"المنزل المهجور: أسرار ورعب"
في قرية نائية، بعيداً عن صخب المدن وضجيجها، كان هناك منزل قديم يقع على تلة عالية، يحيط به غطاء كثيف من الأشجار التي تبدو وكأنها تحرسه من المتطفلين. كان المنزل فارغاً منذ سنوات، وتحيط به قصصٌ وأساطير مرعبة عن عائلة اختفت فيه بشكل غامض. يتجنب أهل القرية الاقتراب من المكان، حتى أثناء النهار، إلا أن الفضول يتسلل أحياناً إلى نفوس البعض.
في إحدى الليالي المظلمة، قرر ثلاثة أصدقاء مغامرون، سمير، ولاء، وعمر، زيارة المنزل لاختبار شجاعتهم. حملوا معهم مصابيح قديمة وكاميرات لتوثيق مغامرتهم. وبينما كانوا يتسلقون التلة، شعروا بأن هناك أعيناً تراقبهم من بعيد، ولكنهم استمروا، متجاهلين شعور الخوف الذي بدأ يتسلل إلى قلوبهم.
عند وصولهم إلى المنزل، شعروا بأن البرودة تزداد بشكل غير طبيعي، كما لو أن الهواء يثقل حولهم. فتح سمير الباب القديم، فصدر عنه صرير كأنّه صرخة بعيدة. عندما دخلوا، كان المكان يعج بالأثاث المتآكل والستائر الممزقة، والهواء مليء برائحة العفن والغبار.
في إحدى الزوايا، لاحظت ولاء شيئاً غريباً: مرآة كبيرة مغطاة بطبقة سميكة من الغبار. عندما اقتربت لتنظف سطحها، بدأت تشعر وكأن هنالك حركة خلفها. فجأة، رأت وجهاً غريباً ينظر إليها من المرآة، وجهاً لم يكن يشبه أي شيء رأته من قبل. صرخت وتراجعت، ولكن عندما حاول سمير تهدئتها، بدأت الأصوات تتعالى في المكان، وكأن جدران المنزل تهمس بكلمات غير مفهومة.
حاول الأصدقاء الثلاثة الخروج بسرعة، ولكن الأبواب والنوافذ أُغلقت بقوة، وكأن شيئاً أو أحداً يريد أن يحبسهم هناك. بدؤوا يركضون في ممرات المنزل، لا يجدون مخرجاً، فيما تزداد الظلال حولهم وتلتف أصوات الهواجس حول آذانهم.
وفجأة، انطفأت المصابيح، وأحاطهم الظلام التام. سمعوا همسات تقترب، وصوت خطوات خفيفة تقرب منهم. حاول عمر إشعال ضوء هاتفه، لكنه رأى في ضوء الشاشة وجوهاً باهتة تحيط بهم، وجوهاً تبتسم بابتسامة غريبة.
وبدون سابق إنذار، تلاشت الأصوات واختفت الظلال. وعندما عاد الضوء، وجدوا أنفسهم خارج المنزل عند باب التلة، وكأنهم لم يدخلوا أبداً. جلسوا هناك وهم يلهثون، وكل منهم يحمل في قلبه ذكرى رعب لا ينساها. عند عودتهم إلى القرية، لم يجرؤ أحد منهم على التحدث عما حدث، وكأن المنزل نفسه قرر الاحتفاظ بأسراره إلى الأبد
