### لعنة القبو المظلم
### لعنة القبو المظلم :
في قرية صغيرة محاطة بالغابات الكثيفة، كان هناك منزل قديم مهجور يعرفه الجميع باسم "منزل القبو المظلم". تحيطه الأشجار العالية التي تمنع أشعة الشمس من الوصول إليه، مما يجعله دائمًا مظلمًا ومرعبًا.كان البيت القديم الذي ورثه يوسف من جده مليئًا بالذكريات القديمة والأسرار المخبأة. لكن شيئًا ما كان خفيًا في القبو المظلم تحت البيت، شيء لا تستطيع العين البشرية رؤيته.
لطالما كانت هناك شائعات تدور حول المنزل، تقول إنه مسكون بالأرواح الشريرة، وأن أي شخص يدخل القبو لن يخرج منه أبدًا. لكن لم يكن هناك دليل واضح و حقيقي على صحة هذه الشائعات التى تبدو معقدة لمعرفة حقيقتها
في أحد الأيام، وأثناء قيامه بأعمال الترميم في البيت، اكتشف مجموعة من الاصدقاء المغامرين باب خشبي قديم في زاوية القبو. أصرّوا على فتحه رغم التحذيرات من جيرانهم بأن الأمر قد يكون خطيرً.
ولم يمعنهم ذلك من اكتشاف المنزل وما وراءه وفي إحدى الليالي المظلمة، قررت مجموعة من الأصدقاء المغامرين - علي، سارة، يوسف ونور - أن يزوروا المنزل لكشف الحقيقة بأنفسهم. كانوا يعتقدون أن كل هذه القصص مجرد خرافات وليست حقيقة تهدف فقط إلى تخويف الناس.
وصل الأصدقاء إلى المنزل في منتصف الليل، محملين بمصابيح يدوية وأجهزة تسجيل الصوت، مستعدين لأي مفاجأة قد تواجههم. عند دخولهم المنزل، شعروا ببرودة غير طبيعية تسري في أجسادهم، رغم أن الجو كان حارًا في الخارج. عندما فتحوا الباب، هبت رائحة كريهة من القبو المظلم. شعر الاصدقاء جميعا بقشعريرة تجتاح أجسادهم. لكن فضولهم دفعهم للنزول إلى أسفل الدرج المخيف. في قاع القبو، رأوا صناديق قديمة ومتعفنة. فتحوا أحدها ليجدوا أشياء غريبة وغامضة بداخلها
تجولوا في الغرف المظلمة المتربة حتى وصلوا إلى باب القبو. كان الباب عتيقًا ومغطى بالغبار، لكنهم تمكنوا من فتحه بصعوبة. عند نزولهم السلالم، بدأت الأجواء تصبح أكثر رعبًا، والظلام يزداد كثافة. فجأة، سمعوا صوتًا غريبًا قادمًا من أعماق القبو، وكأنه همس غامض.
في اللحظة التي وصلوا فيها إلى قاع السلالم، انطفأت جميع المصابيح اليدوية في آن واحد. وجدوا أنفسهم في ظلام دامس، والشعور بالخوف يتزايد بداخلهم. بدأوا يسمعون أصوات خطوات تقترب منهم ببطء، وأحسوا بوجود شيء ما يراقبهم.
حاول علي إشعال مصباحه اليدوي مرة أخرى، وعندما نجح في ذلك، رأوا أمامهم كيانًا غامضًا، شفافًا ومشوهًا، يقترب منهم. تجمد الجميع في أماكنهم من شدة الرعب، ولم يتمكنوا من الحركة أو الصراخ.
بصوت مرعب، قال الكيان: "أنتم لن تخرجوا من هنا أبدًا، لقد انتهكتُم حرمة المكان، وستدفعون الثمن." وفي لحظة، اختفى الكيان، وعاد الظلام مرة أخرى.
ومنذ ذلك اليوم، بدأت الأمور تأخذ منحنى مخيفًا. في الليل، كان يسمع أصوات غريبة تأتي من القبو. وأحيانًا، كان يرى ظلال تتحرك في الركن المظلم. حتى أن أجهزة إنارة القبو بدأت تتعطل واحدًا تلو الآخر.
لم يستطع الأصدقاء تمالك أنفسهم، وبدأوا يركضون نحو السلالم، محاولين الهروب من هذا الكابوس. لكن، مع كل خطوة كانوا يأخذونها، كان القبو يزداد اتساعًا، وكأنهم عالقون في متاهة لا نهاية لها.
ذات ليلة، وبينما كان يوسف نائمًا، استيقظ على صوت طرقات غريبة على الباب. نزل إلى القبو ليجد الباب مفتوحًا. وكلما حاول إغلاقه، كان يعود للفتح من تلقاء نفسه. هرع إلى غرفة النوم ليخبر زوجته بما حدث.
لكن عندما عاد إلى القبو، لم يجد الباب مفتوحًا بل اختفى تمامًا! كأنه لم يكن هناك من الأساس. شعر يوسف بالرعب ينتابه. لم يكن لديه أي تفسير لما يحدث.
وفي صباح اليوم التالي، اختفت زوجة يوسف بطريقة غامضة. لم يجدها أحد في المنزل ولا في أي مكان آخر. كأن الأرض ابتلعتها.
لم يعد جون قادرًا على البقاء في هذا البيت الملعون. هرب منه وباع العقار بسرعة. لكن حتى بعد ذلك، لا يزال يشعر بتتبع الظلال المخيفة التي خرجت من القبو المظلم. لعنة القبو لا تزال تلاحقه إلى يومنا هذا.
مرت ساعات وهم يحاولون الخروج، لكن بلا جدوى. وفي النهاية، اختفى الأصدقاء الأربعة دون أثر، ولم يتم العثور عليهم أبدًا.
ظلت لعنة القبو المظلم تطارد المنزل، وأصبح الجميع في القرية يتجنبون حتى الاقتراب منه، خوفًا من مصير مماثل. تلاشت أصوات الضحك والمغامرة، وحل محلها صمت الموتى الذين لن يخرجوا أبدًا من ظلام القبو.