخرى. تبقى قصتهم تُروى في القرية لسنوات قادمة، محذرين الآخرين من الاقتراب من القصر المهجور والمرايا الملعونة.
على الرغم من هروبهم من القصر، ظلوا يعانون من كوابيس مخيفة وتذكارات مرعبة من تلك الليلة المشؤومة. لكنهم كانوا ممتنين لنجاتهم، ووعدوا أنفسهم بألا يغامروا مرة أخرى في أماكن تحمل مثل هذه اللعنات المظلمة.
