ظل الجن قصه رعب
: "ظل الجن":
في أحد القرى النائية، كانت هناك أسطورة تتناقلها الأجيال عن "ظل الجن"، كائن غامض يظهر في الليل ويخيف سكان القرية. كان يُقال إن الجن يتغذى على الخوف، وكلما زادت مشاعر الرعب لدى الناس، زادت قوته.
كان هناك شاب يدعى "علي"، معروف بشجاعته وجرأته. لم يكن يؤمن بالخرافات أو الأساطير، وقرر أن يثبت للجميع أن "ظل الجن" ما هو إلا خرافة. في إحدى الليالي، قرر علي أن يمضي الليل في الغابة، حيث يُعتقد أن الجن يظهر في تلك المنطقة.
أخذ معه مصباحًا وبعض الطعام، وانطلق إلى الغابة. كانت الأشجار كثيفة، والظلام يعم المكان. ومع مرور الوقت، بدأ يشعر بشيء غريب. كانت الرياح تعصف بالأشجار، وكأنها تهمس له بأسرار لا يفهمها. لم يكن لديه أدنى فكرة عما ينتظره.
بينما كان يجلس بجوار نار صغيرة، سمع أصواتًا غريبة تأتي من بعيد. أصوات خافتة، كأنها همسات. حاول تجاهلها، لكنه شعر بشيء يراقبه. نظر حوله، ولم يرَ شيئًا سوى الظلام الدامس.
فجأة، انطفأت النار، وغطى الظلام المكان. ارتجف علي من الخوف، وحاول إشعال النار مرة أخرى دون جدوى. في تلك اللحظة، شعر بشيء يلمس كتفه. التفت بسرعة، ليجد ظلًا غامضًا يقف خلفه. كان الشكل غير واضح، لكن عينيه كانت تتوهج كالنار.
"من أنت؟" سأل علي بصوت مرتجف. لكن الظل لم يرد، بل اقترب منه أكثر. بدأ قلبه ينبض بسرعة، وبدأ يشعر بالخوف يتسلل إلى أعماقه. حاول الهرب، لكن قدميه كانت كأنها مغروسة في الأرض.
"أنا من يخافون منك!" همس الظل، صوته كان كصدى في أعماق الغابة. "أنت جئت لتتحدىني، لكنك لا تعرف الخوف كما أعرفه."
فجأة، بدأ الظل يتحول إلى كائن مرعب، ملامحه تتغير وتصبح أكثر بشاعة. كانت ضحكته تملأ المكان، وكأنها تتلاعب بأعصابه. في تلك اللحظة، أدرك علي أنه ارتكب خطأً كبيرًا. لم يكن الجن مجرد خرافة، بل كان شيئًا حقيقيًا ومرعبًا.
حاول الهروب مرة أخرى، لكن الظل كان أسرع. اقترب منه ولامسه، وفجأة شعر علي ببرودة تجمدت في عظامه. بدأ يصرخ، لكن الصوت لم يخرج من فمه. اختفى في الظلام، وترك وراءه فقط صدى صرخاته.
في صباح اليوم التالي، عثر أهالي القرية على مصباحه محترقًا، لكنه لم يكن هناك أي أثر لعلي. ومنذ ذلك اليوم، زادت حكايات القرية عن "ظل الجن"، وأصبح علي جزءًا من الأسطورة، يُروى قصته لكل من يحاول تحدي الجن، ليعلم الجميع أن بعض الأساطير ليست مجرد خرافات، بل هي تحذيرات من عوالم لا ينبغي العبث بها.