
مبرمجة الظلام: الجزء الثاني
مبرمجه الظلام الجزء الثاني:
المقدمه:هذه الرواية تأخذكم في رحلة مثيرة داخل عوالم الغموض، الذكاء، والنرجسية التي تجعل من شخصياتها أساطير لا تُنسى. تبدأ مع "ظلام"، الفتاة التي تحولت إلى رمز للقوة والتحدي، ومع صديقتها "مي" الذكية والجذابة، تواجهان أعداء أقوياء ويخوضان معارك ذهنية ونفسية عميقة لا تقبل الهزيمة والأن استعد معي لرحله حول الغموض النفسي هل انت مستعد؟ إذاا فلنبدأ.
الفصل الأول: الطفلة التي لا تبكي
في الليل، حين ينام الجميع… يولد بعض الأطفال وحدهم. لا شهود، لا دموع، لا ضوء. فقط ظلمة… تشهد.
الساعة الثالثة فجرًا.
في شارع ترابيّ منسيّ، تتراكم فيه القمامة أكثر من الأرواح،
سُمع صوتٌ غريب… ليس بكاءً، بل أشبه بأنين خافت.
كأن قلبًا صغيرًا يئنّ من البرد، لا من الخوف.
كان هناك صندوق خشبي قديم، ملقى بجانب حائط متآكل.
اقترب منه أحد الحراس، بدافع الملل لا الرحمة.
فتح الغطاء، فتجمّدت أطرافه من المفاجأة:
طفلة.
ملفوفة ببطانية سوداء داكنة، كأنها قُطعت من الليل نفسه.
وجهها ساكن، هادئ، بلا دموع.
لكن عينيها… واسعتان، سوداوان تمامًا، لا يشعّ منهما نور…
ولا يسكنهما براءة.
كانت تنظر نحوه مباشرة، بثبات لا يشبه الأطفال.
لم تبكِ. لم ترتجف. فقط تنظر.
قال الحارس في نفسه وهو يرتجف:
“فيه حاجة غلط… الطفلة دي مش طبيعية.”
---
دار الأيتام
نُقلت إلى دار أيتام حكومي في حي شعبي،
حيث ينهار الصراخ تحت رائحة الخوف، ولا يُسمع صوت الضمير.
أطلقوا عليها اسمًا بناءً على أول كلمة نطقتها المربية عند رؤيتها:
“ظلام.”
– “اسمها إيه؟”
– “مش عارفة… بس حسيت إن المكان اتطفى لما دخلت بيها.”
– “ظلام… ماشي. نكتب كده.”
---
السنوات الأولى: الصمت
مرت الأيام ببطء، كأنها تُجَرّ جرًّا.
لم تكن ظلام كباقي الأطفال.
لم تكن تبكي.
لم تكن تلعب.
لم تكن تحتضن الدُمى، ولا تُمسك يد أحد.
كانت تقضي وقتها تحدق في الزوايا، تراقب الذباب، تلمس الأسلاك المكشوفة…
وتبتسم… فقط عندما تُصاب بالكهرباء.
في سن الثالثة، بدأت تفكك لعب الأطفال.
تأخذ قطعًا صغيرة، وتجمعها في زاوية سرية لا يعرفها أحد.
في الخامسة، أصلحت الراديو القديم في غرفة المشرف.
لم يُعلّمها أحد. لم تُمسك كتابًا.
لكنها كانت تعرف… كأن أحدًا يهمس لها من الداخل.
---
يوم غريب: أول رعب
في يوم شتوي قاسٍ، مرضت فتاة في الدار تُدعى "صفا".
كانت تبكي بلا توقف، وحرارتها تتصاعد.
اقتربت منها ظلام. لم تقل شيئًا.
وضعت يدها على جبينها، ثم سكتت لحظة طويلة…
ثم تمتمت بكلمات غير مفهومة،
لغة لا تشبه العربية ولا الإنجليزية.
وفي أقل من ساعة، بدأت "صفا" تتحسن.
عيناها لمعتا، والحمّى انخفضت.
قالت صفا في وقت لاحق للمديرة:
“هي خافت عليّ… قالتلي كلمتين مش فاهمة إزاي… بس حسيت إني مش لوحدي.”
في الليل، راجعت المديرة تسجيلات الكاميرا.
لكن في كل لحظة اقتربت فيها ظلام من الطفلة…
تسود الشاشة.
---
همسة بين الظلال
ذات ليلة، رأت إحدى المربيات شيئًا أرعبها:
ظلام جالسة أمام حائط غرفتها، ترسم دوائر بالطباشير،
وتتمتم بصوت خافت:
"أنا لا أنتمي إلى هنا…
لكن جئتُ لأحمي من لم يُرِد أحد حمايته."
في الصباح، سألوها عمّا قالته.
ابتسمت ببرود، وقالت:
“كنتم تحلمون… أنا لا أتكلم وأنا نائمة.”
---
من دفتر ظلام – سن 6:
"أحيانًا لا نولد في الظلام… بل نكون نحن سببه
---
📖 الفصل الثاني: “بقايا الضوء”
> الليل لا يبدأ عندما تغيب الشمس…
بل عندما تُغلق النوايا أعينها، وتقرر القلوب أن تخون.
كانت "ظلام" تجلس وحدها فوق سطح مبنى مهجور وسط مدينة تعفنت شوارعها بالصمت.
تنظر إلى السماء، لا بحثًا عن النجوم… بل بحثًا عن شيء أسوأ:
الإجابات.
عقلها يعمل كآلة برمجها الألم:
كل تفصيلة من يومها مخزّنة، مشفّرة، مؤرشفة في ذاكرتها.
حتى الوجوه… تحتفظ بها لا لتتذكر، بل لتنتقم.
هاتفها القديم يصدر إشعارًا.
لم يكن إشعارًا عاديًا، بل شيفرة،
لا يفهمها إلا هي.
(رمز 3x1D7... الهدف: الساحة الغربية... الوقت: 01:45 صباحًا...)
بلا تردد، أغلقت الهاتف، وخبأته داخل قميصها الأسود.
لا أسئلة، لا تردد.
إنها مبرمجة على المضيّ.
—
في الطريق، لم تكن الشوارع سوى أنفاق من الذكريات:
كل زاوية تهمس باسم شخص خان، أو صرخ، أو مات.
وصلت إلى الساحة الغربية.
ظلت هناك، واقفة… لا تختبئ، لا تقترب.
ظَهر رجل. ملامحه غير واضحة، لكن عينيه… كأنهما برمجتا على الخوف.
“ظلام؟”
لم تُجب. فقط تقدّمت.
الرجل قال: “معي ملف عنهم… عن اللي تسبّبوا في موت أمّك.”
جفّ الهواء.
—
“احكي.”
لكن في الاول لازم تثبتي إنك مش تابعه لهم….في اختبار لازم تتغلبي عليه إما أن تنجحي أو تنتهي
وبدأ الاختبار
---
📖 الفصل الثالث: “الاختبار”
> في غرفة خرسانية بلا نوافذ، جلست ظلام.
لا توجد كاميرات، لكنها شعرت أنها مُراقبة.
ليست مراقبة كباقي البشر… بل كما تُراقب الأكواد في اختبار نظام أمني.
أمامها طاولة، وُضع عليها جهاز كمبيوتر قديم،
بجانبه صندوق حديدي صغير.
الصوت من السماعة القديمة قال:
“اكسري الشيفرة. أمامك 5 دقائق. إن فشلتِ… الصندوق ينفجر.”
—
لم تهتز يدها.
لم تسأل ما بداخل الصندوق.
بدأت تكتب، بسرعة مذهلة.
يدها تتحرك كأنها لا تكتب بل تُحيي، تُستدعى الأرواح من عالم الأصفار والآحاد.
الشيفرة كانت مصممة لتُربك أي عقل بشري…
لكنها نسيت أن "ظلام" لم تعد بشرًا بالكامل.
في الدقيقة الرابعة…
✔️ تم كسر التشفير.
—
فُتح الصندوق.
لم يكن بداخله متفجرات… بل صورة.
صورة أمّها، لحظة موتها.
وفي الخلف مكتوب:
“نفس اليد اللي كتبت الشيفرة، هي اللي ضغطت الزناد.”
ارتجفت الصورة بين أصابعها… لكنها لم تبكِ.
قالت بصوتٍ خافت، لا يسمعه إلا الله:
“كل سطر كتبته، سيُكتب تحته قبر.”
في تلك اللحظة، لم يعد اسمها "ظلام".
أصبحت:
مبرمجة الانتقام.
---
📖 الفصل الرابع: “بذور الكراهية”
> لا أحد يُولد شريرًا…
لكن بعضنا يُولد في أماكن، الشرّ فيها هو الشيء الوحيد الذي لا يحتاج إلى تعليم.
بعد الاختبار، عاد الصوت عبر السماعة من جديد.
— “نجحتي… لكنكِ ما زلتِ على الحافة.”
لم تردّ.
ثم فُتح بابٌ خلفها.
خرجت من الغرفة إلى ممرّ طويل، على الجدران صور مشفّرة،
وجوه لأشخاص تم طمسهم رقميًا.
رجل يقف في نهاية الممر، يحمل بيده جهازًا صغيرًا.
قال:
“جهاز تسجيل ذاكرة… بنسجلك أول دخول إلى قائمة المطلوبين.”
—
بعد دقائق، كانت في غرفة أخرى.
أمامها خريطة رقمية، تتوسّطها نقطة حمراء.
— “دي أول مهمّة حقيقية ليكي، يا ظلام.”
— “الهدف؟”
— "امرأة… كانت عميلة سرية، وهي الآن مطوّرة أنظمة دفاع ذكية.
لازم نحصل على بصمتها الحيوية.
وإلا، هتنشئ نظام هيخلّي الوصول لأيّ معلومة شبه مستحيل."
"ظلام" لم تهزّ رأسها، فقط سألت:
— “هي بريئة؟”
— “بريئة زيك... زمان.”
—
الليل كان يمشي معها هذه المرة.
لا تخطئ خطوتها، لا تهتزّ عينها.
دخلت المبنى بصمت.
تخطت الحراس واحدًا تلو الآخر، بأسلاك كهربائية، وبذكاء يسبق حتى ذكاء الآلات.
لكنها... توقفت.
المرأة كانت نائمة، طفل صغير إلى جانبها.
نفس المشهد اللي قُتلت فيه أمّ ظلام.
تردّدت.
قلبها بدأ يرتجف.
يدها على الجهاز… لكن إصبعها لم يضغط.
"ظلام" لم تكن مبرمجة للقتل…
لكنها كانت مبرمجة لشيء أخطر:
الاختيار.
تركت الجهاز… وخرجت.
لم تُنهِ المهمة.
لكن في الخارج، كان بانتظارها ثلاثة رجال…
جميعهم يحملون نفس الشعار: X
أحدهم قال:
— “الاختيار خطيئة في عالم المبرمجين.”
وبدأ الهجوم…
---
الفصل الخامس: خطوات في الظل
كانت ظلام تسير بين أزقة المدينة الخافتة، حيث أضواء الشوارع تكاد تخبو تحت ستار الليل.
كل خطوة تخطوها كانت تحمل ثقل قرارات لم يُفهم معناها بعد، كأنها تراهن على شيء أكبر من مجرد البقاء.
تذكرت كلمات أحد حكماء المدينة:
“ليس كل من يمشي في الظلام ضائع، أحيانًا الظلام هو الذي يرشدك إلى نفسك.”
رغم التعب، كانت تشعر بأن شيئًا ما يقترب، خطى ثقيلة تتردد خلفها لكنها لم تلتفت، تعرف أن المواجهة لا تأتي دائمًا من حيث تتوقع.
كانت تعرف أن الصمت أحيانًا أكبر سلاح، والتظاهر بالغباء أكبر درع.
في قلب كل تصرفاتها المتواضعة، كانت تخبئ نيرانًا من الحنكة والدهاء.
فجأة، أوقفها صوت خافت:
“أظن أن الظلام ليست كما تبدو...”
ابتسمت ابتسامة نصف مستهزئة، وأجابتها ببراءة كأنها لا تفهم:
“ربما، أو ربما أنت من لا يستطيع أن يرى ما وراء الظل.”
تلك الكلمات كانت تحدٍ وفتيل يشتعل في عقل من يسمعها.
هي لا تخاف أن تكون مختلفة، ولا من أن تجعل الآخرين يخطئون في تقديرها.
“العقل الحقيقي لا يكمن في إظهار كل ما تعرفه، بل في ترك الآخرين يكتشفون القليل فقط.”
بينما كانت تسير، ظهر رجل غامض بملامح حادة وعينين لا تفارقهما نظرة شكّ.
قال بصوت بارد:
“كلنا نعلم أنك لست من هؤلاء السذج، لماذا تختبئين وراء هذا القناع؟”
ابتسمت ظلام ابتسامة نصف مستهزئة، ورفعت رأسها بثقة:
“لأن السذاجة هي أبلغ أسلحتي... وأنت لا تستطيع أن تواجه ما وراء هذا القناع.”
نظرت إليه بعيون تتلألأ بثقة لم تخفها قط:
“الذكاء الحقيقي يكمن في القدرة على إيهام الآخرين بأنك أقل مما أنت عليه... وأنا أجيد هذه اللعبة.”
كانت كلماتها كالسهم، تخترق صمت المكان، وكأنها تقول:
“أنا هنا، الأذكى، لكن لن تراني كما أنا حقًا.”
وبين هذا وذاك، بقيت نظراته معلقة في هوة الغموض التي تركتها خلفها، وهو يتساءل:
هل هي حقًا ما تبدو عليه؟ أم أن الظلام يحجب الحقيقة الأعمق؟
وفي لحظة صمت، همست لنفسها:
“ليس المهم أن يفهمك الجميع، بل أن تعرف أنت من أنت.”
ثم اختفت في ظلال الليل، تاركة خلفها أسئلة بلا أجوبة، وأسرارًا تنتظر من يكتشفها.
الفصل السادس: لعبة الأقنعة
عاد الصباح ببطء على المدينة، لكن في قلب ظلام كان الفجر مجرد وهم.
كانت تعلم أن العالم الحقيقي يبدأ عندما يختفي الضوء، وأن كل من حولها يلعبون أدوارًا لا تقل غرابة عن أدوارها.
تذكرت قولًا حكيمًا:
“لا تثق بالوجوه التي تبتسم لك في النهار، فالأقنعة تظهر عندما يحل الظلام.”
ظلام، بابتسامتها الهادئة، كانت تعرف أن وراء كل ابتسامة قد تكمن مكيدة، وأن الذكاء الحقيقي يكمن في قراءة ما لا يُقال.
في مكتبها الصغير، جلست تفكر في اللقاء الغامض اللي حدث ليلة أمس، الرجل الذي تحدتها بكلامه البارد.
لم يكن خصمًا عاديًا، بل كان حذرًا وذكيًا، مثلها تمامًا.
لكنها لم تظهر أية علامة على القلق، بل استغلت الأمر لتخطط للمزيد، فالنرجسية التي تحملها ليست تعبيرًا عن غرور، بل ثقة مفرطة بقدرتها على التحكم في اللعبة.
قالت لنفسها:
“العباقرة لا يُهزمون، هم فقط يسمحون للآخرين بالاعتقاد بأنهم كذلك.”
ثم نظرت إلى المرآة، وقالت بابتسامة نصف مستهزئة:
“أنتِ لست فقط ظلامًا، أنتِ اللغز الذي لا يُحل.”
خرجت من المكتب، وعيناها تلمعان بالحماسة، فقد بدأت لعبة جديدة، لعبة الأقنعة، حيث كل كلمة وكل حركة محسوبة، وكل خطوة تخطوها تقربها أكثر من هدفها الخفي
الفصل السادس: لعبة الأقنعة (تكملة)
بينما كانت ظلام تسير في شوارع المدينة، شعرت بأن كل نظرة تمر بها تخفي ألف قصة، وكل همسة قد تحمل تهديدًا أو تحالفًا غير معلن.
كانت تعرف أن العالم لا يعترف إلا بالقوة، والقوة الحقيقية تكمن في المعرفة والدهاء.
تذكرت قولًا مأثورًا:
“الذكي هو من يجعل الآخرين يعتقدون أنه أقل منهم ذكاءً، بينما يخطط لهم من الظل.”
تلك كانت فلسفتها، ومفتاح لعبتها.
رغم ذلك، لم تكن تخلو من لحظات تواضع صادقة، حيث تذكر نفسها دائمًا:
“لا تسمح لنفسك أن تُستهين بما أنت عليه، فالتواضع هو ذروة الحكمة.”
وفي تلك اللحظات الهادئة، كانت تعرف أنها مختلفة، ليست لأنها أذكى، بل لأنها أعمق من الجميع، وأشجع في اتخاذ قرارات لا يفهمها الآخرون.
مرّت بجانب مجموعة من الناس يتحدثون عنها بسخرية، لكن ظلام لم تُظهر أي رد فعل.
في داخلها، كانت تضحك على سهولة خداعهم، وهي تعرف أن كل كلمة يسمعونها عن ظلام هي فقط فصل صغير من قصة أكبر بكثير.
وفي ذلك المساء، عادت إلى بيتها، وجلست أمام النافذة تطل على المدينة التي لا تنام، وقالت بصوت منخفض:
“في النهاية، كلنا نظل أقنعة تتحرك في لعبة الحياة... وأنا... أكثر من مجرد قناع.”
---
الفصل السابع: ظلال الحقيقة
عاد الليل ليُكسو المدينة حُلة من الغموض، والظلام هذه المرة لم يكن مجرد غياب للضوء، بل كان حُضورًا ثقيلًا ينبض بالسرّ.
ظلام جلست في غرفتها، تسترق السمع إلى أصوات العالم الخارجي، وكأنها تحاول أن تلتقط كل تردد وكل نبض، لأنها تعرف أن التفاصيل الصغيرة هي من تصنع الفارق.
قالت لنفسها بهدوء:
“الاختلاف لا يعني دائمًا القوة، ولكن القوة لا تظهر إلا في الاختلاف.”
كانت تفكر في كل خطوة اتخذتها، في كل تحرك خططت له، وكيف أن الجميع كانوا مجرد بيادق في لعبتها الذكية.
لكن، في صمت الليل، لم تكن ظلام تخلو من تساؤلات تلوح في أعماقها، تساؤلات عن الذات، عن الهدف، عن الثمن الذي قد تضطر لدفعه.
رغم نرجسيّتها، كانت تعرف أن التواضع هو حبل النجاة في هذا العالم المظلم، حبل يربطها بالواقع بعيدًا عن الأوهام.
فجأة، رن هاتفها، وكانت المفاجأة... رسالة غامضة لم تفهم مصدرها، كلماتها قصيرة لكن تحمل تهديدًا:
“كل الظلال لا تخفي الحقيقة... ولكن الحقيقة قد تحطم الظلال.”
ابتسمت ظلام بابتسامة ثقة لا تخلو من تحدٍ، وأجابت برسالة واحدة:
“أنا الظلام، ولن تُطفئني أي حقيقة مهما كانت قاتمة.”
وفي تلك اللحظة، أدركت أن اللعبة لم تبدأ بعد، بل هي فقط في بداياتها.
---
الفصل الثامن: خطوات على حافة الهاوية
كان الصمت يثقل أجواء الغرفة، لكن في عقل ظلام كانت الأفكار تتراقص كاللهب المتقلب.
كانت تعرف أن كل رسالة تأتيها تحمل في طياتها مفاجأة، وكل خطوة تخطوها تقترب بها من حافة المجهول.
تذكرت مقولة:
“الشجاعة ليست في عدم الخوف، بل في المضي قدمًا رغم الخوف.”
شعرت بنبض قلبها يتسارع، ليس خوفًا، بل إثارة لما قد يأتي.
كانت تراقب العالم بعين حذرة، تحلل كل حركة وكلمة، تبحث عن الخلل الذي ستستغله في لعبتها.
رغم نرجسيّتها، كانت تحرص على أن تبقى متواضعة، على الأقل في الظاهر، لأن التواضع كان جزءًا من أسلحتها الخفية.
مرت الأيام، وكل يوم كانت ظلام تضيف طبقة جديدة من الغموض حول نفسها، تجعل الجميع يتساءلون:
“من هي حقًا؟ وما الذي تخفيه وراء تلك الابتسامة؟”
وفي مساء مظلم، وجدت نفسها أمام مفترق طرق، قرار واحد قد يغير كل شيء، ويكشف مدى قوة إرادتها.
همست لنفسها:
“الحياة ليست إلا لعبة، وأنا لا ألعب إلا لأفوز.”
---
الفصل التاسع: وجهة بلا عودة (تكملة)
بينما كانت ظلام تستعرض مشاعرها المتناقضة، تذكرت أن كل شخص في هذه اللعبة يحمل أسراره الخاصة، وأن القوة لا تُقاس فقط بما تملك، بل بما تخفي.
وفي لحظة من الهدوء النسبي، دخلت غرفة مظلمة، حيث كان ينتظرها شخصٌ مجهول.
وقف في الظل، وقال بصوت هادئ لكنه يحمل تحذيرًا:
“تظنّين أنك تتحكمين بكل شيء، لكن هناك قوى لا تستطيعين التحكم بها.”
ابتسمت ظلام ابتسامة هادئة، وعيناها تلمعان بنرجسية معتدلة:
“القوى الحقيقية هي التي نخلقها بأنفسنا... وأنا صنعت من الظلام قوة لا يمكن كسرها.”
وبينما الكلمات تتبادل، كانت ظلام تخطط في عقلها لحركة قادمة، حركة لن يتوقعها أحد.
فجأة، أخرجت من جيبها ورقة صغيرة، عليها رمز غامض لا يعرفه إلا القليل.
هذا الرمز كان مفتاحًا لأسرار أكبر، لأحداث لم تُروَ بعد.
همست في نفسها:
“هذا ليس نهاية الطريق، بل بداية لعبة أكبر... والظلام هو سلاحي.”
💠 الفصل العاشر: لا أحد يراقبني، ولكني أراقب الجميع 💠
الليل في المدينة الفاسدة لا ينام.
الكل يحاول أن يبدو طبيعيًا… حتى الخراب.
لكن "ظلام"؟ لم تكن يومًا جزءًا من أي مشهد طبيعي.
كانت تشقّ طريقها بين الأزقة وكأنها ليست تسير، بل تنسج خيوط لعبة، لا أحد سواها يعرف قوانينها.
زجاج مكسور تحت قدمها.
رائحة دم قديم على الحائط.
وصدأ يمتزج مع صدى صوتها الداخلي:
“أنا العطب الذي تجاهلوه… الآن سيتمنون لو أصلحوني، قبل أن أتلفهم.”
خطواتها هادئة، لكنها تحمل في طياتها نية قتل.
دخلت إلى بناية مهجورة، كان بابها نصف مخلوع، كما لو أنه يدعوها للدخول… أو يترجاها أن ترحل.
في يدها شريحة صغيرة، زرعتها داخل جدار الكهرباء العام.
ببساطة، لم تكن تزرع شريحة.
كانت تزرع لعنة.
أرسلت نبضة تشويش.
ثوانٍ فقط… وانقطعت الاتصالات في ثلاثة أحياء كاملة.
ضحكت بخفة.
ليس لأن الأمر مضحك. بل لأنها كانت تتلذذ بالفوضى، كما يتلذذ الطبيب بنجاح عملية معقدة.
“هذا الحي كان يتنفس فوق جثتي، والآن سأجعله يختنق باسمي.”
❖❖❖
في الطابق الثاني من المبنى ذاته، كان هناك من ينتظرها.
عميل.
من أولئك الذين يعتقدون أن النظام أبدعهم وأن القانون يحميهم.
لكنه لم يعلم أنه على موعد مع المجهول.
كان يقف، متخفيًا، خلف عمود إسمنتي مهترئ، يظن نفسه ذكيًا.
لكنها قالت دون أن تلتفت:
“أخرج… أو سأخرجك على طريقتي.”
تجمّد.
كيف؟ متى؟ من أخبرها بوجوده؟!
أخرج سلاحه، ارتبك.
في اللحظة ذاتها، ضغطت على جهاز بداخل كمّها، فأطلقت ذبذبة غير مسموعة… لكنها قاتلة.
سقط.
صرخ.
لكن صوته لم يجد طريقه إلى الخارج.
كانت قد أغلقت الإشارات مسبقًا.
اقتربت منه بخطوات ملوكية، وعينان خاليتان من الشفقة.
كان يتوسل، لكنها كانت فقط تنظر إليه كما ينظر فنان إلى لوحة غير مكتملة.
سحبت من جيبه بطاقة معلومات.
مرّرتها على جهازها… فتحت ملفًا مشفرًا.
صورة ظهرت.
وتجمد الزمن.
تلك الصورة؟! مستحيل.
طفل.
أو ربما شاب.
وجه مألوف، ليس من الأعداء… بل من جرح قديم.
همست:
“هو؟... لكنه مات. قتلوه أمامي. رأيتهم يفجرون دماغه…”
حدقت أكثر.
نفس العيون. نفس الندبة تحت الحاجب الأيسر.
لكن هناك شيء مختلف… كأن النسخة هذه قد بُعثت من رماد، وبرمجت من جديد.
❖❖❖
جلست على الأرض بجوار العميل الملقى، الذي بدأ يفقد وعيه.
وقالت بهدوء:
“أخبرني… من أرسلك؟ من أعاد (شـ...) إلى الواجهة؟”
كان يتنفس بصعوبة، ثم قال وهو يبتلع ريقه:
“إنه... لم يمت… لم يمت بالكامل…”
شهقت.
لأول مرة منذ سنوات، ظهر في ملامحها خوف حقيقي.
ليس لأن العدو قوي… بل لأن الماضي عاد، وليس بيده.
❖❖❖
في الخارج، كانت السماء تنذر بعاصفة.
لكنها لم تكن عاصفة جوّية.
كانت ظلام…
وقد بدأت للتو.
---
💠 الفصل الحادي عشر: حين يعود الميت، يموت المنطق 💠
السماء لم تكن تمطر… لكنها كانت تنذر بشيء أسوأ من المطر.
الجو ملبد، خانق…
كأن الأرض نفسها تحبس أنفاسها بانتظار القرار القادم من عقل “ظلام”.
كانت واقفة فوق سطح البناية القديمة، تتأمل الصورة التي لا يجب أن تكون.
الصورة التي خرجت من ملف العميل الذي سقط تحت قدميها كالحشرات.
“هو ما زال حيًا؟ كيف؟”
كل عضلة في وجهها متماسكة، لكنها في داخلها… تنهار.
لم يكن شخصًا عاديًا.
كان أول من علمها أن تنظر للعالم بلغة الأكواد، لا بالكلمات.
كان أول من قال لها:
“العالم خُلق ليُعاد برمجته، لا ليُفهم.”
لكنه خُطف.
تعذّب.
قُتل أمامها.
أو هكذا كانت تظن.
“إن كان حيًا... فكل شيء آمنت به كذب.”
❖❖❖
تضغط على الشاشة، تحاول تحليل مصدر الصورة.
التوقيع الرقمي المدمج فيها يشير إلى مكان ما تحت الأرض… في مستوى يُعرف بين القراصنة باسم "الطابق صفر".
مكان لا أحد يصعد منه… إلا إذا عاد مشوّهًا، أو لم يعد أبدًا.
همست:
“يريدون مني أن أنزل إليه؟... فليكن.”
أرسلت إشارة عبر شريحة مزروعة في يدها اليسرى.
رمز قصير: ☠-01
فُعّلت وحدة صغيرة داخل جمجمته… عميل آخر كان مزروعًا داخل إحدى خلايا النظام.
ظلام تملك عملاء أكثر مما يملكه النظام نفسه.
“ابدأوا بتفكيك بوابة الطابق صفر. من الليلة... سأكسر السقف الذي وضعوه فوق رأسي.”
❖❖❖
قبل أن تغادر السطح، رنّ في أذنها صوت.
لكن لم يكن صوتًا خارجيًا.
كان ذلك الصوت القديم… ذاك الذي ظنّت أنها قتلته داخلها منذ أعوام.
“ظلام… لماذا ترتجفين؟”
ردّت، دون أن تفتح فمها:
“أنا لا أرتجف… أنا أرتفع.”
❖❖❖
قبل وصولها إلى الأرض، كانت هناك رسالة تنتظرها على شاشة زجاجية ثلاثية الأبعاد وسط الطريق.
رسالة مشفّرة، لكنها لم تكن بحاجة لفكّها.
لأنها كانت موقّعة باسم لا يُنسى:
“الذي لم يمت.”
وكتب فيها:
> "مرحبًا بكِ يا من تركتني في الجحيم.
الآن، الجحيم يشتاق إليكِ."
-س.
انطفأت الشاشة.
وضربت قلبها رجفة…
لكنها لم تكن رجفة خوف.
بل توق.
توق للمواجهة.
توق لفهم الكذبة الأعظم:
“هل كنتِ أنتِ الظلام… أم كنتِ ضحيته طوال الوقت؟”
الفصل الثاني عشر: مي، ضوء في ظلام
ظلام كانت تجلس في الزاوية المظلمة من المقهى، بعينيها التي تكاد تنمحي بين الظلال، تتأمل الوجوه المتعجلة خلف النافذة الكبيرة. كان الهدوء هو ملاذها الوحيد، ذاك الذي يمنحها فرصة للابتعاد عن كل الضوضاء التي تملأ حياتها، وعن كل الأسرار التي تحيط بها.
لكن هذا الهدوء لم يكن سوى قشرة رقيقة تخفي بداخلها عاصفة من الأفكار والشكوك. كانت تبحث عن نقطة ضوء، شيء يربطها بالواقع غير المتماسك من حولها.
في لحظةٍ غير متوقعة، فتحت أبواب المقهى على وقع خطوات متسارعة، دخلت مي. كانت شخصية مختلفة تماماً؛ لا تعرف الصمت أو الوحدة، تعشق الضوضاء، والحفلات، والأحاديث الصاخبة. ضحكتها العالية وموسيقى صوتها كانت تشبه زوبعة تعبر المكان، وكأنها شمس تشرق وسط عتمة المدينة.
مي لم تكن مجرد فتاة اجتماعية جذابة، بل كانت تحمل ذكاءً حاداً ونظرة ثاقبة تخترق الخداع والظلال. كانت تعرف كيف تستخدم حضورها وتأثيرها على الآخرين لتصل إلى ما تريد، لكن في عمقها كانت تخفي الكثير من الأسرار.
نظرت مي إلى ظلام وجدت فيها انعكاساً غريباً: هدوء مقابل ضجيج، عزلة مقابل اجتماع، ظل مقابل ضوء.
تقدمت مي بخطوات واثقة نحو طاولة ظلام وجلست بلا استئذان، وابتسامة عريضة ترتسم على شفتيها.
"مرحباً، يا ظلام. يبدو أننا نعيش في عوالم متقابلة،" قالت بصوتٍ يجمع بين الحدة والود، “لكن ربما نحن هنا لنتكامل، لا لنتصارع.”
رفعت ظلام حاجبها، تراقبها بعينين ثاقبتين، “ومن أنتِ لتدخلي حياتي هكذا؟”
"أنا مي،" أجابت بثقة، “وأعرف أكثر مما تعتقدين. قضيت سنوات أتابع خطوات أشخاص مثلك؛ أولئك الذين لا يخشون الظلام، بل يحتضنونه.”
ثم شرحت مي أنها تمتلك شبكة واسعة من المعلومات، وأنها يمكن أن تساعد ظلام في فك طلاسم ماضيها الغامض، لكنها أيضاً حذرتها من أعداء جدد يترصدونها في الظلال، أعداء لا رحمة لديهم.
كانت تلك اللحظة بداية تحالف غير متوقع بين شخصيتين متناقضتين، لكنه تحالف يحمل في طياته قوة لا يستهان بها.
ظلام، التي طالما اعتادت الاعتماد على نفسها، بدأت تدرك أن مي قد تكون المفتاح الذي تحتاجه للخروج من دوامة الأسرار، والانتقال من الظلام إلى الضوء.
وفي الخارج، كانت المدينة لا تزال تغرق في صخبها المزعج، بينما كان سر جديد ينتظر أن يُكشف، سر يربط بين مي وظلام بطريقة لم يتخيلها أحد.
الفصل الثالث عشر: تحالف الظلال
الضوء الخافت داخل المقهى بدأ يتلاشى شيئًا فشيئًا مع غروب الشمس، لكن الحوارات بين ظلام ومي بدأت تشتعل، كأنها نار مستعرة تكسر جليد الصمت الطويل الذي رافقهما.
مي تحدثت عن شبكة الاتصالات التي تمتلكها، وعن المعلومات التي جمعتها بعناية، كل قطعة منها تشكل جزءًا من لغز الماضي المظلم الذي يحيط بظلام. كانت تروي كيف أن هناك قوى قوية تعمل في الظل، أعداء لا يمكن رؤيتهم بسهولة، لكنهم دائمًا على بعد خطوة واحدة من الكشف.
ظلام استمعت باهتمام، رغم تحفظها المعتاد، لكنها لم تستطع إنكار أن وجود مي يمنحها فرصة لم تكن تحلم بها من قبل: فرصة لفهم الحقيقة، فرصة لمواجهة ماضيها.
"لكن،" قالت ظلام بصوت هادئ، “كيف يمكننا أن نثق بمن لا تعرفه، ومن لم تثق به أنتِ؟”
مي ابتسمت بابتسامة حزينة، “الثقة تبدأ بخطوة. ونحن في معركة لا تترك مجالًا للشكوك.”
خارج المقهى، بدأ الليل يحتضن المدينة، وأضواء الشوارع ترسم ظلالًا طويلة على الأرصفة. كانت تلك الظلال تعكس ما بداخلهم: الغموض، الخوف، والأمل.
مي وضعت يدها على يد ظلام، تلك اللمسة كانت أكثر من مجرد دعم، كانت وعدًا بتحالف قوي، تحالف قد يغير مجرى حياتهما إلى الأبد.
وفي الخلفية، كان هناك صوت خافت يراقب كل حركة، فالأعداء لا ينامون، وهم يستعدون لضربتهم القادمة.
الفصل الثالث عشر: تحالف الظلال
بدأت ظلال الليل تنساب عبر زوايا المدينة، تغطي كل شيء بسوادها الثقيل، وكأنها تريد أن تختبئ وراءها الحقيقة التي باتت تقترب من الظهور.
في المقهى، كان الحديث بين ظلام ومي قد بلغ ذروته. مي كانت تروي بحذر عن شبكة الأعداء التي تتربص بهم، عن مجموعات مجهولة تسعى إلى السيطرة على الأسرار التي تحملها ظلام.
"هؤلاء ليسوا أعداء عاديين،" همست مي، “إنهم ذوو نفوذ، لا يرحمون، ويحكمون من الظلال. إذا كنا نريد النجاة، يجب أن نكون أذكى منهم.”
ظلام نظرت إلى مي بتمعن، محاولة أن تستوعب ثقل ما قالته، لكنها شعرت بشيء غريب ينمو بداخلها؛ مزيج من الخوف والقوة والأمل.
"كيف نبدأ؟" سألت أخيرًا، وكأنها تعلن بداية مرحلة جديدة.
مي ابتسمت، "لدينا مفتاح، قطعة من اللغز في يدك، وأخرى في يدي. معًا، سنكشف الستار
---
الفصل الرابع عشر: جبهة لا تُقهر
مع شروق شمس خافت، كانت المدينة تستيقظ ببطء، لكن في قلب الظلام، كانت ظلام ومي قد استيقظتا لحرب لم تبدأ بعد، حرب صمت الكلمات الحادة التي تقصف أعداءها قبل أن يُطلقوا رصاصة.
ظلام، المرأة التي لا يجرؤ أحد على تحديها، تقف وسط زحام الأفكار والتهديدات، تنظر إلى من حولها بنظرة تمزج بين الحزم والبرود. كل كلمة تخرج من فمها كانت كالسيف، تقطع التلاعب والخداع، وتفضح الضعف.
"في هذه الحياة، من لا يملك الجرأة على قول الحقيقة، يعيش عبداً لأكاذيب الآخرين،" قالت بصوت منخفض لكنه مسموع، جعل الجميع يصمتون للحظة، يُعيدون حساباتهم.
مي بجانبها، لا تقل قوةً، عينيها الباردة لا تفوتان أدق التفاصيل، وذكاؤها يسبق حتى أقوى الخصوم بخطوات. كانت تساند ظلام كظل لا ينفصل عنها، تُردّ على كل تحدٍ بعنفوان وذكاء، تُعيد ترتيب المعركة في كل لحظة.
"لا أحد يستطيع اللعب معنا،" قالت مي بابتسامة متجمدة، “أن تكون سريعًا لا يكفي، يجب أن تكون أقسى. الحرب ليست فقط في الميدان، بل في العقول والقلوب.”
كانت تحركاتهما متناسقة، كأنهما قطعتان من نفس اللوحة، لكن كل منهما تحمل لونًا مختلفًا من القوة.
في كل مواجهة، كانت ظلام ترسل رسائل مبطنة، تحفر في أعدائها، تجعلهم يشككون في أنفسهم، “ليس المهم أن تسقط، بل أن تنهض بقوة أكبر... لأن من يملك الصبر، يمتلك كل شيء.”
مي كانت ترد دائمًا، “العقل هو السلاح الحقيقي، ولا أحد يفهمه أفضل منا.”
ومع كل كلمة، وكل نظرة، كان العدو يتراجع، أمام جبهة لا تُقهر من القوة والعقل.
لكنهما تعرفان جيدًا، أن أعظم تحدٍ لم يأت بعد، وأن الغدر قد يختبئ في أكثر الأماكن أمانًا.
في النهاية، كانت الحكمة تقول: “القوة الحقيقية ليست في القتال فقط، بل في معرفة متى تقاتل، ومتى تنتظر بصمت.”
وهكذا، ظلام ومي، في عالم لا يرحم، كانتا أكثر من مجرد شخصيتين، بل رمزًا للثبات والقوة، وشهادة على أن العقل والشجاعة قادران على كسر كل الجبهات.
---
الفصل الخامس عشر: صقور فوق الرماد
كانت الأجواء مشحونة في الغرفة التي تجمع ظلام ومي مع بعض الحلفاء، كل منهم يراقب بترقب تحركات الأعداء المتوقعة.
ظلام جلست على الكرسي بثقة لا تهتز، عينيها ترصدان كل التفاصيل بدقة، كأنها تخطط لرقصة مع الموت نفسه.
"أعداؤنا يظنون أن بإمكانهم التلاعب بنا، لكنهم لم يدرسوا جيدًا كيف نقرأ بين السطور،" قالت بصوت هادئ لكنه يحمل تهديدًا قاتلًا.
مي أومأت برأسها، وأضافت: “المفتاح هو التحرك قبل أن يفكروا، أن نكون خطوة في الأمام دومًا، وأن نزرع الشك في عقولهم قبل أن نضرب.”
ظلام ابتسمت ابتسامة نصف ساخرة، وقالت: “في هذه اللعبة، من يملك السرعة والذكاء لا يحتاج لأن يكون الأقوى جسديًا. ذكاؤنا هو سلاحنا... وقلوبنا من حديد.”
ثم توقفت لحظة، ونظرت إلى الحاضرين وقالت بصراحة: “نصيحتي؟ لا تضعوا ثقتكم في الوعود الكاذبة، ولا تنتظروا من أحد أن ينقذكم. القتال يبدأ عندما تقررون أن تحاربوا بأنفسكم.”
في مواجهة متوقعة، تدخل أحدهم قائلاً: “لكن كيف نثبت أنفسنا أمام خصم لا يعرف الرحمة؟”
ردت ظلام بنظرة باردة: “الرحمة للضعفاء. نحن نصنع قوانيننا الخاصة، ونتحكم في مجريات الأمور. لا تنتظروا أبطالًا، كونوا أنتم الأبطال.”
مي أضافت وهي تبتسم بثقة: “وبنفس الوقت، لا تستهينوا بالظروف، القوي هو من يعرف متى يضغط ومتى ينسحب ليعود أقوى.”
كانت كلماتهما كالشفرات الحادة التي تقطع كل وهم، تحفز كل من حولهما على أن يكونوا أقوى وأذكى.
في تلك اللحظة، اتصلت مي برسالة مشفرة تحمل تحذيرًا: “العدو يخطط لضربة مفاجئة. علينا أن نكون مستعدين.”
ظلام وقفت على الفور، نظرتها الصلبة تقول إن المعركة الحقيقية بدأت للتو.
"فلنري من هو الأقوى،" قالت ببرود، “لكن تذكروا، نحن لا نقاتل فقط بأيدينا، بل بأفكارنا، بحكمتنا، وبقلب لا ينكسر.”
خرجوا من الغرفة، كل خطوة تخطوها ظلام كانت رسالة قوية: قوة لا تُقهر، وعقل يسبق الزمن، ونار داخل لا تنطفئ.
الفصل السادس عشر: كشف الأقنعة
تسللت أشعة الفجر الأولى إلى الغرفة، كاشفة عن وجوه متعبة لكنها لا تعرف الاستسلام. ظلام ومي تجلسان وجهاً لوجه، وكأنهما تحاولان قراءة ما وراء الستار من الأسرار.
مي مدت يدها إلى جهاز صغير على الطاولة، ضغطت عليه، وبدأت تظهر على الشاشة صور ورسائل مشفرة، تكشف عن تحركات خصومهم وخططهم الغامضة.
"المعلومات تتدفق بسرعة، لكن الحقيقة أثقل مما كنا نظن،" قالت مي ببرود، “هذه ليست مجرد لعبة عادية، بل معركة وجودية.”
ظلام نظرت إلى الشاشة، ثم رفعت رأسها، عينيها تنيران بحدة. “كل ما نحتاجه هو أن نعرف من نواجه، لأن معرفة العدو نصف النصر.”
ثم أضافت بحكمة: “في عالم يُخدع فيه الكثيرون بالمظاهر، من يملك الشجاعة ليواجه الحقيقة، هو المنتصر الحقيقي.”
مي أومأت، “وأحيانًا تكون القوة في الاختباء، والذكي هو من يعرف متى يظهر ومتى يختفي.”
فجأة، رن هاتف مي، كانت رسالة تحمل اسم مجهول، كلماتها قصيرة لكنها تحمل تهديدًا واضحًا:
“ظلام، الماضي لا يموت، وسيأتي ليأخذك.”
تجمّدت الأجواء للحظة، ثم قالت ظلام بابتسامة باردة: “الماضي هو سجن لا يُرى، ولكنني سآخذ مفاتيح هذا السجن بنفسي.”
مي نظرت إليها بإعجاب، “وهذا هو السبب الذي يجعلنا لا نقهر.”
وكانت المدينة من حولهما تستيقظ على أجواء متوترة، بينما كانتا تستعدان لمعركة لم تكن فقط بين الظلام والضوء، بل بين الحقيقة والسراب.
الفصل السابع عشر: عودة الظلال القديمة
بينما كانت ظلام ومي تخططان لخطوتهما القادمة، ظهر شخص غامض في الأفق.
كان يُدعى "ريان"؛ رجلٌ يحمل هالة من الغموض، ذكاءه حاد كالسيف، وصوته بارد وقوي.
دخل الغرفة بخطوات ثقيلة، وابتسم ابتسامة تُخفي أكثر مما تُظهر.
"ظلام، مي... لقد حان الوقت لتعرفوا أن الماضي لا يُنسى،" قال وهو ينظر إلى ظلام بعينين كأنهما تقرآن أسرارها.
مي تراجعت خطوة واحدة، لكنها لم تُبدِ خوفًا، بل استعدت للرد.
ريان بدأ يحكي عن أحداث قديمة، تحالفات مكسورة، وخيانات دفينة تربط ظلام به، جعلتها تعيد التفكير في كل شيء ظنت أنها تعرفه.
"أنتِ تعتقدين أن لديك السيطرة، لكنك جزء من لعبة أكبر بكثير مما تصورتِ،" قال ريان بهدوء، “والخيط الذي تظنين أنه خط النهاية، هو فقط بداية لعقدة جديدة.”
ظلام رفعت رأسها، تحدت ريان بصمتها القاتل، وعينيها تقولان: “أنا من أكتب قواعد هذه اللعبة.”
مي توقفت بجانبها، وقالت: “وهذه القواعد لن تسمح لأحد بالعبث بنا.”
كانت عودة ريان نقطة تحول في المعركة، إذ لم تكن مجرد عدو جديد، بل كان مفتاحًا لفهم ماضي ظلام الغامض، وكل شيء كان على المحك.
---
الفصل السابع عشر: عقول فوق الرماد
حين دخل ريان الغرفة، لم يلاحظ على وجه ظلام أي تغير سوى تلك النظرة الحادة التي تقيس كل حركة وكل كلمة، كأنها تتوقع كل ما سيُقال وتُحضّر له ردها مسبقًا.
لم تنطق بكلمة، لكنها في صمتها كانت تخطط بالفعل لكل سيناريو محتمل. أعادت ترتيب الأفكار في عقلها بسرعة البرق، تحلل معلومات ريان، وتفكك دوافعه.
ريان قال، “ظلام، أنت تعتقدين أن لديك السيطرة، لكنك جزء من لعبة أكبر.”
ابتسمت ظلام ابتسامة باردة، وردت بهدوء: “لعبة؟ ربما. لكنني أنا التي أضع قواعدها، وأنا التي أخطط للحركات قبل أن تبدأ.”
مي نظرت إليها بإعجاب، “وهذا هو السبب الذي يجعلنا لا نهزم.”
ظلام أكملت: “أنا لا أترك شيئًا للصدفة. كل خطوة نخطوها محسوبة، وكل احتمال مُدرج في خطتي.”
توجهت إلى الطاولة، وأخرجت خريطة معقدة لأماكن تحركات العدو، أشارت إلى نقاط ضعف واضحة ولكنها معقدة.
“ريان قد يكون ورقة في اللعبة، لكنني سأجعله يدفع ثمن ظهوره. لقد أعددت خططًا بديلة منذ أسابيع، وأعرف بالضبط كيف وأين سأقضي على تهديده.”
ريان حاول أن يختبرها، لكنه وجد نفسه أمام جدار صلب من الذكاء والتخطيط المسبق.
ظلام كانت سريعة كالصقر، ترى أبعد من اللحظة، تفكر في كل الاحتمالات، وتلعب بأوراقها بحرفية تجعل أعداءها يندمون على كل خطوة.
في لحظة صمت، قالت: “الدهاء ليس في الكذب، بل في جعل الآخر يصدق الكذب... وأنا أجيد صنع الحقيقة التي أريد.”
مي أضافت بابتسامة، “معها لا يوجد مكان للصدفة.”
وهكذا، استمرت المعركة على المستويات العقلية، حيث لم تكن الضربات بالسيوف فقط، بل بالكلمات، بالأفكار، وبالاستراتيجيات المحكمة.
---
الفصل الثامن عشر: لعبة العقول
وقفت ظلام في مواجهة ريان، عينيها تبرقان ببرود وثقة لا تهتز. كان الهواء حولهما مشحونًا بتوتر غير مرئي، كأن كل كلمة تُقال هي رصاصة معدّة للإطلاق.
ريان حاول أن يختبرها بأسئلةٍ حادة، لكنه سرعان ما أدرك أنه أمام حائطٍ من الذكاء لا يمكن اختراقه بسهولة.
"كنت أظنّكِ ضحيةً للأحداث،" قال بنبرة تحذير، “لكن يبدو أنكِ اللاعب الحقيقي في هذه اللعبة.”
ظلام ابتسمت ابتسامة نصف ساخرة، وقالت بهدوء: “كنت أحتفظ بهذه الورقة لوقت لاحق. لكن بما أنك أجبرتني على اللعب الآن، فلن أخذلك.”
مي وقفت إلى جانبها، عينيها تلمعان بقوة، تتابع كل حركة بكل يقظة.
ظلام بدأت بالكشف عن خطتها المحكمة، كيف جعلت كل تحركات أعدائها تتبع نمطًا محددًا، وكيف خططت لصد كل هجوم قبل أن يبدأ.
"الذكاء الحقيقي،" قالت، “ليس في رد الفعل فقط، بل في توقع الخطوات التي لم تُخطط بعد. وأنا أعرف لعبة ريان جيدًا.”
ريان بدأ يتوتر، فقد أدرك أن ظلام ليست فقط خصمًا بل خصمًا يُفكر بعمق.
"لكن ما الذي ستفعلينه عندما تكشف خطتي الحقيقية؟" سأل بحدة.
ظلام نظرت إليه بنظرة باردة، وقالت: “ستكون النهاية، ريان. لأنني لا أقاتل فقط لأنتصر، بل لأسيطر.”
مع كل كلمة، كانت تزرع في ذهنه شعورًا بالخطر، شعورًا أن كل خطوة يخطوها محسوبة مسبقًا، وأنه يلعب في ملعب ظلام.
الميزة الحاسمة في تحالف ظلام ومي كانت العقل، والحذر، والقدرة على التنبؤ.
وفي الخارج، المدينة تستعد لليل جديد، حيث ستُكتب فصول جديدة من صراع لا ينتهي بين الظلال والنور.
---
الفصل التاسع عشر: في قلب المصيدة
كانت الليلة هادئة بشكل يثير الشك.
صمت المدينة لا يشبه الصمت المعتاد، وكأن شيئًا ما يتحرك في الخلفية، شيئًا ثقيلًا يسبق العاصفة.
ريان كان يتجول داخل مقره السري، يشك في كل شيء… في كل شخص، حتى في نفسه.
كلما تذكّر كلمات ظلام، شعر بأن الأرض التي يقف عليها لم تعد ثابتة.
"هل أنا أتحكم بالمشهد، أم أنني دمية في مشهدها؟" تمتم لنفسه.
في تلك اللحظة… وصلت إليه رسالة.
"مرحلة 1: تمت.
وما سيأتي… سيجعلك تتمنى لو لم تبدأ."
– ظلام.
كان يعرف أن الرسالة لم تُكتب فقط للتهديد… بل للتأكيد.
كل شيء بدأ ينهار. النظام الذي وضعه، الاتصالات التي اعتمد عليها، العملاء الذين زرعهم، كلهم اختفوا من أمامه واحدًا تلو الآخر.
في مكانٍ آخر، كانت مي تتحرك في الظلال…
باردة. سريعة. لا تترك خلفها أثرًا.
تنفّذ الجزء الأهم من خطة ظلام: قطع رأس الأخطبوط.
مي لم تكن تتحدث كثيرًا، لكنها عندما تفعل، تزرع الخوف حتى في أكثر العقول برودة.
"التلاعب بي؟ فكرة حمقاء.
ومحاولة خداعي؟ جريمة تُعاقب بسقوطك من داخلك."
في ذلك الوقت، جلست ظلام وحدها على سطح أحد المباني، ترقب الأضواء المنبعثة من النوافذ البعيدة.
همست وكأنها تكلم نفسها، لكنها كانت ترسل رسالة إلى العالم:
"لا أحد يربكني… لأنني ببساطة أفكر بالأعماق التي لا يجرؤ الآخرون على الغوص فيها.
ومن لا يعرف كيف يصنع خطته داخل قلب الفوضى،
سيظل خائفًا من كل صوت حركة."
خطتها لم تكن لتكسب المعركة فقط، بل لتحوّل الخصم إلى صورة ممزقة من نفسه.
"أنا لا أنجو من المصائب…
أنا أضعها على طاولتي، أقطعها أجزاء، وأعيد تشكيلها حتى تخدمني."
ريان… بدأ ينهار.
كل معلومة يملكها صارت عديمة الفائدة. كل خيط كان يربطه بالقوة… انقطع.
والفصل لا ينتهي هنا.
فالمصيدة لم تُغلق بعد…
لكن الفأر بدأ يشعر بأن هناك شيئًا يتحرك خلف الجدران.
الفصل العشرون: محاولة الخائن الأخيرة
في مكان بعيد، داخل غرفة محصّنة تحت الأرض، جلس ريان، وحده.
لم يتبقّ له أحد… لا رجال، لا معلومات، لا حتى ثقة بنفسه.
لكن شيئًا في داخله ظلّ يقاوم… كبقايا نار لا تنطفئ.
"لو كانت النهاية قريبة… فسأجعلها فوضى،" قالها ببطء وهو يضغط زرًا أحمر.
كانت خطته الأخيرة تحمل اسمًا بسيطًا: الخراب.
خطة انتحارية، لا ينجو منها أحد.
تفجير للبيانات، لتاريخ خصومه، لضربات عشوائية تُربك حتى من هم فوقه.
لكنه لم يعلم أن هناك من سبقه بخطوتين.
في تلك اللحظة، ظهرت شاشة أمامه فجأة، لم تكن من نظامه…
كانت بثًا مباشرًا لوجه ظلام.
هادئة.
بابتسامة واثقة تقطع ما تبقى من كبريائه.
كأنها كانت تراقبه من البداية، تتركه يتحرك في الفراغ فقط ليتأكد أنه خاسر منذ زمن.
"ريان… تسرعت كعادتك.
ظننتك تملك الخطة، لكنك كنت مجرد تفصيلة في خطتي الكبرى."
تجمّد.
"المعركة لم تكن ضدك فقط…
بل كانت ضد عقليتك، ضد من يظنون أنهم يعرفون… بينما نحن نصنع ما سيعرفونه."
مي، في الجهة الأخرى، أنهت المهمة بصمت.
أغلقت جميع القنوات التي حاول ريان أن يستخدمها كفخ، وأرسلت له آخر إشعار:
"لعبة انتهت.
ظلام لا تُطعن من الخلف… لأن ظهرها ببساطة لا يُكشف."
ريان صرخ، حطم الطاولة، لكن كل شيء انطفأ حوله.
وفي الطابق الأعلى، جلست ظلام على مكتبها، تدون ملاحظة في دفتر أسود:
"أحيانًا… لا تحتاج أن تصرخ لتنتصر،
يكفي أن تراقب خصمك وهو يغرق في خطأ ظنه عبقرية."
ثم أغلقت الدفتر وقالت:
"من اعتاد أن يُخطط للألم،
لا ينهار عندما يسقط العالم من حوله…
بل يُعيد ترتيبه ويقف فوق رماده.
الفصل الحادي والعشرون: الذي لا يُرى
الهدوء الذي تلا سقوط ريان كان خادعًا…
كهدوء البحر قبل العاصفة، لا يعني انتهاء الخطر، بل وصول شيءٍ أعظم.
في مقرها الجديد، جلست ظلام تُراجع كل تحركاتها الأخيرة.
بجانبها، كانت مي تُتابع بثًا مشفّرًا من الأقمار الصناعية، ترصد مواقع كانت ظلام قد حددتها منذ شهور، فقط في حال… ظهرت المصيبة.
وفعلًا، المصيبة بدأت تتحرك.
شخص مجهول، لا يُعرف له اسم، يُطلق عليه فقط: “الذي لا يُرى.”
يُقال أنه لا يعمل تحت الضوء، ولا يترك أثرًا.
يحرك الدمى من مسافات بعيدة…
ويعرف الجميع، ولا يعرفه أحد.
ولكن… ظلام كانت قد توقّعت وجوده.
كتبت ذات مرة في دفترها الأسود:
"حين تسقط اليد التي تقاتلك، ابحث عمّن كان يُحرّكها.
فعدوك الحقيقي… لا يُظهر نفسه إلا بعد أن يفقد الأمل في أدواته."
قالت لمي بصوت منخفض:
"ريان كان فخًا مزدوجًا…
واختفاؤه الحقيقي بدأ الآن. ليس سقوطه ما يقلقني… بل اليد التي سمحت له بالوقوف من الأساس."
مي، كعادتها، لم تُظهر أي رد فعل عاطفي، لكن عقلها بدأ يعمل بسرعة خارقة، تجمع النقاط، تحلل…
"هدفهم لم يكن انتصارًا مؤقتًا… بل اختراق داخلي طويل الأمد،" قالت.
ظلام أومأت، ثم أخرجت من أحد الأدراج "خريطة الخطر" التي لم تُظهرها لأحد منذ بداية الرواية.
خريطة لا تُظهر أماكن… بل عقول.
دوائر حمراء وبيضاء وسوداء، تربط أشخاصًا ببعضهم، تتحرك مع الزمن، وأمامها تعليق مكتوب بخط ظلام:
“الخطر الحقيقي ليس في العدو الظاهر، بل في الحليف الخفي.”
كانت قد توقعت أن هناك من سيتحرك بعد ريان، وقد حددت الاحتمالات…
لكنها لم تكن تبحث عن وجه، بل عن تفكير، عن نمط، عن توقيع عقلي.
مي نظرت إلى أحد الرموز على الخريطة، ثم قالت:
“أنتِ كنتِ تنتظرين هذا الشخص منذ البداية.”
ظلام:
"أنا لا أنتظر أحدًا…
أنا أترك لهم حبالهم يلتفون بها حتى يظنوا أنني نسيت."
ثم وقفت، أغلقت الدفتر، وقالت:
"الخطة الجديدة لن تكون دفاعية…
سنهاجم العقل، قبل أن تُولد الفكرة."
---
الفصل الثاني والعشرون: التوقيع بلا اسم
في تمام الثالثة فجرًا، وصل الظرف الأسود.
لم يكن يحمل عنوانًا، ولا ختمًا.
فقط سُلم لمي من يد مجهولة خرجت من الظل واختفت كالدخان.
الورقة التي بداخله كانت بيضاء، إلا من سطر واحد:
> “العباقرة لا يصرخون… بل يُتركون ينهارون ببطء.”
– X
قرأت مي الرسالة، ولم تُظهر انفعالًا، لكنها كانت تعلم أن "X" هو الاسم الرمزي لمن يُعرف بأنه “الذي لا يُرى.”
لكنها لم تُخبر ظلام مباشرة.
لأن ظلام… كانت قد توقعت هذا منذ يومين.
---
في غرفة التحكم، كانت ظلام تنظر إلى شاشة عليها خطوط بيانات تتحرك كالأفعى، تُحلل أنماطًا نفسية لخصم لم يُعرَف شكله بعد.
قالت بصوتها البارد:
"الضعفاء يحاربون بالسلاح، الأغبياء يحاربون باللسان…
أما من يظن نفسه ذكياً، يحاول أن يحاربني بالعقل.
لكنهم ينسون أنني لا أُفكَّر فقط… أنا أصنع التفكير نفسه."
مي وضعت الظرف على الطاولة بصمت، وقالت:
“وصل التحدي.”
ظلام أمسكت الورقة، قرأتها مرتين، ثم كتبت خلفها ردًا بسيطًا:
> "تظن نفسك أذكى لأنك لم تُهزم بعد؟
أنا لم أبدأ اللعب حتى الآن.
أنتَ مجرد فكرة.
وأنا… أكتب نهايتك دون أن أراك."
– ظ.
---
في اليوم التالي، ظهرت رسالة مشفّرة على أحد أنظمة العدو، لم يعرفوا من أين أتت.
رسالة بلا توقيع…
لكنها كانت تحمل حكمة مكتوبة بخط ظلام:
> “أخطر ما في الصمت، أنه يجعل خصمك يتحدث كثيرًا… حتى يُفضح دون أن يدري.”
وفي لحظة واحدة، انقلبت طاولة الحرب النفسية.
مي كانت تتحرك في الظل، تتعقّب مصدر الرسائل، وتُرسل طُعُمًا برمجيًا يجعل أي محاولة لاختراقهم تنقلب على صانعها.
أما ظلام، فكانت تبني… بهدوء… فخًا نفسيًا لا يُشبه أي فخ.
خطوة بخطوة، جعلت العدو يشعر بالقوة، ثم الشك، ثم الغرور…
ثم جعلته يتحدث.
ومجرّد أن تحدث؟
سقط في مصيدتها دون أن يُدرِك أنه فعل.
قالت ظلام، وهي تنظر عبر نافذتها العالية:
“أنا لا أواجههم… أنا أعلّمهم من هم.”
---
الفصل الثالث والعشرون: أن ترى العدو دون أن تراه
“نحن نراقبك.”
جملة ظهرت فجأة على كل شاشات نظام ظلام…
بالخط الأبيض على خلفية سوداء.
ثم تلتها عبارة أخرى:
“لكننا لم نجد قلبًا لنخترقه.”
ابتسمت ظلام، ووقفت أمام الشاشة، نظراتها كالسكاكين…
“جميل، إذًا وجدتموني.”
ثم كتبت ردًا حيًّا على نفس الشاشة:
"أن تجدوني… لا يعني أنكم قادرون على الإمساك بي.
أنا لا أختبئ… أنا أتحرك في مستوى أعلى من رؤيتكم."
ثوانٍ فقط، حتى جاء الرد من "الذي لا يُرى":
> “كل من يعتقد أنه لا يُمس… يكون أكثر عُرضة للسقوط.”
ردّت ظلام مباشرة، دون تردد:
> "أنا لا أعتقد.
