المرآة الملعونة: رعب أبدي
المرآة الملعونة
في بلدة نائية تغمرها الضباب، كان هناك قصر قديم يُسمى "قصر الشيطان". كان القصر مليئًا بالقصص المظلمة والأسرار، وأشهرها كان يتعلق بمرآة ملعونة تُخفي وراءها سرًا مروعًا. يقول السكان المحليون إن هذه المرآة تجذب الناس وتكشف لهم أعمق مخاوفهم، وتدفعهم إلى الجنون.
ذات يوم، انتقل إلى البلدة رجل يُدعى نادر، وهو محقق مستقل يبحث عن مغامرات مثيرة. سمع عن القصر وقرر أن يستكشفه، مدفوعًا برغبة شديدة في حل اللغز الذي يحيط به. عند وصوله إلى القصر، كان في انتظاره مشهد مخيف: القصر كان يبدو وكأنه غير مأهول منذ عقود، وأعمدته المتداعية والنوافذ المغلقة تعطي إحساسًا بالوحشة.
دخل نادر القصر وتوجه مباشرة إلى الغرفة التي تحتوي على المرآة الملعونة. كانت المرآة كبيرة ومزخرفة بإطار ذهبي قديم، وكان سطحها مغطى بغبار كثيف. عندما أزال نادر الغبار، انعكس الضوء على سطح المرآة وظهرت صورة مروعة: وجه مشوه يحدق فيه، بعيون مليئة بالكراهية والرعب.
مع مرور الوقت، بدأت المرآة تنفث شعاعًا ضوءيًا غريبًا، وأصبح نادر يشعر بأن شيئًا غير طبيعي يحدث. بدأت المرآة في إظهار مشاهد من ماضيه، ولكنها لم تكن مجرد مشاهد عادية؛ بل كانت تجسد أسوأ كوابيسه وأعمق مخاوفه. صور لأحداث مأساوية من طفولته، وكوابيس مرعبة جعلته يتمنى لو أنه لم يقترب منها.
ثم، بدأت المرآة تُظهر له صورًا لمستقبل مظلم: مشاهد لدمار وخراب، وشخصيات مأساوية تتعرض للمعاناة. أدرك نادر أن هذه المرآة لا تُظهر فقط الماضي والمستقبل، بل أنها تأخذ شيئًا من روح من يراها. بدأ يشعر بوجود قوة شيطانية حوله، وقوة خارقة تتلاعب بأفكاره ومشاعره.
ذات ليلة، بينما كان نادر يتفحص المرآة، انفجر زجاجها فجأة، مسببًا جروحًا في يديه. في تلك اللحظة، شعرت روحه بأنها سُحبت إلى عالم آخر. رأى نادر نفسه محبوسًا في عالم من الظلام الدامس، حيث تلاحقه أيدٍ غير مرئية وأصوات صرخات لا تنتهي.
في اليوم التالي، عُثر على نادر في القصر فاقدًا وعيه، وعيناه مفتوحتان بملامح مرعبة من الرعب. تم نقله إلى المستشفى، حيث لم يستطع التحدث عن تجربته أو حتى التعبير عن حالته. كان مجرد ظل لشخص كان في السابق شجاعًا ومحققًا.
القصر والمرآة لم يُقترب منهما مرة أخرى، وبقيت المرآة الملعونة في مكانها، وتُعتبر من قبل السكان المحليين نقطة جذب للأرواح الشريرة. يُقال إن من يجرؤ على الاقتراب منها لن يجد سوى الرعب المطلق، وستكون نهايته محكومًا عليه بأن يعيش في عالم من الظلام الأبدي.
أتمنى أن تكون هذه القصة قد أعجبتك وأضفت لمسة من الرعب الحقيقي!
مع تحياتي: غريب عادل