المشرحة المهجورة: كابوس الجثث الحية

المشرحة المهجورة: كابوس الجثث الحية

0 المراجعات

في ليلةٍ مظلمة، عندما كان القمر يختبئ خلف الغيوم السوداء، كانت المشرحة في المستشفى القديم تبدو كأنها مكان من عالم آخر. هذا المستشفى كان مهجورًا لسنوات طويلة، حتى أن سكان المدينة نسوا وجوده. لكن في تلك الليلة، عاد للحياة بشكل غريب.

image about المشرحة المهجورة: كابوس الجثث الحية

الدكتور سامي، وهو طبيب شاب مغامر، قرر أن يستكشف المستشفى المهجور بدافع الفضول. كان قد سمع الكثير من القصص المخيفة عن هذا المكان، وعن الجثث التي لم يتم دفنها بشكل صحيح وظلت عالقة في المشرحة لسنوات. بعض الشائعات تقول إن أرواح هؤلاء الموتى لا تزال تسكن المستشفى، تبحث عن الانتقام.

دخل سامي إلى المستشفى ومعه مصباحه اليدوي. كان الهدوء يلف المكان، ولا يُسمع سوى صوت خطواته المترددة على الأرضية المتربة. فتح باب المشرحة ببطء، وتسلل إلى الداخل. كانت الغرفة باردة، وصوت الرياح في الخارج يضيف جوًا من الرهبة. توهجت الأضواء الضعيفة على الطاولات المعدنية، وعندما اقترب سامي منها، رأى مشهدًا لم يكن يتوقعه.

كانت هناك جثث مستلقية على الطاولات، ولكن ما كان مخيفًا هو أن تلك الجثث بدأت تتحرك ببطء. عيناتهم الغارقة في السواد كانت تفتح وتغلق بشكل غير طبيعي، وكأنهم يستيقظون من سبات طويل. ارتفعت إحدى الجثث وجلست ببطء، نظرها مركز على سامي. شعر برعب شديد ولم يستطع الحركة، كانت عيناه متسعتين وهرب نفسه السريع يقطع السكون.

image about المشرحة المهجورة: كابوس الجثث الحية

بدأت الجثث الأخرى تتبعها، واحدة تلو الأخرى، حتى امتلأت الغرفة بالجثث المتحركة التي تتوجه نحوه. حاول سامي أن يصرخ، لكن صوته اختنق في حنجرته. أحد الموتى اقترب منه، وكانت يده متجمدة وعينه تحدق في عينيه، كان هناك شيء مريب في نظراته، شيء أشبه بانتقام قديم.

"لماذا عدت إلى هنا؟" سألته الجثة بصوت منخفض ومخيف.

تراجع سامي ببطء، لكن قدمه تعثرت، وسقط على الأرض. حاول الوقوف، لكن الجثث كانت تحيط به من كل جانب. شعر بشيء بارد يلمس رقبته، وعندما رفع نظره، رأى الجثة الأولى تمسك بيده، تقترب منه ببطء.

"لقد استولينا على هذا المكان منذ سنوات، ولن ندعك تأخذ راحتنا." كان الصوت يزداد غرابة ورعبًا.

فجأة، أضاءت الغرفة بنور قوي، وصوت ضجيج عالٍ ملأ المكان. فتحت عيون سامي ورأى نفسه على سرير في غرفته الخاصة، جسده غارق في العرق البارد. كان كل شيء مجرد كابوس... أو هذا ما ظنه.

لكن عندما نظر إلى الطاولة بجانب السرير، وجد شيئًا غريبًا: مفتاح قديم صدئ، يحمل شعار المستشفى المهجور.

 

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

57

متابعين

80

متابعهم

36

مقالات مشابة