قصه عن البيت المهجور
الفصل الأول: اللقاء الأول
في أحد الأيام الباردة من شهر نوفمبر، قرر مجموعة من الأصدقاء القدامى، وهم أحمد، وليد، سارة، وليلى، زيارة منزل مهجور في أطراف المدينة. كانوا قد سمعوا العديد من القصص المخيفة عن هذا المنزل، وكيف أنه مسكون بالأرواح الشريرة. لكن حبهم للمغامرة والرغبة في اكتشاف المجهول دفعهم للقيام بهذه الزيارة.
وصلوا إلى المنزل في وقت الغروب، وكانت الأجواء مرعبة مع صوت الرياح العاتية وصرير الأشجار. كان المنزل قديمًا ومتهالكًا، تحيط به الأشجار الكثيفة ويغطيه الغبار والعنكبوت. وقف الأصدقاء أمام الباب الكبير المهترئ، وترددوا للحظة قبل أن يقرروا الدخول.
الفصل الثاني: داخل المنزل
فتح أحمد الباب بصعوبة، ودخلوا جميعًا إلى الداخل. كانت الأضواء خافتة والأجواء موحشة، وكانت الغرف مليئة بالأثاث القديم والمكسور. بدأوا بالتجول في المنزل، وكل منهم يحمل مصباحًا يدويًا. شعرت ليلى بقشعريرة تسري في جسدها، وقالت بصوت خافت: "هل تشعرون بذلك؟ كأن هناك أحدًا يراقبنا."
تجاهلوا كلماتها واستمروا في استكشاف المكان. دخلوا إلى غرفة المعيشة حيث وجدوا مدفأة قديمة وصور عائلية على الجدران. كان هناك صورة لأسرة مكونة من أب وأم وطفلين، بدت سعيدة للوهلة الأولى، ولكن عند التدقيق في الصورة، لاحظوا أن هناك شخصًا غامضًا يقف في الخلفية بوجه مظلم وغير واضح.
الفصل الثالث: أصوات غامضة
بدأ الأصدقاء يسمعون أصواتًا غريبة تخرج من الطابق العلوي. كان الصوت يشبه البكاء والنحيب، مما أثار الرعب في قلوبهم. قرروا الصعود إلى الطابق العلوي لمعرفة مصدر الصوت. صعدوا الدرج ببطء وحذر، وكل خطوة كانت تزيد من توترهم.
عند وصولهم إلى الطابق العلوي، وجدوا غرفة بابها مغلق. كانت الأصوات تأتي من داخلها. قرر وليد فتح الباب، وعندما فعل ذلك، رأوا غرفة نوم قديمة بها سرير مغطى بغطاء متسخ وممزق. كانت الغرفة مليئة بالغبار والعفن. توقف الصوت فجأة، مما جعلهم يشعرون بالخوف الشديد.
الفصل الرابع: الاكتشاف المرعب
بدأ الأصدقاء في تفتيش الغرفة، ووجدوا صندوقًا خشبيًا قديمًا تحت السرير. فتحوا الصندوق ووجدوا داخله مجموعة من الرسائل القديمة والمذكرات. بدأت سارة في قراءة إحدى الرسائل بصوت مرتجف: "إلى من يقرأ هذه الرسالة، أرجوك أنقذنا. نحن محبوسون في هذا المنزل، والأرواح الشريرة لن تسمح لنا بالمغادرة."
شعر الأصدقاء بالرعب الشديد عندما أدركوا أن الرسالة كانت مكتوبة بدم. بدأوا يبحثون في المذكرات واكتشفوا أن المنزل كان مملوكًا لعائلة تعرضت لحادث مأساوي. قُتل الأبوان بوحشية، ولم يُعثر على الأطفال أبدًا. يقال إن أرواحهم لا تزال محبوسة في المنزل.
الفصل الخامس: المواجهة
بينما كانوا يقرؤون الرسائل، بدأت الأضواء تومض بشكل متقطع وبدأت الأبواب تغلق وتفتح من تلقاء نفسها. بدأ الأصدقاء يشعرون بوجود كيان غريب في الغرفة. ظهر أمامهم شخص غامض بوجه مظلم، وكان ينظر إليهم بعينين مليئتين بالحقد. بدأ الكيان يقترب منهم ببطء، وهم لا يستطيعون الحركة من شدة الخوف.
حاول أحمد أن يتحدث مع الكيان، وسأله بصوت مرتجف: "من أنت؟ ماذا تريد منا؟" لكن الكيان لم يرد، واكتفى بالاقتراب منهم ببطء. شعر الأصدقاء بالبرودة تزداد في الغرفة، وبدأت أجسادهم ترتجف.
الفصل السادس: الهروب
أدرك الأصدقاء أن عليهم الهروب قبل فوات الأوان. بدأوا يركضون نحو الدرج بسرعة، ولكن الكيان كان يطاردهم بلا هوادة. وصلت ليلى إلى الطابق السفلي أولاً، وبدأت في فتح الباب الأمامي. لكن الباب كان مغلقًا بقوة ولم يستطع أحد فتحه.
بينما كانوا يحاولون فتح الباب، بدأت الأرضية تهتز بشكل عنيف، وكأن المنزل نفسه يحاول ابتلاعهم. شعر الأصدقاء باليأس، ولكن أحمد لاحظ نافذة صغيرة في زاوية الغرفة. كسر النافذة بقوة وبدأوا في الخروج منها واحدًا تلو الآخر.
الفصل السابع: النهاية
خرج الأصدقاء من المنزل بسرعة، وهم يلهثون من شدة الخوف. كانت الأجواء في الخارج لا تزال مظلمة ومرعبة، ولكنهم شعروا بالراحة لأنهم نجوا بأرواحهم. نظروا إلى المنزل المهجور ورأوا الأضواء تومض بشكل غريب، وكأن الأرواح الشريرة كانت تحاول جذبهم مرة أخرى.
تعهد الأصدقاء بألا يعودوا أبدًا إلى هذا المكان المرعب، وقرروا عدم الحديث عن تجربتهم لأحد. كانوا يعلمون أن ما مروا به لن يُصدقه أحد، ولكنهم سيظلون يحملون في ذاكرتهم تلك الليلة المخيفة طوال حياتهم.
وفي أحد الأيام، عندما كانوا يتحدثون عن تجربتهم، اكتشفوا أن المنزل المهجور قد هُدم وأقيم مكانه حديقة عامة. شعروا بالراحة، ولكنهم كانوا يعلمون أن الأرواح الشريرة لم تختفِ، بل تنتظر الفرصة التالية للظهور مرة أخرى.