قصه رعب حقيقيه ظل القبو: العوده الي المنزل الجزء التاني
الجزء الثاني: “العودة إلى المنزل
بينما كان سامي يحاول العودة إلى السلم، شعر وكأن القبو قد تحول إلى متاهة من الظلام. الجدران كانت تتغير باستمرار، وكأنها تتحرك وتلتف لتمنعه من الخروج. أصوات الصرخات المتعالية أصبحت تتعالى في أذنه، تتداخل مع همسات خافتة من الماضي، وكأنها تطلب منه شيئاً لا يمكنه فهمه.
حاول سامي الهدوء قدر الإمكان، لكنه شعر بالقلق يتزايد. كانت الأضواء الخافتة التي كانت تنبض في أرجاء القبو تتساقط بشكل متقطع، مما زاد من الشعور بالضياع. كان الظلام كثيفاً، وكلما تقدم، كانت الظلال التي تحيط به تزداد كثافة. كل زاوية كان ينظر إليها كانت تبدو وكأنها تزداد عمقاً، والأصوات التي كان يسمعها أصبحت أكثر تجسيداً في كل لحظة.
في لحظة من الذعر، شعر سامي بيد باردة تمسك بذراعه. كان يشعر وكأن شيئاً غير مرئي يشده نحو الظلام. عندما التفت، وجد نفسه وجهاً لوجه مع شكل شبحية غير محدد، يتضح أنه كان روحاً غاضبة تبحث عن الانتقام. كانت الروح تطفو في الهواء، عينيها تلمعان بلون شاحب، وكأنها كانت تطلب المساعدة أو تبحث عن شيء مفقود. صرخ سامي محاولاً الهروب، ولكن الروح كانت أسرع منه، وكانت الأصوات تتصاعد بشكل يملأ المكان بأصداء مرعبة.
بدأ القبو ينهار من حوله، وكأن الأرض تتحرك تحت قدميه. تكسرت الجدران وسقطت الأضواء، وغطت الحطام الأرض. كانت الأصوات تزداد صخباً، والظلال كانت تأخذ شكل كائنات حية تتلاعب به. أدرك سامي أنه كان محاصراً في هذا الكابوس الذي بدا وكأنه لا ينتهي، وكان يحاول بكل قوته الخروج، لكنه كان يشعر بأن كل محاولة كانت تضيف مزيداً من المعاناة.
بينما كان يحاول القتال للخروج، اكتشف نفقاً ضيقاً في إحدى الزوايا. كان النفق مظلماً وبارداً، وأصوات الهمسات كانت تلاحقه بوضوح أكبر. شعر بشيء غامض يطارد خطواته، وكان كل خطوة تقوده إلى النهاية المجهولة. بعد ما بدا وكأنه وقت طويل، خرج أخيراً إلى الهواء الطلق، لكنه لم يشعر بالراحة. كان قلبه ينبض بسرعة، وعقله مليء بالصور المخيفة التي رأها في القبو.
عندما عاد إلى منزله، لم يكن بإمكانه نسيان ما رآه. كانت الذكريات التي عاشها في القبو تطارده في أحلامه، والهمسات التي سمعها أصبحت جزءاً من حياته اليومية. أدرك أن تلك الليلة كانت بداية لمطاردة لا تنتهي، وأنه لن يكون قادراً على الهروب من الظلال التي عانى منها. كانت تجربة القبو قد تركت أثراً عميقاً في نفسه، وشعوراً دائماً بالخوف، وكأنها جزء من حياته الآن.