حب ما بين السطور

حب ما بين السطور

0 المراجعات

"حُبُّ ما بين السطور"

كان "أيمن" شابًا بسيطًا يعمل في مكتبة صغيرة وسط المدينة. كان يحب الكتب بطريقة تجعلها تبدو وكأنها أصدقاؤه. كل كتاب في المكتبة يحمل جزءًا من شخصيته، وكل صفحة تُخفي خلفها حكايات وأسرارًا عاشها أو تخيلها.

في صباح يوم خريفي، دخلت المكتبة فتاة تحمل وجهًا غريبًا، كأنها قادمة من حكاية قديمة. كانت "ليلى" تبحث عن كتابٍ نادرٍ، تردد الجميع عن تواجده، لكنها أصرت على المحاولة. كان عطرها يحمل عبق الأزهار البرية، وابتسامتها أشبه بشروق شمس بعد عاصفة.

نظر إليها أيمن للحظة، وكأن الوقت توقف. "أهلاً، كيف يمكنني مساعدتك؟" قالها بصوت هادئ، لكن قلبه كان يخفق كأنه يُناديها بلغة لا يفهمها.
ردت بابتسامة: "سمعت أن لديكم كتاب أسرار الزمن، هل هو موجود؟"
تفاجأ أيمن، فهذا الكتاب كان من أندر الكتب في المكتبة، لكنه تذكر أنه الوحيد الذي قرأه مؤخرًا وكتب ملاحظاته على هوامشه.

"نعم، لدينا نسخة واحدة. سأحضرها لكِ."
ذهب إلى الرف الخلفي وأخرج الكتاب، ثم توقف للحظة. هل يعطيها الكتاب الذي يحمل جزءًا من روحه؟ لكنه، وبدون تفكير، عاد إليها وسلمها الكتاب.

"هذا هو. لكن، قد تجدي ملاحظات كتبتها أثناء قراءتي له. أتمنى ألا تزعجكِ."
ضحكت ليلى بخفة: "على العكس، أحب قراءة أفكار الآخرين. ربما أجد فيها ما يُكمل فكرتي عن هذا الكتاب."

على مدى الأيام التالية، بدأت ليلى تعود إلى المكتبة لتعيد الكتاب، لكنها كل مرة كانت تحمل سؤالاً جديدًا عن ملاحظة كتبها أيمن. كانا يتبادلان الحديث عن الأفكار والقصص، وكأن الكتاب فتح بينهما نافذة لعالم مشترك.

مع الوقت، لم يعد أيمن ينتظر قدومها فقط بسبب الكتاب. كانت عيناها تروي له ألف قصة، وضحكتها تُشعل روحه. في إحدى الليالي، اعترفت له ليلى بابتسامة خجولة: "الكتاب كان عذرًا. كنت أريد العودة إلى هنا لأراك. ملاحظاتك لم تكن عن الكتاب فقط... كانت عن الحياة، ووجدت نفسي أريد أن أكون جزءًا منها."

ابتسم أيمن، وكأن الزمن توقف مرة أخرى، لكنه هذه المرة شعر بأن النهاية السعيدة ليست في آخر صفحة، بل في بداية قصة جديدة تبدأ بينهما.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

39

متابعين

27

متابعهم

2

مقالات مشابة