أنا أجهز لكل سيناريو، حتى ذلك الذي يبدو مستحيلًا…
والمستحيل عندي ليس عائقًا، بل خطوة في الجدول الزمني."
---
مي دخلت الغرفة، وهي تحمل تقريرًا…
قالت بهدوء:
“حددتُ نقطة تحكُّم واحدة من شبكة الخصم. لكنها مُشفّرة بمستوى عبقري.”
ظلام نظرت للتقرير، ثم قالت:
"وهنا يكمن الخطأ…
المُشفّر لا يعني الذكي.
والمُعقّد لا يعني العميق.
من يكتب كوداً ليُخفي نفسه، يُظهر خوفه.
وأنا لا أُخفي نفسي، بل أجعل الآخرين يندمون على فضوليهم."
---
ثم جاءت الرسالة التالية من "X"، طويلة هذه المرة:
> "أنتِ يا ظلام…
لم تخلقي من فراغ.
هناك شيء في ماضيك… خيانة؟ دم؟
من تكونين عندما تُتركين وحدك مع نفسك؟
كم مرة نظرتِ إلى المرآة… وخفتِ أن تري من صرتِ؟"
تجمّدت الغرفة لثانية.
لكن ظلام… لم تَجزع.
بل وقفت، اقتربت من الميكروفون، وقالت:
"أنا لا أهرب من مرآتي.
أنا المرآة.
وكل من حاول أن يراني ليُحطمني،
تحطّم قبلي."
ثم أردفت:
"أنا خُلقتُ من الجُرح، لا من النعمة.
كُسِرتُ مبكرًا…
لكن كل كسر فيّ صار حافةً حادة تقطع من يقترب دون إذن."
مي تمتمت:
“يا إلهي… لقد بدأت الحرب النفسية حقًا.”
لكن الحقيقة؟
ظلام كانت قد بدأت الحرب قبل وصول الرسالة الأولى.
---
في ختام الفصل، نظر العدو الذي لا يُرى إلى شاشته وقال:
"هي ليست مثلهم…
لكن كل قلب له ثغرة… وسأجدها."
وفي الأعلى، كانت ظلام تقول:
"كل من يبحث عن ثغرتي…
ينسى أنني ولدت من الانهيار.
وأبني قوتي من رمادي."
---
الفصل الرابع والعشرون: الضربة التي لا تُرى
كان "الذي لا يُرى" واثقًا... أو هكذا ظن.
كل خطوة كانت محسوبة…
كل احتمال مغطّى…
كل باب، مغلق بكلمة سر.
لكن ما لم يعلمه هو أن ظلام لا تبحث عن الأبواب.
هي تصنع نفقًا تحت كل جدار، وتجلس تنتظر خصمها عند المخرج.
---
في منتصف الليل…
اختفى أحد أكبر عملاء "X" من شبكة التحكم، دون أثر.
ثم تلاه آخر. ثم نظامان. ثم قاعدة بيانات.
الميزة؟
لم تُترك أي علامة، لا اختراق، لا تحذير، لا حتى نشاط مشبوه.
بل تم الأمر كما لو أن الأشياء اختارت أن تختفي من تلقاء نفسها.
"X" بدأ يشك في كل شيء.
قال في تقرير داخلي:
> “إما أن من نواجهها خرافة... أو أنها لا تلعب، بل تُعيد تعريف اللعبة.”
---
في نفس الوقت... كانت ظلام في غرفة التحكم.
عينها على شاشة سوداء… كتب عليها:
“حين لا تترك أثرًا… فأنت فوق التحقيق.”
قالت بهدوء وهي تتقدم نحو مي:
"أول قاعدة في المعارك الذهنية؟
لا تُظهر قوتك دفعة واحدة.
فقط... اجعل الخصم يُجَرِّب كل أسلحته حتى يشك في كفايته."
مي أومأت برأسها وأضافت:
“وثاني قاعدة؟”
ظلام ابتسمت ابتسامة باردة:
"اضرب أولاً… في أعماقه.
اجعله لا يثق في قراراته، في مساعديه، في اختياراته، حتى في نفسه."
---
في تلك اللحظة… تلقى "X" رسالة صوتية مشفّرة.
لم تكن من نظامه.
لم تكن من أحد رجاله.
كانت بصوت ظلام:
> "في كل مرة تظن أنك تخترقني، أكون قد زرعت فيك فكرة تؤذيك.
الذكاء ليس أن تُخفي اسمك…
الذكاء هو أن تُصبح أنت الاسم الوحيد الذي لا ينسى."
"مرحبًا بك في معركتي يا شبح.
ستشعر بي... في كل هزيمة لن تعرف كيف وقعت."
---
انهارت قاعدة فرعية أخرى في نظام "X".
بدأت الكاميرات تُظهر أرقامًا تتراجع… ملفات تُمحى من الداخل.
شبكته… تُضرب بصمت.
لكنه لا يعرف من أين.
ولا متى.
ولا كيف.
قال وهو ينهار في كرسيه:
"هذه… ليست حرباً.
هذه… إعادة برمجة."
---
ظلام نظرت للسماء وقالت:
"أنا لا أُقاتل لأربح…
أنا أُقاتل لأجعلهم ينسون أنهم حاولوا يوماً أن يربحوا."
الفصل الخامس والعشرون: طعنة في الضوء
لم يكن من المتوقع…
لكن "الذي لا يُرى" قرر أن يُرى.
بث حي. وجهٌ مموّه، عينان يكسوهما الظلام، صوت إلكتروني خافت، لكن الحضور؟… ثقيل.
ظهر على إحدى الشاشات الخاصة التي حاول اختراقها، فقط ليرى نفسه يُبثّ مباشرة في مقر ظلام.
جلس الجميع في صمت…
لكنها لم تُفاجأ.
بل ابتسمت ابتسامة ساخرة، وقالت بصوت خافت:
“ها هو… الذكاء الذي ظن أن الغموض حصنٌ لا يُخترق.”
قال "X"، بصوته المشوّه:
> "ظلام… لا يهم عدد ضرباتك…
المهم أنني الآن أمامك، وأنتِ أمامي. وجهاً لوجه. لا أقنعة."
ظلام تقدمت للأمام، عيناها تسحقان غروره.
"وجهاً لوجه؟ أنتَ ما زلتَ تتخفّى خلف شاشتك، بينما أنا أكشف نفسي كل يوم.
الفرق بيننا أنني لا أخشى أن أُعرف…
بينما أنتَ تعرف أن أول ظهور لك… سيكون آخر خطوة من سقوطك."
"X" حاول الضغط، فقال:
> “لكنني أعرف ماضيك. أعرف أين ضعفتِ، وأين انكسرتِ…”
قاطعتْهُ، ببرود قاتل:
"وأنا اخترت أن أنكسر وقتها…
لأن الانكسار عندي لم يكن ضعفًا، بل إعادة صقل.
أنا لا أُخفي جراحي، أنا أُسلّح بها."
ثم نظرت إليه نظرة اخترقت الشاشة ذاتها:
"تظن أن الظهور يمنحك السيطرة؟
أنتَ الآن مكشوف…
ولديّ ٤٣ احتمالًا لقتلك دون أن أتحرك.
لكنني لن أستخدمها الآن… سأدعك ترى نفسك تنهار، خطوة… بخطوة."
---
في تلك اللحظة، ضغطت مي على زر صغير بجانبها.
ظهر تقرير حي على الشاشة.
كل كلمة قالها "X" في البث… كانت تُحلل، تُفكك، تُحوّل إلى نمط.
في أقل من دقيقة، تعرّف النظام الذكي الذي برمجته ظلام على بصمته الصوتية – تحديد هويته الحقيقية – موقعه التقريبي – وخط ضعفٍ بشري عاطفي.
"X" صمت فجأة.
ثم قال:
> “... مستحيل. هذا مستحيل.”
ظلام قالت ببرود:
"لا شيء مستحيل عندما تسبق خصمك بعشر خطوات…
وتعرف كيف تُشعل الفوضى بداخله قبل أن يمد يده نحوك."
ثم اقتربت من الشاشة، وقالت:
"تعرف لماذا سقطتَ؟
لأنك لم تدرسني… درست غرورك.
وأنا؟ لا أقاتل الأشخاص…
أنا أقتل اليقين داخلهم."
---
وفي لحظةٍ واحدة…
انطفأت شاشته.
لكن ليس قبل أن تُسجّل ظلام آخر عبارة له وهو يهمس:
> “من تكونين بحق الجحيم…؟”
وأجابت هي، وهي تدير ظهرها:
“أنا النتيجة… التي تأتي بعد أن يفشل كل من يشبهك.”
---
الفصل السادس والعشرون: من يعرف ظلام قبل أن تكون ظلام
في صباحٍ باهت، كانت مي تطالع تقارير النصر السابق.
كل شيء كان يؤكد أن "X" انتهى… وربما لن يجرؤ على الظهور مجددًا.
لكن ظلام؟
كانت تحدّق في شاشة فارغة.
قالت بصوت خافت:
“حين يصمت العدو فجأة… هناك صوت آخر ينتظر خلفه.”
مي نظرت نحوها وقالت:
“هل ما زلتِ تشعرين بشيء؟ رغم كل شيء؟”
ردّت ظلام:
"أنا لا أشعر.
أنا أرى.
والرؤية الآن… ضبابية أكثر من اللازم."
---
عند الساعة 11:47 صباحًا…
ظهر إشعار على النظام.
رسالة واحدة. بلا مصدر. بلا رمز. بلا مرسل.
مُرسلة على قناة سرية لا يعرفها أحد، حتى ظلام نفسها لم تستخدمها منذ سنوات.
مي فتحتها بحذر…
لكن الرسالة لم تكن تهديدًا.
كانت جملة واحدة:
> “توقفي… قبل أن تصلي إلى ما لا يجب أن يُفتح.”
---
ظلام وقفت فجأة.
ابتعدت عن الجميع.
دخلت غرفة مؤمنة، لا يدخلها أحد غيرها.
وسحبت من صندوق حديدي قديم دفترًا أقدم من الدفتر الأسود.
كان هذا الدفتر يحمل اسمها الأول…
قبل أن تُصبح ظلام.
كان يحتوي على صفحات ممزقة، رسومات، رموز، وأسماء.
وفي الصفحة الأولى، وجدت تلك الجملة القديمة التي كتبتها بدموع لم تعترف بها يومًا:
> "أنا لا أريد أن أكون قوية…
فقط أريد ألّا يُكسرني أحد مجددًا."
---
مي دخلت بعد دقائق، وقالت:
“أنتِ تعرفين من أرسل تلك الرسالة، أليس كذلك؟”
ظلام أغمضت عينيها وقالت بهدوء:
"هي ليست رسالة.
هي صفّارة إنذار من الماضي…
من الشخص الذي كان سببًا في صنع ما أنا عليه."
مي صمتت.
ثم سألت أخيرًا:
“هل سنعود إلى البداية؟”
ظلام رفعت رأسها، نظرتها أكثر حدة من أي مرة:
"نحن لم نغادر البداية أصلًا…
كل هذا مجرد تمهيد للّذي لم يأتِ بعد.
ولن يُخيفني ما كنت عليه…
فأنا صرت أكبر حتى من ماضيَّ."
---
وفي الظل…
كانت هناك يد تكتب رسالة جديدة.
يدٌ تعرف ظلام أكثر من نفسها.
شخص… ليس عدوًا.
لكن إن عاد، قد يهز أساس كل ما بَنَتْه.
وسُجّلت الرسالة التالية:
> "ظلام…
لقد نجوتِ مني من قبل…
لكن في المرة القادمة، لن أكون العدو…
بل الاختبار."
الفصل السابع والعشرون: حين تصمت الذئبة وتبتسم
الرسالة الثانية وصلت.
لكن هذه المرة… تحمل اسمًا.
اسمٌ لم يُنطق منذ سنوات.
اسمٌ ارتبط بأول لحظة سقطت فيها ظلام، وبأول لحظة وقفت بعدها أقوى من أي وقت.
> “مرحبًا مجددًا… ظلال.”
(الاسم الذي كانت تحمله قبل أن تُصبح ظلام.)
"هل اشتقتِ إليّ؟
لن أطيل الكلام.
ما بَنَيتِه... أنا من علمتك كيف تُفكّكينه."
وقّع الرسالة بـاسمٍ كان أشبه بصفعة:
“أوران.”
---
مي قرأت الاسم وتجمدت.
