البيت الملعون مهجور
البيت الملعون
في إحدى القرى النائية، كان هناك منزل قديم مهجور يعرفه الجميع باسم "البيت الملعون". لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منه، فقد كانت تروي الألسن عن قصص مرعبة تتعلق به. يقولون إن من يخطو إلى داخله لا يعود كما كان، بل يصبح شخصًا مختلفًا، يتغير بمرور الوقت بطريقة لا تفسير لها.
قرر حسام، شاب مغامر، أن يكتشف سر هذا المنزل الملعون. على الرغم من تحذيرات أهل القرية، عزز عزيمته بفضوله. في أحد الأيام، وفي وقت متأخر من المساء، قرر أن يذهب إلى المنزل ويقضي فيه ليلة.
دخل حسام إلى المنزل بخطوات حذرة، فوجد الأثاث القديم ملقى في كل زاوية. كانت الجدران مغطاة بالغبار والعناكب، لكن الجو بدا هادئًا للغاية. حينما أغلق الباب خلفه، شعر بشيء غير مريح. كان هناك شيء ثقيل في الهواء، وكأن المكان يراقبه.
بعد بضع ساعات، بدأ يسمع أصواتًا غريبة تأتي من الطابق العلوي. في البداية ظنها مجرد خيالات، لكنه سرعان ما أصبح متأكدًا من أنها خطوات، خطوات خفيفة على السلم. رغم أن قلبه بدأ ينبض بسرعة، إلا أنه قرر أن يستكمل استكشافه.
بينما كان يصعد السلم، شعر بشيء غير طبيعي، كأن هناك قوى غير مرئية تحيط به. وعندما وصل إلى الطابق العلوي، توقف فجأة. كان هنالك ضوء خافت ينبعث من إحدى الغرف المغلقة. اقترب ببطء، وعندما فتح الباب، شعر بشيء غريب يضغط على صدره.
داخل الغرفة، كانت هناك مرآة قديمة على الحائط. وعندما نظر في المرآة، لم يرَ صورته. بل رأى وجهًا آخر، وجهًا مظلمًا، عيونه فارغة، وكان يبتسم ابتسامة شريرة. ارتجف حسام، وعندما حاول الابتعاد، شعر بشيء ثقيل يسحبه نحو المرآة.
قبل أن يتمكن من الهروب، اغشي عليه. وعندما استفاق في اليوم التالي، وجد نفسه في مكان مختلف، في أحد أركان المنزل المهجور. لقد تحول إلى شخص آخر، ووجهه أصبح عابسًا كالمخلوقات التي سمع عنها في القصص.
منذ تلك اللحظة، أصبح حسام جزءًا من ذلك المنزل، يجوب أرجاءه بلا هدف، يراقب الزوار الجدد الذين قد يغامرون ويخطون إلى الداخل.