مقالات اخري بواسطة aslam adel
أن تكون ناقداً سينمائياً

أن تكون ناقداً سينمائياً

0 المراجعات

 

بالرغم من أن رسالتي في الدكتوراه كانت حول جماليات الصورة في الفنون المرئية، وتضمنت فصلاً كاملاً حول فن السينما، وبالرغم من اهتماماتي الشخصية الباكرة بمشاهدة الأفلام والقراءة المنتظمة عن الأفلام والنجوم ومهرجانات السينما في الكتب والصحف والمجلات، بالإضافة إلى اللقاءات التليفزيونية التي كنت أحرص على متابعتها، والتي كانت تدور حول النقد وتحليل الأفلام، بالرغم من ذلك فإن ممارستي النقدية جاءت متأخرة جداً عندما نشرت أول مقال لي حول فيلم “حرب كرموز” في مجلة “عين على السينما” عام 2018. فكيف تحقق ذلك؟

لكي أجيب عن هذا التساؤل ينبغي أن أتحدث عن تجربتي النقدية التي، بالرغم من قصرها، تكشف عن علاقتي الثرية بمجلة “عين على السينما”، ومكانها المهم من هذه التجربة، خاصة أنها ترتبط بالشق الإبداعي الذي جاء تتويجاً لشق التكوين.

عين على الناقد (مرحلة التكوين):

 تشكّل وعيّ النقدي من خلال الثقافة السينمائية التي حصّلتها من روافد ثلاثة: التليفزيون، السينما، الصحف، الكتب، الدراسة الأكاديمية.

التليفزيون

 بالنسبة للتليفزيون، فقد كان الوسيلة المناسبة في سني الصغيرة خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات منالقرن الماضي، حيثلم يكن متاحاً لي الذهاب إلى السينما كثيراً، كما كان للتليفزيون أهمية ترفيهية وتثقيفية كبيرة، خاصة أنه كان المصدر المهيمن للثقافة المرئية بالرغم من قلة القنوات والمواد المعروضة فيها، حتى أن برنامجي “أوسكار” الذي كانت تقدمه سناء منصور و”نادي السينما” الذي كانت تقدمه درية شرف الدين كانا يتنافسان على إذاعة الأفلام ذات الأهمية الخاصة التي كان ينجح التليفزيون في شراء حق عرضها، كما حدث في الفيلمين الشهرين “ذهب مع الريح” و”الأب الروحي”.

وكانت أهمية برنامج “أوسكار” بالنسبة لي تكمن في تعريف المشاهد بالأفلام التي حصلت على جوائز، وأذكر أني قد سمعت لأول مرة عن تعبير “المؤثرات الخاصة” حين عرض أفلام ستيفن سبيلبرج “لقاءات قريبة من النوع الثالث” و”الفك المفترس” و E. T  وكذا أفلام الخيال العلمي “آلة الزمن” عن رواية ويلز و” حول العالم في مائتي يوم” و “عشرون ألف فرسخ تحت الماء” عن روايتين لجول فيرن. كما ترك فيلم “إنهم يقتلون الجياد أليس كذلك؟” لسيدني بولاك أثراً إنسانياً عميقاً في نفسي، بالرغم من حداثة سني، وكنت أربط دائماً بينه وبين مسلسل “الرجل والحصان” الذي قام ببطولته محمود مرسي عام ١٩٨٢، بالرغم من الاختلاف الجذري بين القصتين وبُعد المسافة الزمنية بين العملين.

وكانت أهمية “نادي السينما” تأتي من ذلك اللقاء الحواري الذي كان يعقب الفيلم مع أحد الضيوف من العاملين بالحقل السينمائي، كتّاباً ونقاداً ومخرجين. وأذكر ذلك اللقاء الهام بالمخرج الكبير “صلاح أبو سيف” بصدد عرض البرنامج لفيلم “الحبل” الذي أخرجه ألفريد هيتشكوك، وفيه تعرفت على معنى اللقطة الطويلة، وكيف أن هيتشكوك في هذا الفيلم أقدم على تجربة سينمائية تمثل تحدياً فريداً عندما قرر تصوير الفيلم بالكامل بلقطة واحدة طويلة، أي بدون تدخل المونتاج، وأن الصعوبة التي واجهته تمثلت في أن بكرة الفيلم، فى ذلك الوقت، كانت لا تتجاوز مدتها العشر دقائق، وبالرغم من ذلك نجح هيتشكوك في التغلب على هذه الصعوبة عن طريق تمرير الكاميرا من خلف الممثلين أو الجدران أو حتى أشياء الشقة التي كانت تدور فيها أحداث الفيلم مثل غطاء البيانو، بحيث ينتهز فرصة إظلام الشاشة ثم يقوم بتبديل بكرة الفيلم دون أن يشعر المشاهد بذلك.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

2

متابعهم

28

مقالات مشابة