لعنة المرآة الغامضة
في قرية نائية، كانت تعيش امرأة تُدعى ليلى في منزل قديم كانت تعيش وحيدة في منزلها الصغير على أطراف المدينة. ورثته عن جدتها. المنزل كان مليئًا جدا بالأثاث العتيق والتحف القديمة،كانت ليلى امرأة وحيدة منطوية على نفسها لا تحب المخالطة والتواصل مع الآخرين لكن أكثر ما لفت انتباه ليلى كانت مرآة كبيرة كانت غريبة المظهر ذات إطار ذهبي مزخرف وإطار نحاسي قديم ومخدوش.
، تُعرف في العائلة بأنها "المرآة الملعونة".
جدتها كانت تحذرها دائمًا من استخدام تلك المرآة، مؤكدة أنها تحمل لعنة قديمة، لكن ليلى لم تكن تؤمن بالأساطير والخرافات. في إحدى الليالي، بينما كانت تنظف المنزل، قررت ليلى أن تمسح الغبار عن المرآة وتجرب النظر فيها. عندما وضعت ليلى هذه المرآة في غرفتها، شعرت بتغيير غريب في حالتها المزاجية. بدأت تشعر بالوحدة والاكتئاب أكثر من ذي قبل. وكلما نظرت في المرآة، شعرت وكأن هناك كيان آخر ينظر إليها من خلالها. أحيانًا كانت ترى في المرآة وجوهًا غريبة تتحرك وتتلاشى .بمجرد أن وقفت أمام المرآة، شعرت برعشة غريبة تسري في جسدها. نظرت إلى انعكاسها ورأت شيئًا لم يكن متوقعًا. كان هناك ظل خلفها، رغم أنها كانت وحدها في الغرفة. التفتت بسرعة، لكن لم يكن هناك أحد. وعندما عادت النظر إلى المرآة، اختفى الظل.
تفاقمت حالة ليلى النفسية يوما بعد يوم. أصبحت منعزله تمامًا عن العالم الخارجي، لا تخرج من منزلها إلا لشراء الطعام. وكانت تقضي ساعات طويلة أمام المرآة، شبه مسحورة بها. أخيرًا، قررت التخلص من هذه المرآة الملعونة، لكنها لم تستطع. فكلما حاولت إزالتها من غرفتها، شعرت بخوف شديد ويأبى جسدها الخروج بها من المنزل لم تستطع ليلى التخلص من الشعور بعدم الارتياح، لكنها قررت أن تتجاهل الأمر. مع مرور الأيام، بدأت تحدث أشياء غريبة في المنزل. كانت تسمع أصواتًا غامضة ليلاً، وأحيانًا تشعر ببرودة شديدة في الغرف، وكأنها تعيش مع كائن غير مرئي.
في إحدى الليالي، كانت ليلى جالسة أمام المرآة كالمعتاد، عندما فوجئت برؤية وجه غريب ينظر إليها من خلالها. كان الوجه مشوهًا، بملامح مرعبة. صرخت ليلى في رعب وغادرت الغرفة مسرعًتا. لم تعد تنام في تلك الغرفة مرة أخرى. أصبحت خائفة من المرآة وما تحمله من لعنة
وفي إحدى الليالي، استيقظت ليلى على صوت همس غريب. فتحت عينيها لترى شبح امرأة عجوز يقف أمام المرآة. العجوز كانت تشير إلى المرآة وتهمس بكلمات غير مفهومة. حاولت ليلى أن تصرخ، لكنها لم تستطع. كانت كأن يوجد قوة خفية تمنعها من الحركة أو الكلام.
استمر هذا الكابوس لأسابيع. كلما حاولت ليلى التخلص من المرآة، كانت تعود إلى مكانها كما كانت. في النهاية، قررت ليلى البحث في تاريخ المرآة. اكتشفت أن المرآة كانت تعود لعصر قديم، وأنها كانت تستخدم في طقوس سحرية لجلب الأرواح. لم تستطع ليلى التخلص من هذه المرآة الشريرة، وبقيت محبوستا في منزلها لبقية حياتها، مراقبتا الوجوه المخيفة التي تظهر فيها من وقت لآخر
بمساعدة رجل دين محلي، قامت ليلى بطقوس تطهير للمرآة وللمنزل. أخيرًا، استطاعت التخلص من الأرواح الشريرة التي كانت تسكن المرآة. لكنها لم تعد قادرة على نسيان التجربة المرعبة التي عاشتها.
منذ ذلك الحين، قررت ليلى أن تحترم الأساطير والخرافات القديمة، وأصبحت أكثر حذرًا في التعامل مع الأشياء الغامضة التي قد تحمل لعنة الماضي.