"معبد الأوبسيديان: أسرار من أعماق الظلام"
"معبد الأوبسيديان"
الجزء الأول:
في عمق الغابات الكثيفة التي تحيط بقرية نائية، كان هناك معبد قديم يُعرف باسم "معبد الأوبسيديان". يُحكى أن هذا المعبد كان مركزاً لطقوس قديمة وعبادات غامضة، ويعتقد سكان القرية أن من يقترب من المعبد سيواجه شياطين مظلمة وأسراراً مرعبة.
في إحدى الأمسيات الباردة، اجتمعت مجموعة من الأصدقاء في منزل نادر، الذي كان يمتلك شغفاً بعلم الماورائيات والأشياء الغامضة. كانت المجموعة تتكون من نادر، وعادل، وسارة، وريم. كانوا يقرؤون عن الأساطير المحلية عندما اكتشفوا مذكرات قديمة تتحدث عن "معبد الأوبسيديان" وتجربته الرهيبة التي مر بها من اقترب منه.
قرروا في لحظة من الفضول المتهور أن يستكشفوا المعبد بأنفسهم. كانت القصة المثيرة والمخيفة التي قرأوها قد أثارت اهتمامهم، وأرادوا اكتشاف الحقيقة وراء الأسطورة. تجمعوا في منزل نادر في وقت متأخر من بعد الظهر، وحزموا معداتهم اللازمة، مثل الكشافات والكاميرات والأدوات اللازمة لتوثيق كل شيء.
وصلوا إلى الغابة في بداية الليل، حيث كان الضباب يتصاعد بين الأشجار، مما جعل المكان يبدو أكثر غموضاً. بعد ساعات من المشي عبر الطرق الوعرة، عثروا أخيراً على المعبد المخيف الذي كان مغطى بالأشجار الكثيفة. كان المعبد متهالكاً، وأعمدته تبدو وكأنها قد تآكلت بفعل الزمن. كانت هناك نقوش غريبة على الجدران، وأصوات خافتة كانت تصدر من داخل المعبد.
دفع نادر الباب الثقيل، وفتح بصوت صرير عالٍ. دخلوا إلى الداخل، حيث كان المعبد مظلماً وبارداً، وكأن هناك طاقة مظلمة تعم المكان. كانت الأرضية مغطاة بطبقة كثيفة من الغبار، والأعمدة المتداعية تدعم السقف المهدم. اتبعوا الممرات الضيقة التي تقودهم إلى أعماق المعبد، ووجدوا غرفاً مليئة بالأشياء الغريبة.
في إحدى الغرف، عثروا على مذبح كبير مصنوع من الحجر الأسود، وكانت هناك تماثيل صغيرة لرؤوس غريبة وأشياء مرعبة تحيط بالمذبح. أضاءت سارة شمعة صغيرة ووضعتها على المذبح، وفي لحظة، بدأت الشمعة تتراقص وكأنها تتفاعل مع شيء غير مرئي. بدأت أجواء الغرفة تصبح أكثر توتراً، وكأنها تستعد لاستقبال شيء رهيب.
فجأة، انطفأت الشمعة، وساد الظلام الدامس. كانت الأصوات غير الطبيعية تتعالى من كل جانب، والأرضية بدأت تهتز قليلاً. حاولوا استخدام الكشافات، لكن الضوء بدأ يتلاشى بشكل غير طبيعي. كان هناك شعور قوي بالقلق يسيطر عليهم، وعندما حاولوا التحرك، اكتشفوا أن الأبواب التي دخلوا منها قد أُغلقت بطريقة غامضة.
عندما حاولوا العودة إلى الغرفة الأخرى، وجدوا أن الممرات قد تغيرت، وكأنها تتغير بشكل مستمر. كانوا عالقين في شبكة من الممرات المتداخلة، وكلما حاولوا الخروج، وجدوا أنفسهم يعودون إلى نفس النقطة. بدأوا يشعرون بالإحباط والخوف، وبدأت الأصوات تتزايد بشكل غير طبيعي، وكأن شيئاً يقترب منهم.
في نهاية المطاف، وجدوا غرفة صغيرة تحتوي على نوافذ مكسورة، وأصوات عواء الرياح تتسلل من خلالها. كانت هناك صورة قديمة معلقة على الجدار، تُظهر مشهداً مروعاً لطائفة من الكهنة الذين يؤدون طقوساً غامضة. في الأسفل، كان هناك كتاب قديم مفتوح على صفحة تحتوي على رموز غريبة وتعويذات.
بينما كانوا يتفحصون الكتاب، بدأوا يسمعون أصوات خطوات خفيفة تقترب منهم. ارتفعت الأجواء إلى درجة من الرعب غير المسبوق، وعندما نظروا خلفهم، اكتشفوا أن هناك شخصاً يرتدي ملابس قديمة، وشكله غير واضح بسبب الظلام، يقترب منهم ببطء.
في لحظة من الرعب الشديد، انطفأت جميع الأضواء فجأة، وعاد الظلام الدامس ليحيط بهم. بدأت الأصوات تتعالى بشكل غير طبيعي، وظهرت أضواء خافتة في الزوايا. حاولوا التصرف بسرعة، ولكن فجأة سمعوا صرخات عالية تتعالى من كل اتجاه. عندما حاولوا إضاءة الكشافات، اكتشفوا أن الشخص الذي اقترب منهم قد اختفى، وأن الغرفة قد بدأت تتداعى من حولهم.