رحلة مملكة الغيوم

رحلة مملكة الغيوم

1 المراجعات

رحلة مملكة الغيوم

في مملكة بعيدة، فوق السماء الزرقاء العالية، كانت هناك مملكة تدعى “مملكة الغيوم”هذه المملكة لم تكن كأي مملكة عادية، فبدلاً من القلاع الحجرية والشوارع الترابية، كانت القلاع مصنوعة من الغيوم الناعمة التي تلمع تحت ضوء الشمس، وكان سكانها يعيشون على سحاب أبيض يغطي الأفق، سكان هذه المملكة كانوا مخلوقات صغيرة لطيفة تُدعى “الغيميات”، كانت الغيميات تتقن فن الطيران باستخدام أجنحة شفافة صغيرة وتحب الغناء والرقص فوق السحب.

وفي أحد الأيام، استيقظت الغيمية الصغيرة لينا وهي تشعر بقلق شديد، فقد علمت من والدتها أن قوس قزح الذي يظهر في نهاية كل يوم قد اختفى، مما يعني أن مملكة الغيوم قد تواجه كارثة، لأن قوس قزح كان رمزًا للسعادة والطمأنينة في المملكة، واختفاؤه يعني أن السحب قد تبدأ بالتلاشي، وأن الغيميات قد تفقد قدرتها على الطيران.

قررت لينا أن تقوم بمغامرة كبيرة لإنقاذ قوس قزح وإعادته إلى مملكتها. ورغم صغر سنها، كانت تتمتع بشجاعة كبيرة، ووضعت هدفها في العثور على سر اختفاء قوس قزح مهما كلفها الأمر.

في صباح مشمس، توجهت لينا إلى حافة مملكتها، حيث تلتقي الغيوم بالسماء الزرقاء، وألقت نظرة على العالم السفلي لأول مرة في حياتها، رأت الجبال والوديان والمحيطات الكبيرة، ورأت طيورًا تحلق عالياً، لكنها لم ترَ أي أثر لقوس قزح، قررت أن تبدأ مغامرتها بالذهاب إلى "وادي العواصف"، حيث كان يُقال إن هناك حكماء يعيشون في الغيوم المظلمة.

كانت رحلة لينا محفوفة بالمخاطر، فالرياح كانت قوية وأحيانًا كانت الغيوم تختفي فجأة تحت أقدامها. لكنها كانت مصممة على متابعة طريقها، وبعد ساعات طويلة من الطيران، وصلت إلى وادي العواصف، وهو مكان مليء بالغيوم السوداء، والبرق الذي يضيء السماء من حين لآخر.

في عمق الوادي، وجدت لينا حكيم الغيوم، وهو غيمة كبيرة ذات لحية بيضاء طويلة وعينين لامعتين، انحنت أمامه بأدب وسألته: “يا حكيم الغيوم، أين ذهب قوس قزح؟ لماذا اختفى من مملكتنا؟”

ابتسم الحكيم وقال بصوت عميق: “قوس قزح لم يختفِ يا لينا. إنه محبوس في أعماق الأرض، أسير الظلام. ولتحريره، يجب أن تواجهِ مملكة الظلال في الأرض السفلى. هناك، ستجدين مفتاح الحرية.”

رغم خوفها، قررت لينا أن تتابع مغامرتها إلى مملكة الظلال، عبرت السماء وهبطت إلى الأرض، حيث كان كل شيء مختلفاً عما اعتادت عليه. الأشجار كانت مظلمة، والشمس لم تكن تشرق هنا، وفجأة، سمعت صوتاً يناديها: “من تجرؤ على دخول مملكة الظلال؟”

ظهر أمامها مخلوق غريب، كان مزيجًا من الغيمة والظل، كان اسمه “الظل الأسود”، قال لها بنبرة مليئة بالريبة: “إن كنت تبحثين عن قوس قزح، فلن تتمكني من العثور عليه بسهولة، يجب أن تحلي لغزي أولاً.”

رفعت لينا رأسها بشجاعة وقالت: “ما هو لغزك؟”

قال الظل الأسود: “أنا أمثل الليل والظلام، وأنا أغطّي الأشياء لكي لا تُرى، لكنني لست شريراً، فأنا أسمح بالراحة والهدوء. ما أنا؟”

فكرت لينا للحظة، ثم ابتسمت وقالت: “أنت الليل!”

نظر إليها الظل الأسود وأومأ برأسه موافقاً، “أحسنتِ يا لينا، لقد حللتِ لغزي، والآن ستحصلين على المفتاح.”

أعطاها المفتاح الذهبي، وأرشدها إلى كهف كبير تحت الأرض. دخلت لينا إلى الكهف بحذر، وبينما كانت تتوغل في الظلام، بدأت تسمع أصوات الرياح الهادئة، وفجأة، رأت قوس قزح محبوساً داخل بلورة كبيرة، وضعت لينا المفتاح في القفل وفتحته.

فورًا،  انفجرت الألوان الزاهية في كل مكان، وعاد قوس قزح إلى السماء، شعرت لينا بفرحة عارمة وهي تراه يرتفع مرة أخرى إلى مملكتها. عادت لينا بسرعة إلى مملكة الغيوم، حيث استقبلتها الغيميات بالاحتفال والغناء.

ومنذ ذلك اليوم، أصبحت لينا بطلة مملكتها، وعرف الجميع أن الشجاعة والقلب النقي هما مفتاح أي مغامرة ناجحة. 

وعاد قوس قزح ليزين السماء كل يوم، معلنًا عن السعادة والسلام في مملكة الغيوم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة