همسات الظلام 2024

همسات الظلام 2024

0 المراجعات

 . عنوان القصة: "همسات الظلام

كان علي مراهقًا مغامرًا يحب استكشاف الأماكن المهجورة. في إحدى الليالي، قرر أن يذهب إلى منزل الأجداد بمفرده. حمل مصباحًا يدويًا وخرج من منزله، متجاهلاً تحذيرات أصدقائه. عندما وصل إلى المنزل، كانت الأجواء مريبة، حيث كانت الرياح تعصف بأشجار الغابة وتصدر أصواتًا كأنها تحذر من خطر قريب.

فتح علي الباب الخشبي المتهالك ودخل. كانت الغرفة مظلمة وباردة، ورائحة العفن تملأ المكان. أضاء مصباحه ليكتشف الجدران المغطاة بالصدأ والأثاث المتداعي. لكن ما أثار فضوله هو صوت همسات خفيفة تأتي من الطابق العلوي. كان الصوت يبدو وكأنه يناديه.

تسلح علي بشجاعته وصعد إلى الطابق العلوي. كلما اقترب من مصدر الصوت، كلما زادت همساته. كان يشعر بشيء غريب يسحب قلبه نحو الأعلى. وعندما وصل إلى الغرفة الأخيرة في الممر، وجد بابًا مغلقًا.

فتح الباب ببطء، وعندما دخل، صدمه المنظر الذي رأته عيناه. كان هناك فتاة صغيرة، تبدو في العاشرة من عمرها، تجلس على الأرض وتلعب بدمية قديمة. كانت عيونها زرقاء مثل السماء، وشعرها الأسود الطويل يتدلى على وجهها. نظرت إليه بابتسامة غريبة.

"أنت أخيرًا هنا"، قالت بصوت خافت، "لقد انتظرتك طويلاً".

شعر علي بالقلق، لكنه كان مفتونًا في نفس الوقت. "من أنت؟ ولماذا أنت هنا؟"

"أنا ليلى"، أجابت الفتاة، "لقد عشت هنا منذ زمن بعيد. لا أحد يأتي إليّ، وأنا أشعر بالوحدة".

سألها علي عن السبب وراء عدم مغادرتها المنزل، فأخبرته أنها محاصرة بسبب لعنة قديمة. كان هناك طقوس قديمة تمت ممارستها في هذا المنزل، ونتيجة لذلك، أصبحت روحها عالقة بين العالمين. وقد كانت تبحث عن شخص يستطيع تحريرها.

أخبرته أن الطريقة الوحيدة لتحريرها هي من خلال إتمام طقس معين في منتصف الليل. كان علي مترددًا، لكن شعورًا غريبًا يجذبه نحوها. قرر أن يساعدها.

مع اقتراب منتصف الليل، بدأ علي في جمع الأشياء اللازمة للطقس. كانت الأجواء مشحونة بالقلق والخوف، لكنه كان مصممًا على مساعدتها. عندما حان الوقت، بدأ في قراءة التعويذة التي أعطته إياها ليلى. كانت الكلمات تتردد في أرجاء الغرفة، وبدأت الأضواء تتلألأ حولهما.

فجأة، انطلقت عاصفة من الرياح، وأطفأ المصباح. في ظلمة الليل، شعر علي بشيء بارز في الظلام. كانت همسات ليلى قد تحولت إلى صرخات مرعبة، وكأن شيئًا ما كان يعترض طريقهم. حاول علي أن يتمسك بشجاعته، لكنه كان يشعر بالخوف يتسلل إلى قلبه.

عندما فتح عينيه مجددًا، وجد نفسه في غرفة مظلمة، بدون أثر لليلى. صرخ باسمها، لكن لم يرد عليه أحد. أدرك أنه قد تم خداعه، وأنه لم يكن هناك طقس لتحريرها، بل كان مجرد فخ.

خرج علي من المنزل مسرعًا، لكن الأبواب أغلقت خلفه بقوة، وكأن المنزل يرفض السماح له بالخروج. همسات الظلام عادت من جديد، لكن هذه المرة كانت تتحدث عنه. كان صوتًا واحدًا يتردد في أذنه: "أنت الآن جزء من هذا المكان".

استمر في الصراخ، لكن لا أحد سمعه. كانت القرية نائمة، وهو محاصر في عالم من الظلام والهمسات. أدرك أنه أصبح ضحية لعنة المنزل، وأن ليلى لم تكن سوى فخ لجذب الأرواح إلى هذا المكان المهجور.

مرت الأيام، وتناقلت القرية قصة الشاب المغامر الذي دخل منزل الأجداد واختفى. لم يعد أحد يجرؤ على الاقتراب من ذلك المكان، لكن في ليالي معينة، يمكن سماع همسات تأتي من الداخل، تروي قصة علي الذي أصبح جزءًا من الظلام.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة