ازاي تختار الشخص الصحيح يكون شريك حياتك
إن بناء حياة كاملة مع شخص آخر هو خيار متروك لك، لكنه بالوقت ذاته هو الخطة المثالية للحصول على الحب، ذلك الحب قال عنه الشعراء منذ الأزل أنه قدر بلا حول ولا قوة منا، أو حالة مفاجئة تمر بنا ولا نتماسك أمامها، لكن هل ما قيل عنه صحيح أو حقيقة كاملة ، لا أعتقد ذلك بل ما أظنه في المقام الأول أن هذه الحالات هي شغف لا وعي فيه ، أما الحب الحقيقي فهو أمر يتمحور حولك أنت ، وحول إحساسك بالمسؤولية، يتحكم به قوتك ووعيك وإدراكك ورعايتك ، الحب لا يقع فحسب، الحب أمر يمكن تكوينه ، وهذا المبدأ يحول بحثك عن الحب من مجرد ضربة حظ الي ضربة واعية تحقق بها أحلامك .
بالنسبة لمعظم الناس فإن الحب يعني أن هناك من تقضي معه وقتك يحبك ويهتم بك، يوفر لك الدعم ويتواصل معك، يكون هو الأمان عند الخوف وهو الإيمان عندما تسلبك الحياة إيمانك بذاتك ، وهذا هو مبعث البهجة والمرح والسعادة من الحب، لكن يتناسي الناس أنه كما لكل شراكة إيجابيتها هناك أيضاً السلبيات والمسؤوليات ، هناك حس الواجب لتغير مسار حياتك ورغباتك وروتين يومك ليتماشي مع رغبات شخص آخر تريده بحياتك ، ذلك التحول الجذري من فرد إلى أسرة أمر يحتاج في المقام الأول إلى احساس المسؤولية وتغيير مفهوم (الأنا) إلى (نحن) ، تحول لابد أن تخوضه و تتخلى فيه عن جزء من سلطتك و مساحتك لتخوضا الحياة معا ، نسج من خيطين مختلفين لتكوين نسيج متجانس، إن لم تملك القدرة علي فعل ذلك ، فلا تتزوج الآن ، لأن ذلك يراه البعض تعقيد ليس مستعداً له أو متوقعه ، يرفض التنازل ويحاول حماية سلطته ومساحته الشخصية ويقف كخصم للتفاوض والمساومة على عدم التنازل أبدا بدلا من محاولة تقريب المساحات المتباعدة .
المثير للسخرية بالأمر أن البعض يرى أن تكوين ثنائي أمر بسيط لا يتوجب كل هذا التعقيد، اي شخص يمكنه الارتباط بأي شخص واعلان ذلك بمباركة العائلات وهما الآن قد أصبحا ثنائي يسعى الي ارتباط جدي مع بعض التجهيزات المعتادة ويُقضى الأمر ، نتسرع للارتباط وللحصول على الحب ونتخذ قرارت تخص مستقبلنا ونتعجل أمور خاطئة لنحصل على أحلامنا في الارتباط، دون فهم ذواتنا واستعدادتنا للتنازل و المشاركة لخوض التجربة، دون أن نعى أن التحدي الحقيقي ليس في حسن الإختيار فقط وليس في تكوين ارتباط وإقامة حفلة تعارف للعائلتين، التحدي الحقيقي يكمن داخلنا، يكمن في حجم الأنانية داخل صدورنا الضيقة، التحدي الحقيقي هو الاستمرار في هذه العلاقة استمرار حقيقي ، فقد يبدو الكثير من حولنا متزوج، وتظهر العلاقات قائمة ثابتة قوية ، لكن الحقيقة الكاملة أنها مجرد قشور تحمل خلفها الكثير من الخواء والفشل والخيبات المتتالية ، الحقيقة الكامله أنه يفشل الغالبية العظمي في الاستمرار، وينفصل الكثيرين بتلقائية ودون وعي وهما مازالا تحت سقف واحد وتحت رباط مقدس لا يتشاركان به أسرارهما وأوجاعهما ونقاط ضعفها ، ولا تتشابك فيه الأحلام ولا الخطط المستقبلية ، لأن كلاهما أو أحدهما رفض التنازل وفضل المساومة على عدم تغيير مسار حياته ومساحته الشخصية وفضل الأنا والأنانية ،.....
إن استعجال الارتباط للحصول على الحب دون تأهيل نفسي يؤدي إلى نتائج كارثية كما الاستعجال بأي أمر آخر بالحياة ، الصبر والجهد والمداومة ضرورة للحصول على الثمرات الطيبة من اي علاقة بالحياة...
