الأرنب الصغير و الأم الرحيمة
مقدمة القصة:
و في غابة تجمع كل أضداد الطباع و كل أجناس الحيوانات عاش الأرنوب الصغير (ميشو) مع أمه الأرنبة (كاتو) في جحر صغير يتناسب و حجميهما.
عناية الأم (كاتو) بابنها (ميشو):
حرصت الأم الرحيمة على العناية بابنها الصغير ، تربيه و تنظفه و تعلمه كيف يثابر و يغامر و لكن بشكل يحفظ عليه حياته و يحميه من الخطر .
خروج الأم للبحث عن الطعام و نصيحتها لابنها:
ذات يوم أرادت الأم (كاتو) أن تخرج لتبحث عن طعام لها و لابنها الحبيب لكنها لم تنسى أن توصيه بأن يغلق باب الجحر ورائها جيدا و لا يفتح لأحد أو يسمح له بالدخول مهما كان شأنه إلا لمن يثق فيه.
أومأ الأرنوب الصغير برأسه مصدقا على كلماتها الناصحة ، معلنا عزمه على تنفيذ ما أوصته به في غيابها ريثما تعود بسلامة الله محضرة له الطعام الذي يحبه و الذي في طليعته الجزر اللذيذ.
مكث الأرنوب (ميشو) في جحره الصغير يلهو بأشيائه الطفولية تارة ، و تارة يفكر في جزره الأثير الذي يحبه ، و تارة أخرى ينظر من نافذة جحره ممنيا نفسه برؤية أمه و هي آتية من بعيد بطعامها اللذيذ. لبث هكذا فترة من الزمن طالت مدتها.
الانتظار القلق من الابن لأمه
ثم لما اشتد به الجوع مكث في زاوية من الجحر غارسا عينيه في فوهة الباب عله يرى أمه و هي تدفع باب الجحر مهللة الوجه بما أحضرته لطفلها المسكين ، لكن الأم لم تأت و لم يتحرك سكون الباب ، و الجوع قد اشتد به ، ماذا عليه أن يفعل إذن و الجوع لا يرحم.
اضطرار ( ميشو ) لنقض نصيحة أمه:
لم يجد الصغير بدا من أن ينطلق بنفسه خارج المنزل باحثا عن أمه التي تأخر مجيئها كثيرا.
كان الصغير يعرف مزرعتين تمتلأ كل منهما بالزروع و النباتات بأنواعها المختلفة اعتادت الأم الذهاب إليهما ، فدخل إحداهما ظانا أن أمها هناك ، و ما إن أخذته قدماه و يداه إلى إحدى المزرعتين لم يجدها ، لكن عندما لمحت عيناه طعامه المفضل إلا و نداء الجوع قد تملك منه فأخذ ينهل من جزره ما يسد جوعه الشديد و يشبع .. و بعد أن أدركه الشبع حام حوله النعاس و أمره سلطان النوم أن أغلق عينك ؛ فأخذ مضطجعه عند أقرب ظل شجرة فنام من فوره.
عودة الأم للجحر:
عند الجحر ظهرت الأم (كاتو) تسرع راكضة نحو ولدها الذي لاشك أنه الآن يتضور جوعا.. هكذا حدثت الأم نفسها.
➖ أين ذهبت يا (ميشو) ، ما الذي أخرجك من الجحر من الأساس و قد أوصيتك ألا تفتح لأحد ؟!!!.
هكذا أخذت الأم (كاتو) تحدث نفسها و تنادي على ولدها الغائب و قد سيطر عليها القلق الشديد .
خروج الأم مرة أخرى للبحث عن وليدها، و المفاجأة -المتوقعة- التي كانت بانتظارها:
في ذروة حالة التوتر تلك التي تملكتها تذكرت أنه ربما ذهب لإحدى المزرعتين باحثا عنها و متعجلا إياها بالطعام ، فركضت مسرعة نحو المزرعة التي لم تكن فيها علها تجده هناك.
أسرعت الأم القلقلة و التوتر يأكلها و ما إن وصلت لحدود المزرعة حتى شاهدت ما ضاعف قلقلها أضعاف ما ألم بها.. ذئب يتربص بابنها المسكين من بعيد.. يتحسس خطاه بعناية حتى لا يوقظه من سباته .. يمشي الهنية نحوه كأنه يمشي على حبل مشدود بين قمة جبلين ، لكن هناك لحظات و مواقف قد تشعل في النفس طاقة و حماس لم تعهدها قبلا.. الأم (كاتو) قفزت قفزات لم تكن لتفعلها في وقت غير هذا.. و كأن لاعب ألعاب قوى ماهر قد تعلق بزانته قافزا فوق أعلى نقطة صعود.. قفزت الأم (كاتو) فكانت أسرع من الذئب الذي هالته الدهشة و الذهول مما رأى ، لكنه عندما أفاق كان الوقت قد فات و الفريسة قد ألفتت من بين مخالبه و من ثم من بين أنيابه، فعاد أدراجه متحسرا غاضبا .
نهاية القصة:
➖ هل أنت بخير يا صغيري ؟! .
➖ نعم يا أمي أنا بخير ، و آسف لأنني لم أنفذ ما أوصيتني به، و أعدك أن أحاول جاهدا في المرات القادمة.
➖ لا عليك يا حبيبي ، تأخري عليك هو الذي دفعك لذلك ، و على أية حال نحن نتعلم من تجاربنا و من مواقفنا.
كان هذا هو حوار الأم مع صغيرها بعد أن وصلا بسلامة الله لجحرهما بينما ثغرها تعلوه ابتسامة حنونة عندما بدأ قلب صغيرها يسكن و هو نائم في حضنها الرحيم.
الختام:
لاشك أن نصيحة الكبار - المحبين ـ محل ثقة و تنفيذ ، لكن قد تضطرنا المواقف أن نخرق بعضا من هذه النصائح ، لكن علينا تدارك الأمر سريعا للعودة للمربع الآمن ( الأسرة ، السكينة ، المحبين ، الدفء النفسي).