أحببتـــها وهي أحبتنــي
فتاة يتيمة الأبوين، تعيش مع عمها وزوجته تعاني معهما من كل أنواع التعذيب النفسي والجسدي إذ يعتبرانها عبئا عليهما، كانت بمثابة الخادمة ولكنها كانت قوية الإرادة إذ عانت كثيرا وتحملت حتى أكملت تعليمها، كانت الفتاة على الرغم من صغر سنها وعذوبتها إلا أن عمها قاسي القلب وزوجته لا يضعا في الاعتبار وجدانها في طريقة تعاملهما مع بعضهما البعض، فأحيانا كثيرة ما كان يتم كل شيء بينهما أمام هذه الفتاة القاصر وبكل وقاحة يطلبان منها أن تفعله مع من يقبل بها لتعيش معه بعيدا عنهما.
عملت بعد تخرجها على الفور كمعلمة بإحدى المدارس الخاصة، ولكن كل ما عانت به في حياتها الأولى أصبح جزءا لا يمكن نسيانه ولا حذفه من ذاكرتها، دائما ما كانت تتذكره وتفيض الدمعات من عينيها، وبعد عمل دام لمدة عامين كاملين اتخذت الفتاة قرارا برغبتها بالعمل بقطاع التعليم الخاص من أجل ربح أكثر في وقت وجيز، عملت بمدرسة خاصة بالقرب من منزل فخم لأحد الأثرياء، وكان سبب تعرفهما على بعضهما البعض أنه ذات يوم كاد أن يدهسها بسيارته الفخمة، غمي على الفتاة من هول الموقف، وعندما استفاقت وجدت نفسها في أحضانه غارقة في عطر لم تشم في جماله من قبل.
احمر وجهها خجلا وركضت دون كلمة واحدة منها، تمر الأيام من جديد لتجده يقف لها مرارا وتكرارا بالقرب منها ومن طريق عودتها لنزل المغتربات، لقد تركت بالفعل منزل عمها وزوجته وشعرت بالكثير من السعادة الغامرة، ولكنها كانت دائما ما يرتجف بدنها وينبض قلبها بشدة عندما تقع عينيها على ذلك الشاب الوسيم، فلا تتذكر حينها إلا شعورها المختلط بأشياء كثيرة عندما وجدت نفسها في حضنه الدافئ.
وذات مرة تمكن منها واقترب إلى أبعد الحدود حتى اقترب شفاه من شفتيها وطبع عليهما قبلة حارة، انسكبت الدموع من عينيها وركضت بعيدا ومازال يلاحقها ولكنها تمكنت من الهرب بعيدا عنه، لقد أصبح يراودها في كل تفكيرها بعد هذه القبلة بدلا من أن كان يراودها في الحقيقة، حاولت كثيرا طرد كل هذه الأفكار ولكنها لم تستطع فخيالها بالنسبة إليه قد فاق الحدود والوصف.
وذات مرة وجدته ينتظرها أمام المدرسة، التفتت حتى تتجنبه ولكنه سرعان ما أمسك بذراعها وجذبها بعيدا عن الأنظار وضمها بشدة إلى صدره وطبع نفس القبلة على شفتيها الناعمتين ليجرب نفس شعوره من قبل، وبهذه المرة رحل ولم يتفوه بكلمة واحدة، وكانت في حالة من الذهول والدهشة لدرجة أنها لم تستطع التقاط أنفاسها، وجسدها بالكامل يرتعش وعينيها تفيضان بالدموع.
لم يستطع مغادرتها فعاد إليها من جديد ليضمها إلى صدره ويعترف لها بحبه، ومن ثم يركع على قدم واحدة ويخرج من جيبه خاتما مرصعا بالألماس ويضعه بإصبعها، ومازالت الفتاة في ذهول شديد ولكنها هدأت نسبيا فلم تعد ترتعش أطرافها، وقف على قدميه من جديد ووضع يده على وجهها فائق الجمال وأزال عنها دموعها المتساقطة ليعطيها أجمل الوعود وعهود الحياة بأنه سيحبها مهما طال بهما العمر، وأنه لن يرى في مثل جمالها قط، وأنه يرغب في الاحتفاظ بأجمل فتاة والأكثر رقة وأدبا على الإطلاق طالما أحياه الخالق سبحانه وتعالى.
وأخيرا ابتسمت الفتاة ابتسامة خفيفة، ولكنه بطباعه متهورا للغاية فحملها بين ذراعيه وخرج بها أمام الناس جميعا كزملائها بالمدرسة وطلابها، فدعا الجميع على موعد زفافه ليلا وذهب بها إلى المأذون مباشرة؛ وكطبيعة سائر الأغنياء لا يوجد شيء بالنسبة إليهم يتوقف على عنصر الوقت، كانت الليلة ليلة زفافهما، أدت معه رقصتها الأولى بحياتها.
وبعد الانتهاء من حفل الزفاف صعدا العروسان إلى غرفة نومها، وأول ما فعله معها ضمها بعمق شديد إلى صدره ليتلذذ بما يشعر به معها في كل مرة، وبعدها طبع قبلة حارة على شفاها لتبدأ حياتهما الزوجية المليئة بالسعادة الغامرة.