القصة المرعبة: "ليل في الغابة"

 القصة المرعبة: "ليل في الغابة"

في إحدى القرى النائية، كانت هناك غابة كثيفة يحيط بها الغموض. كان السكان يتجنبون الاقتراب منها، حيث كانت تُروى قصص عن أرواح شريرة تسكن بين الأشجار. ومع ذلك، كان هناك شاب يدعى سامي، معروف بشجاعته وفضوله.

 البداية

قرر سامي أن يستكشف الغابة في ليلة مقمرة. أخذ معه مصباحاً وبدأ في السير بين الأشجار العالية. كان الهواء بارداً، وكانت أصوات الحيوانات تصمت تدريجياً مع دخول الليل. كلما تعمق في الغابة، زادت الظلال كثافة، وشعر بشيء غريب يراقبه.

 الأحداث الغريبة

بعد ساعات من السير، وقع نظره على كوخ قديم مغطى بالطحالب. كانت الأبواب مفتوحة وكأنها تدعوه للدخول. تردد قليلاً، لكنه دفع الباب ودخل. كان الداخل مظلماً، ورائحة عفنة تملأ المكان. في الزاوية، وجد طاولة مغطاة بالغبار، ولكن كان هناك شيء لامع يلفت انتباهه.

اقترب سامي ليكتشف أنه كان مرآة قديمة. عندما نظر إليها، شعر بشيء غير عادي. انعكاسه في المرآة لم يكن كما هو، بل كان يظهره بملابس ممزقة ووجه شاحب. شعر بالخوف وابتعد سريعاً عن المرآة.

 مواجهة الكائنات

بينما كان يحاول الخروج، سمع أصواتاً غريبة تأتي من الخارج. كانت همسات غير واضحة، وكأنها تدعوه. تملكه الفضول مرة أخرى، فخرج ليرى ما يحدث. أمامه، كانت مجموعة من الكائنات الغريبة، تشبه الظلال، تتحرك ببطء نحو الكوخ.

حاول الهرب، لكن الغابة بدأت تتغير من حوله. الأشجار أصبحت أكثر كثافة، والمسارات اختفت. شعر وكأن الغابة كانت تحاصره. استخدم سامي مصباحه، لكن النور بدأ يخفت، وكأن الظلام كان يلتهمه.

 الكارثة

في لحظة، اقترب أحد الكائنات منه. كانت عيونه تتلألأ كالنار، وصوتها كان يشبه الصرخات. "لماذا جئت إلى هنا؟" همست. "لقد اخترت الطريق الخطأ." بدأ سامي يشعر بالذعر، وحاول الهروب، لكنه وجد نفسه محاطاً بالظلال.

 النهاية

أخيراً، تذكر سامي ما قاله له أجداده عن الغابة. "إذا كنت في خطر، اغلق عينيك وتخيل منزلك." فعل ذلك، وعندما فتح عينيه مرة أخرى، وجد نفسه في وسط قريته، محاطاً بأقربائه الذين كانوا يبحثون عنه.

تلك الليلة، تعلم سامي درساً لن ينساه أبداً. الغابة لم تكن مجرد مكان مظلم، بل كانت عالماً من الأسرار والأرواح التي لا يجب العبث بها. ومنذ ذلك الحين، لم يجرؤ أحد على الاقتراب من تلك الغابة، وبقيت أسطورة سامي تتردد بين أهل القرية، تحذر كل من يفكر في استكشاف المجهول.