لعنه قصر الارواح
“لعنه قصر الارواح ”
في قريه صغيرة تحيط بها الغابات الكثيفة، كانت هناك قصر مهجور يُعرف باسم “قصر الأرواح”. كان القصر مشهورًا بتاريخه المظلم والأحداث الغامضة التي وقعت فيه. لم يجرؤ أحد من سكان القرية على الاقتراب منه، حيث ترددت القصص عن أصوات غريبة تظهر ليلاً وظلال تتحرك بين الجدران المهترئة.
في إحدى الليالي الباردة، قرر شاب يُدعى سامر أن يكسر التقاليد ويستكشف القصر بنفسه. كان سامر محبًا للمغامرات ولا يؤمن بالخرافات، لذلك اعتبر أن القصص حول القصر ليست سوى أكاذيب ملفقة. جهز نفسه بمصباح يدوي وبعض الأدوات البسيطة وانطلق نحو القصر تحت جنح الظلام.
عندما وصل إلى بوابة القصر، شعر بقشعريرة تسري في جسده. كانت الأبواب الخشبية الضخمة تصرخ تحت وطأة الزمن، ونوافذ القصر مغطاة بالغبار والضباب. دفع سامر الأبواب ببطء، فصدر عنها صوت صرير عالٍ، ودخل إلى الداخل.
كانت الصالة الكبرى مملوءة بالأثاث القديم واللوحات المغبرة. كان الهدوء يسود المكان، إلا من صوت خطوات سامر على الأرضية الخشبية المهترئة. توجه نحو الدرج الكبير المؤدي إلى الطابق العلوي، حيث ترددت الإشاعات عن وجود غرفة سرية تحتوي على كنز مخفي.
صعد سامر الدرج ببطء، محاولًا تهدئة نفسه. عندما وصل إلى الطابق العلوي، بدأ يبحث بين الغرف، ويلاحظ تفاصيلها القديمة. فجأة، سمع صوت خطوات خلفه. استدار بسرعة، لكنه لم يجد أحدًا. ظن أنه مجرد خيالات، واستمر في البحث.
بعد دقائق، اكتشف بابًا صغيرًا مخفيًا خلف إحدى اللوحات الكبيرة. فتح الباب بحذر، ووجد نفسه في ممر ضيق ومظلم. بدأ يمشي بحذر، وصوت أنفاسه يتردد في المكان. في نهاية الممر، وجد بابًا خشبيًا قديمًا. دفعه ببطء، ودخل إلى غرفة واسعة تحتوي على صندوق خشبي كبير.
اقترب سامر من الصندوق، وكان قلبه ينبض بشدة. فتح الصندوق، ليجد داخله مجموعة من المجوهرات والقطع الذهبية. شعر بالفرح والدهشة في آنٍ واحد، لكنه فجأة شعر بوجود شيء ما خلفه. استدار ببطء، فرأى ظلًا غامضًا يقف عند مدخل الغرفة.
لم يكن لديه الوقت ليستوعب ما يحدث، إذ انقض الظل عليه بسرعة، وسقط سامر على الأرض فاقدًا الوعي.
عندما استعاد وعيه، وجد نفسه مقيدًا في غرفة مظلمة. كانت الغرفة مضاءة بنور خافت ينبعث من شمعة قديمة. أمامه، وقف رجل مسن بملامح قاسية. قال الرجل بصوت منخفض: “لقد تجرأت على دخول قصر الأرواح، والآن عليك أن تدفع الثمن.”
حاول سامر التحدث، لكن الرجل أشار إليه بالسكوت. “هذا القصر ليس مكانًا للعبث. إنه ملجأ للأرواح المعذبة، وأنت أيها الدخيل ستنضم إليهم.”
حاول سامر الفكاك من قيوده، لكنه شعر بقوة خفية تمنعه من الحركة. بدأ يشعر بالخوف يتسلل إلى قلبه. سمع صوت همسات غريبة تملأ الغرفة، وشعر بيد باردة تلمس كتفه. بدأ يصرخ، لكن صرخاته ضاعت في الظلام.
في تلك اللحظة، فتحت الأرضية تحت سامر وسقط في فراغ مظلم. شعر بأنه يسبح في بحر من الظلام والأصوات الغامضة. عندما استقر أخيرًا، وجد نفسه في قبو مظلم مليء بالعظام والجماجم. أدرك حينها أنه أصبح جزءًا من الأسطورة، وأن روحه محكوم عليها بالبقاء في القصر إلى الأبد.
مرت الأيام، وسكان القرية لاحظوا اختفاء سامر، لكنهم لم يجرؤوا على البحث عنه في القصر المهجور. تحولت قصة سامر إلى جزء من الأساطير المحلية، وأصبح القصر يعرف بكونه ملاذًا للأرواح الضائعة، وكل من يجرؤ على دخوله يختفي بلا أثر.
ومع مرور الزمن، استمر القصر في إثارة الرعب في قلوب الناس، وظلت أصوات سامر والأرواح الأخرى تتردد في أرجاء القصر، لتذكر الجميع بأن هناك أماكن يجب أن تبقى مهجورة ومغلقة أمام البشر