لمسة من الظلام
لمسة من الظلام .
في ليلةٍ باردةٍ وعاصفة، كان هناك رجل يدعى خالد يعيش بمفرده في شقة صغيرة داخل بناية قديمة. كان خالد معتادًا على الوحدة، ولم يكن يخشى شيئًا، لكن تلك الليلة كانت مختلفة. الرياح كانت تعصف بقوة، والأمطار تهطل بغزارة، مما جعله يشعر بقلق غير معتاد.
بينما كان يجلس في غرفة المعيشة، بدأت الأنوار تومض بشكل غريب. في البداية، تجاهل خالد الأمر، معتقدًا أن الأمر يتعلق بالطقس السيء. لكن عندما تكررت الظاهرة، بدأ يشعر بالقلق. فجأة، انطفأت الأنوار بالكامل، وغرقت الشقة في الظلام الدامس.
حاول خالد إشعال شمعة، لكنه سمع صوت خطوات قادمة من الممر المؤدي إلى غرفته. كانت خطوات بطيئة، وثقيلة، وكأن شخصًا ما يتحرك بحذر داخل شقته. تجمد خالد في مكانه، وعيناه تحدقان في الظلام، يحاول تمييز ما يحدث.
مع اقتراب الصوت، بدأت تتشكل في ذهنه فكرة مرعبة. لم يكن خالد وحده في الشقة. بدأت نبضات قلبه تتسارع، وشعر بأنفاسه تزداد صعوبة. فجأة، شعر بيد باردة تمسك كتفه من الخلف. كان الشعور أشبه بلمسة ميتة، باردة وخالية من الحياة.
استدار خالد بسرعة ليواجه ما خلفه، لكنه لم يرَ شيئًا. عاد الهدوء إلى المكان، لكن خالد كان يعلم أنه ليس بمفرده. شعر بحضور غريب، مخيف، يملأ المكان. عندما حاول التحرك نحو الباب، شعر بأن قدمه تثبتت في مكانها، كأن شيئًا غير مرئي يمنعه من الحركة.
في تلك اللحظة، سمع صوت همسات غير مفهومة تأتي من كل مكان حوله. كانت الهمسات تزداد حدة وسرعة، وكأنها أصوات أرواح محبوسة في عالم آخر. بدأ خالد يشعر بدوار، وتلاشت قواه تدريجيًا، وكأن روحه تُسحب منه ببطء.
مع اختفاء الهمسات فجأة، شعر بشيء غريب يحدث داخل جسده. كان وكأنه فقد السيطرة على نفسه، وعيناه انقلبتا إلى الخلف. لم يكن خالد يتحكم في أفعاله بعد الآن. كان مسيطرًا عليه بالكامل من قبل كيان غريب، مخيف، أتى لينتقم أو ليحقق رغبة قديمة.
عندما عاد التيار الكهربائي، وجد الجيران خالد مستلقيًا على الأرض، لكن لم يكن هو خالد الذي يعرفونه. كانت عيناه فارغتين، ووجهه يعكس شرًا غير مفهوم. منذ تلك الليلة، لم يعد خالد كما كان، وأصبح يتجنب الجميع، ويعيش في عزلة كاملة، كأنه يحمل سرًا مظلمًا يخشى أن يكتشفه أحد.
كل من زار شقته لاحقًا تحدث عن شعورهم بالخوف والرهبة، وكأنهم كانوا تحت مراقبة مستمرة. ومنذ ذلك الوقت، لم يعد أحد يجرؤ على الاقتراب من تلك البناية، التي أصبحت معروفة بأنها موطن لشيء لا يمكن تفسيره.