البيت المهجور اللي في الحي القديم
“البيت المهجور”
في حي قديم، كان فيه بيت مهجور محدش بيجرؤ يقرب منه. كانوا بيقولوا إن أهل البيت اختفوا في ليلة عاصفة، ومن ساعتها والبيت دا بقى مصدر خوف لكل اللي حواليه. الناس بتحكي إنه ساعات بيطلع منه أصوات صرخات في نص الليل وأضواء بتبان من الشبابيك رغم إن الكهربا مقطوعة.
في ليلة باردة وضلمة، قرر سامر وصحابه يدخلوا البيت ويتحدوا بعض، علشان يشوفوا مين اللي هيقدر يقف قدام الرعب. وقفوا قدام الباب الخشبي القديم اللي كان باين عليه الزمن، وقال سامر بابتسامة مليانة توتر: "جاهزين؟" وهزوا رأسهم بخوف مخبيين قلقهم.
دفع سامر الباب اللي عمل صوت مزعج وكأنه مش عاوز يفتح لأي حد غريب. دخلوا بخطوات حذرة، ونوروا الكشافات اللي معاهم. لَقَوا نفسهم في صالة مليانة تراب، والأثاث القديم مغطي بأقمشة بهت لونها. الجو كان تقيل وغريب، كأنهم دخلوا عالم تاني.
فجأة، سمعوا صوت خطوات خفيفة جاية من فوق، كلهم وقفوا مكانهم واتبادلوا نظرات مرعوبة. معقول يكون فيه حد في البيت؟ ولا القصص اللي سمعوها حقيقية؟ قرروا يطلعوا علشان يشوفوا مصدر الصوت، وبدأوا يطلعوا السلم بحذر. كانت كل درجة بتصدر صوت صرير مزعج.
أول ما وصلوا للدور العلوي، شافوا باب مفتوح نص فتحة في آخر الطرقة. قلبهم وقف لما سامر سمع صوت همس باسمه: "سامر..." سامر لف ورا بخضة، لكنه ملاقاش حد. بدأ يحس إن البيت بيراقبه، وإن فيه حاجة بتتحرك حواليهم في الضلمة.
دخلوا الأوضة اللي طلع منها الصوت. كانت أوضة نوم قديمة وريحة العفن مالية المكان. على السرير كان فيه كتاب قديم مفتوح على صفحة مليانة رسوم غريبة وكلام مش مفهوم. سامر مد إيده علشان يلمس الكتاب، وفجأة الباب اتقفل وراهم بقوة، وكأن البيت بيحاول يحبسهم!
حاولوا يفتحوا الباب، لكنه كان مقفول بإحكام. وبدأوا يسمعوا همسات غريبة بتقرب منهم، وبعدين اتحولت الهمسات لضحكات شيطانية، صداها مالي المكان. حسوا إن الأوضة بتلف بيهم، وإن فيه حاجة مش مرئية بتتحرك حواليهم.
فجأة، الباب اتفتح لوحده واتكسر من شدة الريح اللي طلعت من الأوضة. جروا بسرعة من البيت وهما مرعوبين. ولما بصوا وراهم، شافوا حاجة واقفة عند الشباك في الدور العلوي، بتبص عليهم بابتسامة غامضة.
من يومها، سامر وصحابه حلفوا إنهم مش هيقربوا من البيت المهجور دا تاني. وكل ما حد يعدي من جنب البيت، يحس إن فيه عين بتراقبه من الشباك، وإن البيت لسه مستني زواره يرجعوا تاني.
---