الممرضه الشبح المرعبه
الممرضه الشبيحه
في مستشفى قديم ومهجور، كانت هناك شائعات قديمة تحكي عن ممرضة شبحية تظهر في الممرات ليلاً. يعود تاريخ هذه القصة إلى سنوات عديدة مضت، عندما كانت المستشفى تعمل بكامل طاقتها. كانت الممرضة، التي تدعى ليلى، مشهورة بتفانيها في عملها، ولكن كانت تخفي سراً مظلماً.
في إحدى الليالي، خلال نوبة عمل طويلة، تعرضت ليلى لحادث مروع أثناء محاولتها إنقاذ حياة مريض في حالة حرجة. انقلبت الأمور بشكل مأساوي، حيث فارقت المريضة الحياة، ونتيجة للحادث، تعرضت ليلى لإصابة بالغة تسببت في تشويه وجهها بشكل مخيف. بعد الحادث، بدأت ليلى تشعر بالذنب الشديد والانهيار النفسي، حتى أنها قررت إنهاء حياتها داخل غرفة العمليات.
منذ تلك الليلة، بدأت الشائعات تنتشر بين العاملين في المستشفى حول رؤية شبح ليلى في الممرات الخالية، دائماً ما تظهر في أوقات متأخرة من الليل. كان الناس يسمعون أصوات بكائها ويتحدثون عن رؤية شبحها بملابس التمريض البيضاء الملطخة بالدماء. إذا حاول أحد الاقتراب منها، كانت تختفي بسرعة، ولكن صوتها المخيف كان يظل يتردد في المكان.
تحدثت تقارير لاحقة عن أطباء وممرضين جدد يعملون في المستشفى، حيث كانوا يسمعون قصصاً عن هذا الشبح. البعض منهم كان يحاول استكشاف الأمر بنفسه، ولكن غالباً ما كانوا يعودون وهم مرعوبين بعد رؤية ظل أو سماع صوت لم يستطيعوا تفسيره.
حتى بعد إغلاق المستشفى بشكل نهائي، ظل السكان المحليون يتجنبون الاقتراب منه، مؤمنين بأن روح الممرضة ليلى ما زالت تجوب المكان، تبحث عن الراحة والانتقام ممن ظلمها. كل من يجرؤ على الدخول إلى المستشفى ليلاً كان يسمع صوت خطواتها تتبعهم، وكأنها لا تريد أن تتركهم يغادرون.
مع مرور السنين، أصبحت قصة الممرضة الشبحية ليلى جزءاً من الأساطير المحلية التي ترويها الأجيال في تلك البلدة الصغيرة. ولكن في يوم من الأيام، قرر مجموعة من الشباب المغامرين كشف الحقيقة وراء هذه الأسطورة. كانت المجموعة مكونة من أربعة أصدقاء: أحمد، سارة، خالد، ومنى. كان هؤلاء الأربعة دائماً يبحثون عن المغامرات الجديدة وكان لديهم فضول كبير حول القصص المخيفة.
في إحدى الليالي المظلمة، قرروا الدخول إلى المستشفى المهجور والتجول داخله للبحث عن أي دليل على وجود الممرضة الشبحية. اصطحبوا معهم كاميرات لتسجيل كل ما يحدث، ولمبات صغيرة لإضاءة الطريق أمامهم.
عندما وصلوا إلى المستشفى، شعروا ببرودة غريبة تخترق أجسادهم، وكأن الهواء نفسه كان محملاً بالخوف. تقدموا بحذر نحو المدخل الرئيسي، الذي كان مغطى بالغبار والعناكب. كانت الأبواب تصدر أصوات صرير مخيفة، وكأنها تحذرهم من الدخول.
داخل المستشفى، كان المكان يبدو كمتاهة مظلمة مليئة بالغرف الفارغة والممرات الطويلة. كل شيء كان مغطى بطبقة سميكة من الغبار، والنوافذ المكسورة كانت تسمح بدخول تيارات هواء باردة. كلما تقدموا في المكان، كانوا يسمعون أصواتاً غريبة، مثل خطوات بعيدة، أو همسات غير مفهومة.
سارة بدأت تشعر بالخوف وترددت في الاستمرار، ولكن أحمد شجعها قائلاً: "نحن هنا لنعرف الحقيقة، لا تتراجعي الآن!" مع ذلك، كان الجميع يشعرون بتزايد التوتر والخوف في قلوبهم.
