قصص رعب جيده للتسليه

قصص رعب جيده للتسليه

0 المراجعات
image about قصص رعب جيده للتسليه

الظل الذي لا يختفي

كان يوسف قد انتقل مؤخرًا إلى منزل قديم في أطراف المدينة بعد أن فقد والديه في حادث مؤلم. المنزل كان كبيرًا وعتيقًا، ذو طابقين، تحيط به حديقة مهملة. بدا المكان هادئًا، وقد ظن يوسف أنه سيكون ملاذًا له من صخب الحياة وذكرياته المؤلمة. لكن سرعان ما اكتشف أن هذا المنزل يحمل أسرارًا مظلمة لم يكن يتخيلها.

في البداية، مرّت الأيام ببطء وكان كل شيء طبيعيًا. لكن مع مرور الوقت، بدأ يوسف يلاحظ شيئًا غريبًا. كلما كان يجلس في أحد الغرف، كان يشعر بوجود شيء ما في الزوايا المظلمة. ظلال تتحرك بسرعة، ثم تختفي عندما يحاول التركيز عليها. شعر كأن العينين تراقبانه، أو أن هناك من يراه بينما هو في عزلته.

ذات مساء، بينما كان يوسف يقرأ كتابًا في غرفة المعيشة، انطفأت الأنوار فجأة. عُمَّ الظلام المكان. فزع يوسف، وقال بصوت مرتجف: "ما الذي يحدث؟" حاول أن يجد مفتاح المصباح، لكنه شعر بشيء غريب، كأن هناك حركة غير طبيعية في الغرفة. شيء يزحف في الظلام. همسات خفيفة، خطوات بطيئة. فزع قلبه وأخذ يتنفس بسرعة.

قرر أن يذهب إلى الطابق العلوي ليتفقد لوحة الكهرباء. صعد السلالم القديمة التي كانت تصدر أصواتًا تحت قدميه. وعندما وصل إلى الطابق العلوي، أصبح الجو باردًا بشكل غير طبيعي. شعر كأن الهواء ثقل فجأة، وكأن الزمن توقف للحظة. نظر إلى الغرف المغلقة من حوله، لكنه شعر بشيء غير مألوف، شيء في الظلام.

ثم سمعه. صوت خطوات ثقيلة، بطيئة، وكأن شخصًا يزحف على السلالم. قلبه تسارع بشكل غير طبيعي، وجسده تجمّد في مكانه. أصوات الخطوات تقترب، وكلما اقتربت، زادت سرعة نبضات قلبه. كان الصوت يأتي من الطابق العلوي، حيث لم يكن هناك أحد. "من هناك؟" همس يوسف، لكن لم يأتِ رد.

ثم، في زاوية الممر، لاحظ شيئًا غريبًا. كان هناك ظل طويل، مظلم، بلا ملامح. كان يقف في الظلام دون حراك. ظل أكبر من أي ظل رآه في حياته. شعر وكأن قلبه توقف. حاول أن يتراجع خطوة للوراء، لكنه شعر بشيء ثقيل على صدره، وكأن كائنًا غير مرئي يمسك به.

"لن تخرج من هنا أبدًا..." همس الصوت، وكان الصوت غير بشري. زحف الظل نحوه، خطوة تلو أخرى. في اللحظة التي اقترب فيها الظل منه، اختفى فجأة كما لو أن الأرض ابتلعته.

يوسف شعر بشيء غريب يلتف حوله، كأن الظلام ذاته يلتهمه. لم يستطع التحرك، كان جسده يتصلب، وعينيه تغلق شيئًا فشيئًا. كانت همسات الصوت تملأ أذنه، وكأن الظل يهمس له كلمات لا يفهمها.

وفي تلك اللحظة، اختفى الظل تمامًا. عندما أضاءت الأنوار مرة أخرى، وجد يوسف نفسه في وسط الممر، عينيه تتسعان، قلبه ينبض بسرعة، لكنه كان وحيدًا. لا أثر للظل، لا أثر لأي شخص.

في اليوم التالي، اختفى يوسف عن الأنظار. لم تجده الشرطة، ولم يجد أحد أي دليل على مكانه. المنزل ظل كما هو، ساكنًا، لكن شيء غريب كان يملأ الأجواء. من حينها، كان كل من يمر بالقرب من المنزل يسمع أصوات خطوات خفيفة في الليل، وهمسات غير واضحة تهمس من الظلام. وكل من يحاول الاقتراب، يشعر بشيء ثقيل يلاحقه، يقترب منه، ثم يهمس: "لن تخرج من هنا أبدًا."

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة