البعض من كتابات عمر النصيرات ✒✏

البعض من كتابات عمر النصيرات ✒✏

0 المراجعات

"سابقاً، كنتُ أتعايشُ مع شتَّى أنواعِ الضغوطات التي أمرُّ بها، حاربتُ كثيراً و لم أقبل بالهزيمة، و لكن لم يكُن ما ممرتُ بهِ طوالَ هذهِ السنواتِ الأخيرةِ شيئاً بسيطاً، بل كان نتيجةُ تراكماتٍ تُفقدُ المرءَ عقلهُ على مدىً طويل، تراكماتٍ أخذَت وقتها حتى أتت بنتيجةٍ ما، فقد كنتُ شخصاً عنيداً لا يرضى الانكسار أو حتى الاهتزازَ مهما اشتدت عليَّ الهموم، شخصاً لا يظهرُ حزنه أو تعبهُ أو غضبهُ لأيِّ كان، و لكن كما يقال، لكُلِّ شيءٍ مقدارٌ معينٌ من التحمل، و كذلكَ كنتُ أنا، فـ معَ مرورِ الوقت بدأتُ أفقدُ طاقتيَّ و أتعبُ شيئاً فشيئاً، إلى أن وصلتُ إلى نهاية الطريق، أنهرتُ و بتُّ أحاولُ العيشَ فقط إلى أن يأتي اليومُ الذي ستنتهي حياتيَّ به، فقدتُ عناديَّ و قوتيَّ و كلُّ ما كنتُ أتكئ عليه لأحاربَ الحياة و مشاقها، و لكنني و بعد مرورِ مدةٍ من الوقت، أظنُ أنني بدأتُ أستعيدُ قوتيَّ بشكلٍ بطيء، تماماً كما فقدتها، و لربما جلُّ ما أنا بحاجةٍ إليه لأعودَ ذلكَ الشخصَ الرزين الذي لا يُهزهُ شيء هو بعضُ السلام، بعضُ الوقتِ لأقضيهِ مع نفسيَّ بهدوء، دونَ صوتٍ أو إزعاجٍ خارجي، أنا و نفسي فقط."

- عمر النصيرات.

"أعتذرُ لذلكَ الشخص، أعتذرُ على تحميلي لهُ ما يفوقُ طاقتهِ، أعتذرُ لهُ على كلِّ لحظةٍ فضلتُ بِها مساعدةَ غيرهُ و ظلمهُ على حسابِهم معَ أنهُ كانَ اسوأهم حالاً، فـ لم أتوقف عن إهماله رُغمَ رؤيتيَّ لتهالكهِ و لحالتهِ التي تزدادُ سوءاً يوماً بعد يوم، لم أتوقف عن تفضيلِ الجميعِ عليه، عن نسيانه و تحميلهِ كُلِّ ذلكَ العبئِ بِمفردهِ دون طلبِ المساعدة، على معاملتي لهُ و كأنهُ هامشٌ في صفحةٍ إمتلئت بغيره، رغمَ كونهِ الجدارَ الذي يستندُ عليهِ جميعُ من في تلكَ الصفحة و من يتلقى كلَّ سوءِ الحياةِ بدلاً عنهم، أعتذرُ لهُ لأنني لم أشعر بفقداني لهُ إلا بعدَ اختفاءه، أعتذرُ لنفسي، نفسيَّ التي لم و لن أظلم أحداً كما ظلمتها، نفسيَّ التي لم أعُد أملكُ منها إلا حطاماً، و جلُّ ما هو قادرٌ على فعلهِ هو إبقائي على قيدِ الحياةِ في جسدٍ لا يتقبلُ أيَّ انواعِ الحياة."

- عمر النصيرات.

"لا أعلمُ إن كانَ الكثيرون كحاليَّ، أم أنني الوحيد الذي يشعرُ بتلك الطريقة، فَأنا أحبُ الهدوء، و لكنني أكرههُ في الوقتِ عينه، أحبهُ لما فيهِ من راحةٍ و تصفيةٍ للذهن في بداياته، و أكرههُ لأنهُ و ما إن مضىَّ عليهِ قليلاً من الوقت، تبداُ جميعُ الأفكارِ التي أحاولُ ألَّا أفكرَ بها و كلُّ الذكرياتِ التي لا أودُ تذكُرِها بالهطولِ على ذهنيَّ واحدةً تلوَ الأخرى، ليبدأ معها تفكيرٌ فوضويٌ يستمرُ لِساعاتٍ طويلةٍ دونَ أيِّ مغزىً أو معنى، سوى ازديادٍ في آلامِ الرأسِ التي كانت السببَ في هروبيَّ نحوَ الهدوءِ من الاساس، و بعدَ تجاربٍ كثيرةٍ مع هذهِ المشاعر، لا زلتُ لا أعلمُ ما إن كانَ الهدوءُ هو نفسهُ متناقضاً، أم أن عقليَّ بحدِ ذاتهِ هو الذي يرفضُ أن ينعمَ بالسلام."

- عمر النصيرات.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

178

followers

123

followings

6

مقالات مشابة