قصة القرية الملعونة
استيقظ سالم ذات يوم على صوت ابنه الرضيع الذي كان جائع جدا ، في هذا الوقت لم يدري سالم ماذا يفعل فحمل ابنه واخذ يسير به في ارجاء المنزل لعله ينام ولكن بدون فائدة ، فجأة سمع سالم صوت يهمس في اذنه بكل هدوء قائلا : هل تريد لابنك ان يهدأ ؟ ، و فجأة ظهرت امام سالم فتاة جميلة جدا ، قالت الفتاة لسالم : انا مرسلة بامر من الملك جبروت وانت مخير ما بين ان اجعل طفلك يهدأ وان ارحل بدون رجعة و سيبقى طفلك يعاني من الجوع حتى يموت امام عينيك ولن تتمكن من انقاذه ، في هذه اللحظة لم يخطر على بال سالم اي شيء فقد كان ابنه الرضيع جائع جدا ولم يكن بيد سالم سوى قبول كلمات هذه الفتاة التي لا يدري حتى من اين اتت ؟ ، وافق سالم على عرض هذه الفتاة فقط من اجل ابنه الرضيع.
قال سالم : حسنا انا موافق على عرضك ولكن كم تريدين ثمنا لاطعام ابني ؟ ، قالت الفتاة : انا مرسلة من عالم آخر انت لا تعلم عنه اي شيء ، فملك الجن جبروت هو الذي ارسلني لاساعدك ولاكون خادمة لك واقوم بارضاع طفلك حتى يكبر ، عندما سمع سالم هذه الكلمات شعر بالخوف الشديد واحتضن ابنه بقوة وكاد ينطق باسم الله الرحمن الرحيم ولكن الفتاة التي في الاصل لم تكن فتاة بل كانت جنية صرخت في وجه سالم قائلة : اياك ان تنطق بحرف آخر اعلم جيدا يا سالم ان الملك جبروت اختارك واذا لم تنفذ ما يطلبه منك فلن يتركك بسهولة ، دب الخوف في قلب سالم وقال : وماذا يريد مني الملك جبروت بالضبط ؟ ، قالت الجنية المتجسدة في هيئة الفتاة ساكون خادمة لك وارضع لك طفلك في مقابل ان تقوم كل يوم بالتضحية للملك جبروت.
قال سالم : وكيف تكون التضحية للملك جبروت ؟ ، قالت الفتاة : كل يوم بعد اذان الفجر وقبل اقامة الصلاة ستقوم بالتضحية برأس من الماشية الموجودة في الحظيرة ، شعر سالم بخوف شديد ولان ايمانه كان ضعيف وافق سالم على مطالب هذه الجنية وقرر ان يقوم بالفعل بالتضحية برأس من ماشيته كل يوم قبل اقامة صلاة الفجر ، كان هناك سؤال محير يدور في ذهن سالم كل يوم و هو ان لكل طريق نهاية فماذا ستكون نهايته ؟ ، جاء فجر آخر فاصبح اذان الفجر هو المنبه الذي ييقظ سالم ولكن ليس من اجل الذهاب الى المسجد والصلاة بل لاجل التوجه الى الحظيرة وذبح المواشي وتقديمها كأضحية لملك الجن جبروت ، وذات ليلة حصل مالم يكن في الحسبان.
في هذا اليوم استيقظ سالم وقت الفجر وذهب الى الحظيرة ولكنه نسي ان اليوم السابق كان قد ذبح آخر ماشية من مواشيه ولم يعد هناك اي من الماشية يمكن التضحية به فالحظيرة فارغة تماما ، هنا ظهرت تلك الفتاة الجنية وقالت : جبروت يريدك بان تضحي بكل ما تملكه ، قال سالم : لا ادري بماذا اضحي لقد ضحيت بكل الماشية التي املكها ، ردت عليه الفتاة الجنية بكل برود قائلة : اذا ضحي بابنك الرضيع !!! ، دب الخوف و الرعب في قلب سالم وقال : لقد وافقت على هذا الاتفاق منذ البداية فقط من اجل ان اجعل ابني يشعر بالشبع وحمايته من الموت جوعا اذا كيف تطلبين مني ان اضحي به ؟ ، ردت عليه الفتاة : جبروت لا يهمه بماذا تضحي هيا ضحي بابنك و الا ستُغضب الملك جبروب و لن يرحمك.
تابعت الفتاة حديثها : في النهاية يا سالم سوف تخسر ابنك الرضيع وسوف تخسر حياتك ايضا الخيار لك ، بعدها اختفت الفتاة من الحظيرة ، وهنا خرج سالم من الحظيرة وكأنه جثة هامدة وذهب الى منزله ، صعد الى الطابق العلوي حيث ينام ابنه الرضيع ، امسك سالم بابنه واخذت الدموع تنهمر من عينيه ، وبعدها رفع سالم يده التي كان يمسك بها السكين وحاول تنفيذ ما امرت به الفتاة الجنية ولكن يده بدأت ترتجف ، واخيرا تسلل الايمان الى قلب سالم عندما سمع تلاوة القرآن الكريم في صلاة الفجر ، هنا تذكر سالم و ايقن ان من ابتعد عن طريق الصلاح ودين الله تعالى فلن يكون جزائه خيرا ابدا مهما حدث ، كان المشهد عجيبا فكيف لسالم الذي بذل الغالي و النفيس في سبيل اطعام طفله ان يقوم في النهاية بقتله.
في النهاية قرر سالم رمي السكين من يده وقام باحتضان ابنه الرضيع واخذ يبكي بشدة ، ادرك سالم حينها ان نهايته بكل تأكيد وشيكة وقام يردد ( اشهد ان لا اله الا الله ) واخذ يكرر هذه الجملة كثيرا ، غضب جبروت من سالم كثيرا ولذلك ارسل له تلك الجنية ذات الرداء الاسود لتقوم بذبح سالم وبالفعل قامت الجنية بذبح سالم واخذت ابنه الرضيع وانصرفت به الى الملك جبروت ، جميع هذه التفاصيل كانت ترويها الجنية ذات الرداء الاسود وهي في الحظيرة مع طارق الذي كان الرعب داخل قلبه يزداد شيئا فشيئا ، هنا قال طارق : وماذا فعلتي للطفل ابن سالم ؟ ، ردت عليه الجنية وهي تضحك بسخرية : بالطبع لقد مات فلقد تم اعداده ليكون وجبة للملك جبروت وتمت التضحية به في النهاية.
قال طارق وهو يرتجف من الرعب : وماذا تريدون مني الآن ؟ ، قالت الجنية : بما انك اتيت الى هنا مكان التضحية بسالم فستكون انت الشخص التالي عليك ان تضحي باي شيء للملك جبروت ، رد عليها طارق وقال : ولكني لا املك اي شيء لاضحي به كما اني لم اتفق معكم على شيء من الاساس ، قالت الجنية : يمكنك ان تضحي بصديقك ياسر!!! ، رد عليها طارق وقال : و ماذنب اصدقائي وما ذنب هيثم و حسن الذين توفو بسببكم ؟ ، قالت الجنية وهي تسخر من سؤال طارق : هم اصحاب فكرة احضار الشيخ الى هنا بالتأكيد سنمنع حدوث هذا ، اخذ طارق يردد في نفسه : انا السبب انا الذي تسبب في موت هيثم و حسن والآن سيأتي الدور على ياسر