"أوران؟… هذا الشخص حي؟
أليس هو من…؟"
ظلام قطعتها بصوت بارد:
"نعم.
هو أول من قادني للسقوط… ثم علّمني كيف أصنع سلاحي من تحطمي.
لكنّه نسي شيئًا مهمًّا…
أنني لم أعد تلك التي دمّرتُها لأقف."
---
في اليوم التالي، طلب أوران "لقاء مباشر".
كان يعلم أن من على شاكلته لا يقبل التفاوض خلف الشاشات.
ولكنه لم يكن يعلم أنه منذ لحظة إرساله للرسالة…
دخل اللعبة التي تتحكم بها ظلام.
خطّطت.
صمّت.
ابتسمت.
قالت لمي:
"اليوم… سأبدو كأنني فقدت السيطرة.
سأدع أوران يشعر بأنه اخترقني مجددًا.
سيتحدث، سيخطئ، سيتفاخر…
وكل كلمة منه، سأستخرج منها الخنجر الذي سأطعن به قلبه لاحقًا."
---
في اللقاء، ارتدت ظلام وجهًا لم ترتده من سنوات.
هدوءها زال جزئيًا.
صوتها ناعم، فيه تردد.
نظراتها مائلة للسكون.
أوران دخل الغرفة بثقة المغرور.
“ها قد عدتِ إليّ، بعد أن عرفتِ أنني الأصل.”
ظلام خفضت عينيها. لم تُجبه.
قال بابتسامة باردة:
"أعرف كل شيء. خياناتك، أكاذيبك، خططك المزعومة…
لكن الحقيقة؟
أنكِ بنيتِ عبقريتك على أنقاض ما تركته أنا لكِ."
سكت لحظة… فابتسمت ظلام أخيرًا، وقالت:
“وأنت بنيت غرورك على وهمٍ تركته لك عمداً.”
نظر إليها، مترددًا.
فأكملت:
"أنا لم أنجُ منك، أوران…
أنا استخدمتك."
ابتسم أوران، ظنّها تهدّد… لكن في الحقيقة؟
كل ما قاله تم تسجيله.
كل كلمة. كل نبرة. كل نقطة ضعف.
والمكان؟ كان مُعدًّا سلفًا ليُفكك نظامه الرقمي بالكامل من لحظة دخوله.
مي أرسلت لظلام رسالة على الساعة:
> “الخطة نجحت. نزعنا منه كل شيء.”
---
ظلام نظرت له أخيرًا بعينيها الحقيقيتين.
عيني الذئبة.
وقالت:
"أسوأ أنواع الأعداء…
هم من يظنون أن ماضيك نقطة ضعف.
لا يعرفون أن من نجا من الماضي،
صار المستقبل نفسه."
---
وفي اللحظة التي خرجت فيها من القاعة،
انطفأت جميع بيانات "أوران"،
انقطع عن أجهزته، عن ماله، عن تحالفاته…
وعن غروره.
بقي خلفها رجلٌ جلس على كرسي فارغ، لا يرى شيئًا، لا يملك شيئًا…
إلا سؤالًا واحدًا:
“كيف؟”
وأجابت مي، وهي تمشي خلف ظلام:
“لأنك وقفت أمام من لا تُرى قوتها إلا بعد فوات الأوان.”
الفصل الثامن والعشرون: شظايا الماضي تتكسر
كانت ظلام جالسة في غرفة مظلمة، نور واحد خافت ينعكس على عينيها الحادتين، تكاد أن ترى فيهما بؤسَ وحكمةَ من عانى الكثير.
مي كانت تتابع تحركاتها الرقمية، تراقب البيانات والأنظمة التي تشهد انهيار تحالفات أوران وأعوانه، لكن شيئًا ما أثار القلق.
فجأة، ظهرت رسالة على شاشة ظلام، مختلفة عن أي رسالة سبق أن تلقاها.
كان أسلوبها مباشرًا، قاسيًا، يحمل تهديدًا مختلفًا.
> "لقد ظننتِ أن الماضي قد مات… لكنه حي أكثر مما تتصورين.
لا تنسي، أوران لم يكن بداية النهاية. بل بداية اللعنة."
توقف الزمن للحظة.
ظلام أغلقت الرسالة، نظرت إلى مي وقالت:
“الماضي ليس مجرد ذكرى… إنه وحش ينتظر اللحظة التي تُظهر فيها ضعفك.”
مي أجابت بصوت متزن:
“يبدو أننا أمام عدو جديد… أو ربما جزء من نفس الظلام.”
---
في تلك الليلة، بدأت ظلام تسترجع صورًا من ماضيها، مشاهد من حياة "الظل" قبل أن تصير ظلام، اللحظات التي لم تبوح بها لأحد، الجروح التي جعلتها على ما هي عليه الآن.
وكان في الذكرى سؤال يطاردها:
هل يمكن لمن كسرها يوماً أن يصبح سبب انهيارها؟ أم سبب قوتها؟
بينما هي تتصارع مع تلك الأفكار، وصلتها مكالمة سرية من مصدر مجهول.
صوت خافت قال:
“ظلام… أنتِ في منتصف اللعبة، لكن اللعبة أكبر منك بكثير.”
قبل أن تُغلق المكالمة، أضاف:
“كن حذرًا… الحلفاء الذين تثقين بهم قد يصبحون أسوأ أعدائك.”
---
غادر الليل مع وعد بقتال لم ينتهِ بعد.
مي نظرت لظلام وقالت:
“أنتِ تعرفين أن الخطر لا يأتي من الخارج فقط، أليس كذلك؟”
ظلام بابتسامة باردة:
“لقد تعلّمت كيف أجعل الداخل لا يهتز، مهما هزّه الخارج.”
---
في ذلك المساء، بينما المدينة تنام، كان هناك من يراقب…
وجهه لا يُرى، لكن عينيه تحملان شعلة الماضي.
كان الوقت قد حان لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع…
مرحلة لا مكان فيها للرحمة.
---
الفصل التاسع والعشرون: ساحة الخيالات
في قلب الظلام، حيث لا يرى أحد سوى ظلام ومي، بدأت الحرب تأخذ أشكالًا لا يمكن لأحد تخيلها.
ظلام، التي لم تعُد مجرد فتاة كسرت قوانين العالم، بل أصبحت مُبرمجة مصير من حولها، تجلس أمام شاشات تغمرها موجات البيانات والمعلومات.
ابتسمت ابتسامة متفردة، وقالت بصوت يعبّر عن نرجسية لا تخطئها العين:
“لن أخوض المعركة كالأغبياء، بل سأُدمّر حروبهم قبل أن تُبنى.”
---
أول استراتيجياتها كانت "الظل المرآتي".
وضعت برنامجًا خاصًا يُقلد أنماط تصرفها بدقة متناهية، ينفذ أوامر متضاربة، ويُرسل إشارات مضللة لكل قنوات "الذي لا يُرى".
الميزة؟
العدو بدأ يشك في كل صورة يراها، في كل صوت يسمعه، وفي كل حركة يتوقعها.
ظلام قالت ببرود:
“حين تضع ظلك أمامك، لا يمكنك أن تعرف أين تنتهي الحقيقة وأين تبدأ الكذبة.”
---
ثانيًا، استخدمت "النرجسية كسلاح".
في بث مباشر عبر شبكة خفية، ظهرت ظلام تتحدث ببرود وبمزيج من الغرور والتهكم:
"الذكي من يعرف متى يتحدث… والأذكى من يعرف متى يصمت.
أما الأكثر حكمة؟ فهو من يجعل خصمه يتكلم عن نفسه حتى يسقط."
---
وفي نفس الوقت مي كانت تعمل علي تحليل كل حركه وكل كلمه من العدو وترسل تقارير مفصله الظلام..
معلش ملحوظه قبل ما ابدأ في الفصل التاني Xفي يعني شخص مجهول
---
الفصل الثلاثون: رقعة الشطرنج الحاسمة
جلس ظلام في غرفة العمليات، محاطة بشاشات تتراقص عليها الأرقام والرموز كأنها نبضات قلب رقمي.
مي بجانبها، تتابع حركة العدو وتحللها بدقة متناهية.
ظلام ابتسمت ابتسامة باردة، ثم قالت:
“كل خطوة يخطوها 'X' تعني أنه يكشف جزءًا من خطته… وأنا هنا لأجعله يندم على كل كشف.”
---
بدأت في تنفيذ استراتيجيتها الجديدة التي أسمتها "الصمت القاتل".
هي أن تصمت عن أي رد فعل واضح، لا تُظهر انفعالًا ولا تُقدم معلومة.
تجعل العدو في حيرة من أمره، يتخيل أشياء ويبدأ في ارتكاب الأخطاء.
---
بينما كان "X" يحاول قراءة تصرفاتها، أرسلت ظلام رسالة مشفرة عبر نظامه:
> “أنت تبحث عن صوت في صمت قاتل، وأنا سأجعلك تتهور في صمتي.”
---
مع تصاعد الضغط، بدأ "X" يرتكب أخطاء تكتيكية، حاول تسريب معلومات داخلية من أتباعه، لكن مي كانت تراقب كل شيء وتدمر أي محاولة.
---
ظلام تحدثت ببرود أمام مي:
“الذكاء الحقيقي هو أن تجعل خصمك يتحدث عن نفسه، ثم تستخدم كلماته كسلاحي.”
---
وفي لحظة حاسمة، أرسلت ظلام سلسلة من الأكواد التي اخترقت جهاز "X" الرئيسي، وبثت رسالة على شاشته:
> “الخسارة ليست لمن يسقط، بل لمن يرفض التعلم.”
الفصل الواحد والثلاثون: حكمة الظلام وصمت العاصفة
في غرفة مظلمة، تحت وميض الشاشات وأضواء الكود المتراقصة، جلست ظلام ومي، لكن هذه المرة الحرب كانت في كلمات، لا في أكواد.
ظلام، بعينيها الثاقبتين، ابتسمت ابتسامة تزلزل الأرض تحت أقدام خصمها، وقالت بهدوء:
"في عالم يملأه الصوت، أختار أن أكون الصمت الذي يخيف الجميع.
الغرور ليس قوة، بل عائق لمن يريد أن يتقدم.
وأنا لا أُعطي قوة لأحد، حتى لأعدائي."
مي، بابتسامة اجتماعية متألقة، أضافت:
"والذكاء الحقيقي هو أن تعرف متى تصمت، ومتى تهاجم…
لكن الأذكى، هو من يجعل خصمه يهاجم نفسه دون أن يحرك ساكنًا."
---
أرسل "X" رسالة تحمل في طياتها محاولة استفزازية:
> “ظلام… هل هذه فقط كل قوتك؟ كلمات بلا فعل؟”
ظلام ردّت، بهدوء مميت:
"الكلمات؟ هي التي تحطم العروش،
والفعل؟ هو الذي يأتي عندما تذوب العروش."
---
في اجتماع إلكتروني سري، بدأت مي تستعرض تحليلاتها الذكية، تكشف نقاط ضعف "X" التي أظهرها في آخر تحركاته.
ظلام قاطعت بذكاء نرجسي:
“لن أخبرك أين ستُهزم، بل سأجعلك تُهزم حين تعتقد أنك قد فزت.”
---
الرسائل بين ظلام و"X" أصبحت ساحة معركة كلامية، كل كلمة تقصف جبهة، كل عبارة تحرج الخصم تحت وابل من الهدوء والذكاء.
ظلام تقول في رسالة:
> "الجهل هو أعمى الطريق،
والذكاء الحقيقي هو أن ترى الطريق ليس أن تحاول إيقافه، بل أن تجعله يحطم نفسه."
---
مي تراقب وتبتسم:
"ظلام لا تهزم،
إنها تعيد تعريف الهزيمة لمن يظن نفسه قويًا."
الفصل الثاني والثلاثون: "S" – عبقرية تستحق ظلام
في غرفة مظلمة مكسوة بشاشات متلألئة، ظهرت رسالة جديدة، ليست من "X" ولا من أوران، بل من "S" — العدوة التي تختلف عن أي خصم آخر.
مي نظرت إلى ظلام وقالت:
"هذه المرة، الأمور تغيرت. S ليست خصمًا عاديًا.
إنها ذكاء في صورة بشر… وهدية ممنوحة لمن يستحق."
ظلام بابتسامة خفيفة:
“الذكاء ليس حكراً على أحد، لكن من يُعطيه لمن يستحق، هو من يصنع التاريخ.”