بينما كانوا يتجولون في أحد الممرات، سمعوا فجأة صوت بكاء خافت قادم من غرفة العمليات القديمة. تجمدوا في أماكنهم للحظة، وتبادلوا النظرات المتوترة. كان الصوت يبدو قادماً من داخل الغرفة التي يُعتقد أن ليلى قد أنهت حياتها فيها.
قرروا الاقتراب بحذر من الغرفة. عندما وصلوا إلى بابها، دفعه خالد ببطء، ليجدوا أن الغرفة كانت مغطاة بظلام دامس. رفعوا الكاميرات وأضاءوا المصابيح، وعندما فعلوا ذلك، شعروا بوجود شيء ما في الزاوية البعيدة.
وفي تلك اللحظة، تجمدت سارة من الرعب عندما رأت انعكاساً غريباً على المرآة القديمة في الغرفة. لم يكن مجرد انعكاسهم، بل كان هناك ظل آخر يقف خلفهم. التفتوا جميعاً في لحظة واحدة، ليروا شبح الممرضة ليلى يقف هناك، بوجه مشوه وعينين فارغتين تملؤهما الكراهية.
بدأت الأضواء تخفت وتومض بشكل غير طبيعي، وكأن هناك قوة غير مرئية تتحكم في المكان. صرخت منى، وحاولت الهروب، ولكن الباب أغلق بشكل مفاجئ، مما جعلهم محاصرين داخل الغرفة مع الشبح.
في تلك اللحظة، بدأت ليلى تتحدث بصوت مليء بالألم والغضب: "لماذا أتيتم إلى هنا؟ لا أحد يفلت من هذا المكان!" كانت كلماتها تتردد في الغرفة، والهواء أصبح أثقل وأصعب في التنفس.
حاول خالد التحدث إلى الشبح، قائلاً: "نحن هنا لنفهم ما حدث لك، ونحاول مساعدتك!" لكن ليلى لم تستمع، وكانت تتحرك نحوهم ببطء، وكأنها تقترب لتمسك بهم.
في لحظة من الفزع، تذكرت سارة قصة سمعتها عن أن الشبح لا يمكنه أن يؤذيك إذا لم تظهر له خوفك. حاولت أن تهدأ، وقالت بصوت واضح: “ليلى، نعلم أنك تألمت كثيراً، ولكننا لسنا هنا لإيذائك. نحن نريد فقط أن نجد لك السلام.”
توقفت ليلى للحظة، وكأنها تفكر في كلمات سارة. الهواء في الغرفة أصبح أخف قليلاً، ولكن الشبح لم يختفِ بعد. بدت ليلى كأنها مترددة بين الاستمرار في الانتقام أو الاستماع إلى صوت التعاطف الذي لم تسمعه منذ زمن بعيد.
قرر أحمد أن يخاطر بكل شيء، فأخرج من حقيبته مرآة صغيرة كان قد أحضرها معه كجزء من استعداداتهم. رفع المرآة باتجاه ليلى، وقال: “انظري إلى نفسك، يا ليلى. أنتِ تستحقين السلام، وليس العذاب الأبدي.”
عندما نظرت ليلى إلى المرآة، رأت وجهها المشوه، ولكن هذه المرة، لم يكن مليئاً بالكراهية والغضب. كانت هناك دموع في عينيها، وكأنها أدركت أخيراً أنها كانت تحارب ضد أشباح ماضيها، وليس ضد هؤلاء الشباب الذين جاءوا بنية حسنة.
وببطء، بدأت تتلاشى، والظلام في الغرفة بدأ يزول. همست بصوت هادئ: “شكراً لكم... الآن يمكنني أن أرتاح.”
اختفت ليلى، وفتحت الأبواب تلقائياً. خرج الأصدقاء من المستشفى وهم يشعرون بثقل كبير قد رفع عن أرواحهم. عرفوا أنهم قد منحوا ليلى السلام الذي كانت تحتاجه، وعادوا إلى منازلهم مع إحساس بأنهم قد أغلقوا فصلاً مرعباً في تلك البلدة.
ولكن، كما هي الحال مع كل الأساطير، بقيت القصة تنتقل بين الناس، وأصبح المستشفى الآن مكاناً يتجنب الجميع الاقتراب منه، ليس خوفاً من الشبح، بل احتراماً للروح التي كانت تبحث عن الراحة لسنوات طويلة.