"الليل الأخير في المصنع المهجور"
اليلاليل
اليلاليلاليلاليل االأخير في االمصنع االمهجور ""
في إحدى الليالي الباردة، كان هناك رجل يدعى حسن يعيش في قرية نائية. كان حسن يعمل كحارس ليلي في مصنع قديم مهجور، حيث كان يُشاع بين الناس أن المصنع مسكون بالأشباح. ولكن حسن لم يكن يؤمن بهذه الخرافات، وكان يعمل هناك بلا خوف.
في إحدى الليالي المظلمة، وبينما كان حسن يجول في أروقة المصنع المعتمة، سمع صوت خطوات خلفه. التفت بسرعة ولم يجد شيئًا، فاعتقد أنه مجرد خياله. ولكن بعد لحظات قليلة، سمع نفس الصوت مرة أخرى، وهذه المرة كان الصوت أقرب.
بدأت نبضات قلب حسن تتسارع، فقرر أن يتفقد المكان ليطمئن أنه لا يوجد أحد. وبينما كان يسير في أحد الممرات الضيقة، سمع صوت همسات غامضة تأتي من غرفة مغلقة منذ سنوات. اقترب حسن بحذر وفتح الباب ببطء. كانت الغرفة مظلمة للغاية، ولم يكن يستطيع رؤية شيء.؟
أضاء حسن مصباحه اليدوي وألقى ضوءه على الغرفة. عندها، رأى شيئًا يجعله يتجمد في مكانه من الرعب. كان هناك شخص يقف في زاوية الغرفة، بملابس ممزقة ووجه شاحب للغاية. كان ينظر إلى حسن بعينين فارغتين تمامًا.
بدأ حسن في التراجع ببطء، ولكن الشخص الغامض بدأ يتقدم نحوه ببطء شديد. حاول حسن أن يهرب، لكن الباب أغلق بقوة خلفه. كان محاصرًا.
وفي اللحظة التي اقترب فيها الشخص منه، بدأت الأضواء في المصنع تتلاعب، وارتفع صوت ضحك شيطاني في المكان. فقد حسن وعيه وسقط على الأرض.
في الصباح التالي، تم العثور على حسن في المصنع، لكنه كان في حالة غيبوبة. ومنذ ذلك اليوم، لم يستيقظ أبدًا. والناس في القرية يقولون إنه وقع ضحية للأرواح التي تسكن المصنع، وأن روحه الآن محتجزة هناك إلى الابد
بعد مرور عدة أيام على حادثة حسن، بدأ سكان القرية يشعرون بالقلق. الأخبار عن حالته الغامضة انتشرت بسرعة، وأصبحت القرية تعيش في ظل خوف جديد. كان الجميع يتساءلون: ماذا حدث لحسن في تلك الليلة؟ وكيف يمكنهم التخلص من لعنة المصنع المهجور؟
قرر بعض الشبان الشجعان من القرية أن يتوجهوا إلى المصنع في محاولة لمعرفة الحقيقة وإنقاذ حسن. اجتمعوا في ليلة مقمرة وذهبوا إلى المصنع حاملين مصابيحهم وأدواتهم البسيطة. لم يكن أحد منهم يعرف ما ينتظرهم، لكنهم كانوا مصممين على مواجهة أي شيء يعترض طريقهم.
عندما وصلوا إلى المصنع، شعروا على الفور بجو من الرهبة. كانت الرياح تهب بين النوافذ المكسورة، وتصدر أصواتاً تشبه الهمسات. دخلوا المصنع بحذر، متتبعين آثار أقدامهم على الأرض المغبرة.
بينما كانوا يتجولون في أروقة المصنع المهجور، بدأت الأضواء تومض بشكل غير طبيعي، وشعروا بشيء غير مرئي يراقبهم. فجأة، سمعوا صوت ضحك شرير يشبه الضحك الذي سمعه حسن في تلك الليلة المروعة.
تقدموا نحو الغرفة التي وُجد فيها حسن، وعندما وصلوا، وجدوا الباب مغلقًا. كان أحد الشبان يمتلك شجاعة كافية ليدفع الباب بقوة، لكنه لم يتحرك. كانت القوة الخفية أقوى مما توقعوا.
بدأت الجدران تهتز، وظهر ضوء غريب ينبعث من تحت الباب. شعرت المجموعة بالرعب، ولكن بدافع من الشجاعة أو ربما اليأس، قرروا أن يتحدوا هذه القوة المجهولة. بدأوا بقراءة آيات من القرآن بصوت عالٍ، وكان الصوت يزداد قوة مع كل آية.
بعد لحظات قليلة، توقف كل شيء. سكن الضجيج، وفتح الباب ببطء. عندما دخلوا الغرفة، لم يجدوا شيئًا سوى الهدوء والظلام. حسن لم يكن هناك، والشخص الغامض الذي رآه حسن اختفى.
في تلك اللحظة، شعروا أن المصنع قد تحرر من اللعنة. ولكن ما حدث لحسن بقي لغزاً. هل كانت الروح التي كانت تحتجزه قد أخذته إلى عالم آخر؟ أم أنه الآن جزء من تلك الأرواح التي كانت تسكن المصنع؟
غادر الشبان المصنع وهم يشعرون بأنهم أتموا مهمتهم، لكنهم لم ينسوا أبداً تلك الليلة. وما زال المصنع قائماً هناك، خالياً من الأرواح، ولكنه مليء بالذكريات والأسرار التي لن تُكشف أبدًا.