"معبد الأوبسيديان: أسرار من أعماق الظلام"
"معبد الأوبسيديان"
الجزء الثاني:
عندما عاد الضوء إلى المعبد، وجد الأصدقاء أنفسهم في الغرفة الصغيرة التي كانت تعج بالضباب والرعب. حاولوا الهدوء واستعادة رباطة جأشهم، لكن الفزع لم يترك قلوبهم. كانت الأضواء تتلألأ بشكل غير طبيعي، والرموز الغريبة على صفحة الكتاب القديم كانت تلمع بطريقة تجعل الأجواء أكثر رهبة.
تبادلوا النظرات، محاولين فهم ما حدث. سارة، التي كانت الأكثر هدوءًا بين المجموعة، استجمعت شجاعتها وقالت: "علينا البحث عن مخرج. هذا المكان يزداد سوءًا، وكلما تأخرنا، زادت المخاطر."
عادل، الذي كان يشعر بالخوف من فكرة العجز، أضاف: "لكن أين المخرج؟ لقد كنا في الممرات، وكلما حاولنا الخروج، عدنا إلى نفس المكان."
رمى نادر نظرة إلى الكتاب القديم، وقال: "ربما يحتوي الكتاب على مفتاح للخروج، أو ربما يعطينا فكرة عن كيفية التعامل مع ما نواجهه."
بدأوا في دراسة الكتاب، وسرعان ما لاحظوا أنه يحتوي على نصوص غامضة وصور لطقوس قديمة. بين الرموز والتعويذات، وجدوا رسالة مكتوبة بخط صغير: "في قلب الظلام، حيث لا يكون هناك مخرج، ابحث عن نور قديم."
قررت المجموعة اتباع الرسالة. أعادوا النظر في الغرفة، واكتشفوا أن هناك مكانًا في الزاوية يبدو أنه يحتوي على شيء غير عادي. انتقلوا إلى هناك ووجدوا جهازًا قديمًا، يبدو وكأنه نوع من الآلات التي تُستخدم في الطقوس. كان هناك مفتاح معدني يلمع قليلاً، ومؤشر ضوئي يتلألأ بلون غامق.
بينما كانوا يحاولون فهم وظيفة الجهاز، سمعوا أصوات خفيفة قادمة من الممرات. كان الصوت مثل همسات متفرقة، تتداخل مع الصرخات الخافتة. تزايدت الأصوات بشكل متسارع، وكأنها تقترب من الغرفة.
كانت ريم، التي بدأت تشعر بالقلق الشديد، تقول: "يبدو أننا لسنا وحدنا هنا. هناك شيء آخر في هذا المعبد، ويبدو أنه يبحث عنا."
فجأة، اهتزت الأرضية، وظهرت شقوق عميقة تتسع في الغرفة، وكأن المعبد نفسه كان يزأر من الألم. حاولوا التمسك بالأرض، ولكن اهتزاز الأرض كان يجعل من الصعب الوقوف. بدأت الشقوق تلتف حولهم، وكأنها تقيدهم في مكانهم.
مع زيادة الهزات، بدأوا في محاولة تشغيل الجهاز القديم. أدخلوا المفتاح المعدني في الفتحة المخصصة له، وبدأوا في ضبط الأزرار وفقًا لما تم العثور عليه في الكتاب. كانت الأضواء في المعبد تتناثر وتصبح أكثر تقلبًا، وكأن شيئًا كان يتفاعل مع عملهم.
عندما قاموا بتفعيل الجهاز، بدأت الرموز على الجدران تتلألأ وتتحرك. ظهر في الهواء ضوء خافت، وقادهم نحو ممر ضيق لم يروه من قبل. قرروا أن يتبعوا الضوء، على أمل أن يقودهم إلى المخرج.
تقدموا بحذر عبر الممر الجديد، وكانوا في حالة من الترقب والقلق. مع كل خطوة، أصبح الممر أضيق وأكثر ظلامًا. أصدرت أقدامهم أصوات صرير على الأرض، والتي كانت تتردد في الممرات المظلمة.
وصلوا أخيرًا إلى غرفة واسعة، ولكنها لم تكن مثل أي غرفة أخرى في المعبد. كانت مليئة بتماثيل غريبة وأحجار قديمة، وكانت الأجواء مشحونة بالشعور بالخطر. في وسط الغرفة، كان هناك مذبح ضخم عليه رموز قديمة تتلألأ بنور خافت.
عندما اقتربوا من المذبح، سمعوا صوتاً عالياً يأتي من خلفهم، وظهر في الغرفة ظل ضخم. كان الظل يبدو كأنه مخلوق مظلم، يتحرك ببطء نحوهم. حاولوا العودة، ولكن الممر الذي جاءوا منه قد أغلق خلفهم بطريقة غامضة.
في لحظة من الرعب، بدأت التماثيل تتحرك وتصدر أصواتًا غامضة. كان الظل يقترب منهم، وبدأت الغرفة تتدفق بأضواء غريبة وألوان غير مألوفة. في تلك اللحظة، ظهر شعاع ضوء قوي من المذبح، وكأن المعبد نفسه يحاول حماية شيء ما.
تجمعت القوى المظلمة حولهم، وساد الظلام بشكل كامل في الغرفة. ارتفعت أصوات الرعب إلى ذروتها، وبدأت الأرضية تهتز بشكل أقوى. في وسط هذا الفوضى، اكتشفوا أن الضوء الذي جاء من المذبح كان يحتوي على مفتاح، ولكنهم كانوا بحاجة إلى حل اللغز قبل أن ينجح الظل في الإمساك بهم.