---
وصل أول اتصال مباشر من S، صوتها هادئ، كلماتها مختارة بعناية:
> "ظلام… لقد كنتُ أراقبك، أُعجب بتعقيدك،
لكن اليوم، لن نكون أعداء… بل اختبارًا لبعضنا البعض."
---
في مواجهة عقلين خارقين، كل كلمة، كل حركة حساب، وكل تفصيل يحمل في طياته خدعة.
ظلام لم تخف. بل اعتبرت هذا التحدي فرصة.
قالت بهدوء:
"S، أنت من ناديت لها في صمتك،
لكن اعلمي أن الذكاء الحقيقي لا يكفي،
يجب أن تُرافقه قوة لن تُرى إلا في اللحظة الحاسمة."
---
مي تحدثت بعد تحليل تحركات S:
"العبقرية تكمن في القدرة على رؤية ما لا يراه الآخرون،
لكنكِ يا ظلام، ترين ما وراء كل رؤية."
---
في ختام الفصل، تبادلت ظلام وS رسائلٍ تحمل في طياتها قصف جبهات راقٍ، استفزازات باردة، وحكم مزلزلة، كأنهما تخرجان لوحة شطرنج لا تُفهم إلا بين عباقرة فقط.
ظلام تقول في رسالة أخيرة:
> "S… أنتِ الذكاء، وأنا البداية والنهاية.
هذا الصراع سيُعيد كتابة قوانين اللعبة."
الفصل الثالث والثلاثون: مواجهة النرجسية الباردة
جلست ظلام بهدوء أمام شاشة العرض، ضوء خافت ينساب على ملامحها التي تخلو من أي تعبير عاطفي، سوى ابتسامة خفيفة تكاد تكون ازدراءً مقنّعًا.
وصلت رسالة جديدة من S، تحمل تحديًا صريحًا، لكنها لم تستفزها.
ظلام نظرت إلى الرسالة، ثم كتبت ردها بصوت داخلي يختلط فيه الهدوء بالثقة المطلقة:
“S، أنتِ عبقرية، بلا شك… لكن عبقريتك لن تُغير شيئًا أمام من يعرف أن الذكاء الحقيقي يكمن في فهم قيمته، لا في التفاخر به.”
---
في رسالة أخرى، قالت ظلام:
> "كل عدو يعتقد أنه يستحق التحدي… حتى يكتشف أنني لا أقاتل خصومًا،
بل أعاقب من يتجرأ على التحدي بلا خطة، بلا صبر، وبلا تقدير لما يعنيه أن تكون القمة."
---
مي، بجانبها، نظرت بدهشة:
“ظلام تحكمها نرجسية لا تخلو من حكمة، تجعل كل كلمة مثل سهم مباشر إلى قلب S.”
---
ردت ظلام على محاولة استفزاز من S، ببساطة قاتلة:
“حين تتحدثين عن ذكائك، تذكري أنني الأفق الذي لا يصل إليه إلا من يرى بعيون النرجس.”
---
وفي لقاء مباشر عبر الشبكة، بدت ظلام أكثر برودًا:
> "النرجسية ليست خطيئة، بل درع من يمنع الجهل من المساس بعظمة من يحملها.
أما أنتِ، S، فلا تستخفّي بالقوة الحقيقية… التي لا تحتاج أن تبرّر وجودها."
---
وختمت ظلام الفصل بحكمة قاصمة:
"في النهاية، ليست المعركة لمن يملك عقلًا أكبر،
بل لمن يعرف كيف يجعل ذلك العقل سلاحًا لا يُقهَر… وهذا ما لا يفهمه الكثيرون."
الفصل الرابع والثلاثون: بداية اللعبة الحقيقية
في غرفة عمليات مظلمة، تراقب ظلام شاشات عدة، حيث تتحرك الرموز والأكواد وكأنها تنسج شبكة معقدة من الأفكار والخطط.
مي تراقب معها، وتحلل كل حركة من S.
ظلام ابتسمت ابتسامة خفيفة، تقول لنفسها بصوت خافت:
“الذكاء الحقيقي هو أن تجعل الخصم يرى ما تريده أنت… وليس ما يراه هو.”
---
بدأت "S" بإرسال تحديات تقنية معقدة، محاولًة اختبار دفاعات ظلام، لكن كل هجوم كان يُرصد بدقة، ويُعاد توجيهه بطريقة مبتكرة.
ظلام قالت لمي:
“هجومها قوي، لكنها لا تعرف أن أفضل دفاع هو الهجوم المسبق.”
---
نفذت ظلام خطة "المرآة المزدوجة"، حيث أنشأت نظامًا يحاكي تصرفاتها وأخطائها المزيفة، لتمويه S وجعلها تضيّع الوقت في تفكيك ألغام وهمية.
مي بتعجب:
“لقد جعلتها تصطاد أشباحاً، ولا تدري أنها تهدر مواردها.”
---
في لحظة من اللقاء الإلكتروني، ردّت ظلام على رسالة S بنبرة باردة ونرجسية:
“S، الذكاء لا يعني شيئًا إذا لم يكن لديك الشجاعة لتقبّل الحقيقة، وأنا الحقيقة التي لن تجرؤي على مواجهتها.”
---
تتابع اللعبة… خطوطها متشابكة، والتوتر يتصاعد.
مي تقول بابتسامة:
“ظلام لا تلعب على الحلبة… هي التي ترسم الحلبة وتختار اللاعبين.”
---
ختام الفصل كان عبارة عن رسالة من ظلام لـ S:
> "أنتِ تحاولين تفكيك قناعاتي…
لكني أنا من أُعيد صياغة معاني القوة والذكاء، وأنتِ مجرد خطوة في خطتي."
الفصل الخامس والثلاثون: ما وراء الساحة
انطلقت شرارة المواجهة بين ظلام وS إلى ما هو أبعد من مجرد معركة ذكاء.
تداعيات هذه الحرب بدأت تظهر في الخفاء، داخل الأروقة التي لم تخطر على بال أي من الخصمين.
مي توقفت فجأة، وقالت:
“هناك من يراقبنا… من يستفيد من هذه الحرب، وربما ليس في صالح أي منا.”
---
ظلام نظرت ببرود، وقالت:
“العدو الحقيقي ليس من يقف أمامنا… بل من يقف خلف الستار.”
---
في تلك اللحظة، وصلتها رسالة غير متوقعة من S، تحمل اعترافًا غريبًا:
> "ربما لم نكن خصمين حقيقيين…
وربما هذه اللعبة أكبر منا بكثير."
---
ظلام أجابت بابتسامة نرجسية باردة:
"دعينا نكتشف ذلك، ولكن تذكري،
حتى في التحالفات المؤقتة، أنا من يضع القواعد."
---
تتوالى الأحداث، ويبدأ العدو الخفي بالتحرك، بينما تبدأ شخصية ظلام في الكشف عن جوانب جديدة من عمقها، وقوتها التي لا تُقهر.
مي قالت:
"ظلام ليست فقط قوة،
هي قانون يُعاد كتابته على مر الزمن."
الفصل السادس والثلاثون: تاج الظلام — ملكة القلوب والحقائق
ظلام جلست في قاعة مظلمة، يحيط بها صمتٌ ثقيلٌ كأنه ضوء يُضيء وحده في عتمة الكون.
ابتسامتها لم تغب، عيناها تلمعان بذكاء لا يُقهر.
أرسلت رسالة جديدة إلى S، بدأت كلماتها نرجسية لكنها محملة بالحكمة:
> "S، تعلّمي شيئًا مهمًا من شخصٍ لا يحتاج إلى إثبات وجوده،
فالنجاح الحقيقي ليس في الهجوم على الخصم،
بل في جعل خصمك يعتقد أنه مجرد رقم في معادلتك."
---
واصلت ظلام بأسلوبها البارد الذي يوجع:
"الغطرسة مرض الأضعف، والنرجسية ليست سوى الدرع الذي يحمي القوي.
أما أنتِ… فأنتِ تحاولين المضي قدمًا بأحذية لا تناسب قدميك."
---
مي كانت تراقب في صمت، تُعجب بسطوة صديقتها:
"ظلام ليست فقط نرجسية،
هي معرفة متناهية بضعف الآخر… وتوقيت لا يُخطئ."
---
في مواجهة مباشرة على الشبكة، ردّت ظلام على استفزازات S بكلمات قصف فيها جبهاتها:
> “أنتِ تحاولين أن تكوني ذكية، لكنكِ لم تتعلمي أن الذكاء الحقيقي يبدأ من القبول بأنكِ أقل مما تظنين.”
---
وأضافت بنبرة تهكمية:
"أنا لست هنا لأثبت نفسي لأحد،
بل لأُذكّر الجميع أن القمة ليست لمن يصعدها،
بل لمن يعرف كيف يجعل الآخرين يسقطون قبل أن يصلوا إليها."
---
وفي نهاية الفصل، أرسلت رسالة ختامية:
> "S، هذه ليست معركة عقول فحسب،
إنها درس في من يملك القوة الحقيقية…
ومن يحكم ببرودة العقل ونرجسية النفس."
---
الميزة في ظلام أنها تجعل كل قصف جبهة ليس مجرد هجوم، بل درس وعبرة، يجعل العدو والقارئ في آنٍ واحد يُعجبون بها ويخشونها.
---
---
الفصل السابع والثلاثون: تاج الظلام — النهاية التي تُكتب باسمها
في قلب العاصفة، وسط أضواء المدينة المشتعلة وصمت الغرف المظلمة، وقفت ظلام وحدها.
كل شيء قد وصل إلى ذروته… كل الأعداء، كل الحلفاء، كل الأسرار، كل الأوهام.
ابتسمت ابتسامة باردة، عميقة، كأنها تحدق في الزمن نفسه.
---
رسالة أخيرة وصلت من S، تقول:
> "لقد خسرتِ، ظلام.
الذكاء وحده لا يكفي، والقوة ليست كل شيء."
---
ظلام، بصوت هادئ لكن مليء بالسلطة والنرجسية، ردّت:
"S…
خسرت؟
عندما يُخيفكِ صمتٌ واحد…
حين تُكسر شفراتك…
عندما ترى العظمة في مرآتك…
حينها فقط، تُدرك أن اللعبة انتهت."
---
رفعت رأسها، ونظرت إلى المدينة كأنها ملكة تعلن حكمها.
وقالت للعالم:
"أنا ظلام،
ولستُ مجرد اسم…
أنا بداية ونهاية،
حكمة ونرجسية،
قوة وصمت.
من يحاول أن يقف في طريقي،
سيجد أن السقوط… هو البداية الحقيقية له."
---
ثم أغلقت الشاشة، وأطفأت الأنوار، وخرجت من الغرفة،
تركت وراءها صمتًا ثقيلًا، كأنه صدى لأسطورة لن تُنسى.
---
في تلك اللحظة، مي وقفت خلفها بهدوء، وقالت:
“لم تكتفِ بالنجاة، بل صنعت تاريخًا.”
---
ابتسمت ظلام، وقالت:
"هذا ليس تاريخًا…
إنه إرث الظلام."
---
النهايه……….
---
خاتمة الكاتبة أمل محمود
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى كل من خاض رحلة الظلام معي،
إلى من تبع خطوات ظلام في طرقات الغموض، القوة، والذكاء،
إلى من صبر على كل كلمة، وكل لحظة من الألم والانتظار،
أقول لكم:
لقد كتبنا معًا قصة لا تُنسى، قصة ليست فقط عن فتاة تحولت إلى أسطورة،
بل عن كل واحد فينا يحمل ظلال الماضي، ويجد في نفسه النور ليصنع مجده الخاص.
حكمة أود أن أتركها معكم:
"في صمت الظلام يولد النور، وفي نرجسية النفس تنمو القوة الحقيقية.
لا تدع أحدًا يُقنعك بأنك أقل مما أنت عليه، فالحكمة في معرفة ذاتك قبل كل شيء."
أشكر بشدة الشخص الذي كان السند والملهم، الذي لم يتردد يومًا في دعمي وتحفيزي،
لك مني كل الامتنان، فبدونك لم تكن هذه الكلمات لتخرج إلى النور.
وأشكر كل قلب فتح صفحات هذه الرواية،
فأنتم السبب الحقيقي لاستمرار القصة،
ولكم مني خالص التحية والمحبة.
مع خالص الشكر والوفاء،
أمل محمود