"عهد مريم: الجن العاشق"

"عهد مريم: الجن العاشق"

0 المراجعات

      "عهد مريم: الجن العاشق" 

 

مريم كانت فتاة جميلة وذكية، تعيش في قرية هادئة بجوار غابة مظلمة تعرف بأساطير الجن والأرواح الشريرة. كانت تحب الجلوس وحدها في الليل للاستمتاع بصفاء الهواء وهدوء النجوم. 

 

ذات ليلة، وهي تمشي على ضفاف النهر، سمعت خطوات تقترب منها ببطء. نظرت حولها ولم ترَ أحداً، ولكنها شعرت بحضور غير مرئي، شيء ما غامض ومخيف. ارتعشت من الخوف وحاولت الهروب، لكنها وجدت نفسها محاصرة بين أشجار الغابة المعتمة.

فجأة، ظهرت شخصية غامضة أمامها، ليست جنًا عاديًا، بل جن يقال إنه وقع في حبها بشدة. كان ينظر إليها بعينين لامعتين من الظلام، ووجهه كان ينبعث منه تأثير غامض ومخيف.

مريم كانت تعرف من القصص القديمة أن للجن قوة كبيرة وقد يكون خطراً عليها، لكنها شعرت بنوع من الجاذبية الغريبة نحو هذا الجن. كانت اللحظات تمر كالسنين في ذهنها وهي تحاول أن تقرر ماذا تفعل.

هل تختار مريم البقاء وتتعلق بالجن الذي وقع في حبها، أم تفر إلى أمان القرية؟ 

 

مريم شعرت بالتردد والخوف يتسللان إلى قلبها، ولكنها في نفس الوقت كانت تشعر بجاذبية لا تقاوم تجاه هذا الكائن الغامض. بدا الجن وكأنه يقرأ أفكارها، فابتسم ابتسامة باهتة وقال بصوت عميق:

 

"لا تخافي يا مريم، لن أؤذيك. لقد راقبتك منذ زمن طويل وأحببتك من بعيد. أنتِ مختلفة، روحك نقية وجمالك ليس فقط في مظهرك، بل في قلبك أيضاً."

رغم الكلمات اللطيفة، كانت مريم تعلم أن الجن يمكن أن يكون مخادعاً. قالت بصوت مرتعش: "ماذا تريد مني؟ لماذا تتبعني؟"

 

أجاب الجن: "أريد أن أكون بجانبك، أريد حمايتك من كل سوء. لكنني أعلم أن عالمي مختلف عن عالمك، وأعلم أنني لن أتمكن من العيش في عالم البشر. لذلك، أتيت لأعرض عليك صفقة."

مريم شعرت بالفضول والخوف في آن واحد. سألته: "ما هي الصفقة؟"

قال الجن: "يمكنني منحك قوة عظيمة، قوة تمكنك من رؤية الأشياء التي لا يراها البشر، وتجعل من المستحيل أن يؤذيك أي مخلوق، سواء كان من البشر أو الجن. ولكن في المقابل، عليك أن تسمحي لي بالبقاء بجانبك دائماً."

مريم كانت في حيرة من أمرها. كانت تعرف أن قبول هذه الصفقة قد يعني فقدان جزء من إنسانيتها، وربما تعيش حياة مليئة بالاضطراب والرعب. لكنها كانت تعلم أيضاً أن هذه القوة قد تحميها من أخطار كثيرة قد تواجهها.

أخذت مريم نفساً عميقاً وقالت: "ماذا سيحدث لي إذا قبلت عرضك؟"

image about
"عهد مريم: الجن العاشق" 

الجن اقترب منها بخطوات هادئة، ومد يده نحوها. "ستصبحين جزءاً من عالمي، ستكونين قادرة على رؤية ما لا يراه البشر، لكنك ستبقين في عالمهم. سأكون بجانبك دائماً، أراقبك وأحميك، لكنك لن تتمكني من التخلص مني أبداً."

كانت الكلمات تتردد في ذهن مريم، وتكاد تشعر بأنفاس الجن قريبة منها. كانت تعرف أن القرار الذي ستتخذه الآن سيغير حياتها إلى الأبد.

بعد لحظات من التفكير العميق، نظرت مريم في عيني الجن وقالت: "أوافق، لكن بشرط."

الجن نظر إليها باهتمام، "ما هو شرطك؟"

قالت مريم: "أريد أن أحتفظ بإنسانيتي، وأن أكون حرة في اتخاذ قراراتي. إذا شعرت يوماً بأنك تأخذني بعيداً عن ذلك، سأستخدم قوتي للتخلص منك."

الجن ابتسم ابتسامة غامضة وقال: "إذاً، الاتفاق قد تم."

وفي تلك اللحظة، شعرت مريم بتغير غريب في جسدها، كأن نسيماً بارداً مرّ عبر عروقها. كانت تشعر بقوة جديدة تتدفق فيها، ولكن مع هذه القوة، كان هناك شعور بالثقل، وكأنها أصبحت مرتبطة بشيء أعمق وأعقد من عالمها.

منذ تلك الليلة، تغيرت حياة مريم. أصبحت ترى العالم بطريقة مختلفة، تدرك أشياء لم تكن تعرفها من قبل، وتشعر بحضور الجن بجانبها في كل لحظة. كان يحميها بالفعل من الأخطار، لكن وجوده كان دائماً يذكرها بأنها ليست وحيدة، وأنها قد دفعت ثمناً غالياً مقابل تلك القوة.

لكن مريم لم تنسَ شرطها. كانت تعرف أن عليها أن تحافظ على توازن دقيق بين القوة التي اكتسبتها وإنسانيتها التي كادت أن تفقدها.

وفي أعماق الغابة، كان الجن يراقبها، يتساءل إن كانت مريم ستظل مخلصة للصفقة، أم ستجد يوماً طريقاً للتخلص منه.

---

هل ترغب في إضافة المزيد من التفاصيل أو تغيير أي جزء من القصة؟

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

12

متابعين

10

متابعهم

16

مقالات مشابة