صراع ممالك الجن السبع

صراع ممالك الجن السبع

0 المراجعات

**الفصل الأول: نبوءة الظلال (تكملة)**

بعد أن وضعت ليان البردية جانباً، عادت إلى داخل منزلها الصغير، حيث كانت والدتها تعد الإفطار على مهل، ووجهها يعكس قلقاً خفيفاً. كانت المرأة، التي تدعى فاطمة، امرأة حكيمة ذات تجاعيد تروي قصص الزمن، وتعرف الكثير عن الأساطير القديمة.

"ليان، هل وجدت شيئاً غريباً اليوم؟" سألتها الأم بنبرة هادئة، وهي تضع طبقاً من الخبز والجبن على الطاولة.

ابتسمت ليان، محاولة إخفاء توترها. “نعم، أمي. وجدت بردية قديمة في الماء، تتحدث عن نبوءة غريبة. تقول إن فتاة بشرية ستغير مصير ممالك الجن السبعة.”

رفعت فاطمة حاجبيها بدهشة، ثم نظرت إليها بعيون مليئة بالحكمة. “يا بنيتي، تلك الأساطير دائماً ما تكون حكايات، لكن ربما هناك شيء في ذلك. العالم أكبر مما نتصور، وليان، أنتِ لستِ كأي فتاة عادية.”

وفي حين كانت ليان تتناول إفطارها، لم تستطع أن تتجاهل الشعور الغامض الذي يسيطر عليها. كانت النبوءة تتردد في ذهنها، وكأنها تناديها للبحث عن الحقيقة.

وفي المساء، بينما كانت الشمس تغرب خلف الجبال، خرجت ليان إلى الحقول المجاورة، تتنفس الهواء النقي، وتحاول استيعاب ما حدث. فجأة، لاحظت ظلّاً يتحرك بين الأشجار، مرة أخرى. هذه المرة، كان أقرب، وكأنه يراقبها عن كثب.

توقفت، وقلق يتسلل إلى قلبها. هل هو مجرد ظل عابر، أم أن هناك شيئاً أو شخصاً ينتظرها في الظلام؟ شعرت بأن حياتها على وشك أن تتغير، وأن النبوءة ليست مجرد أسطورة، بل حقيقة تنتظر أن تُكتشف.

وفي تلك اللحظة، سمعت صوتاً خافتاً يأتي من بعيد، كأنه همس يحمل سرّاً عميقاً:

“الوقت قد حان، يا ليان...”

**الفصل الثاني: اللقاء المريب**

في صباح اليوم التالي، استيقظت ليان على صوت خافت يهمس في أذنها، كأنه نداء من أعماق الزمن. لم تكن معتادة على الأحلام أو الرؤى، لكن تلك الليلة كانت مختلفة تماماً. حلمت بظلال داكنة تتراقص حولها، ووجه غامض ينظر إليها من بين الظلال، وهو يقول بصوت هادئ:

“الوقت قد حان، يا ليان.”

استيقظت وهي تلهث، قلبها يخفق بسرعة، ووجهها يتصبب عرقاً. حاولت أن تتذكر تفاصيل الحلم، لكن كل شيء كان غامضاً، وكأنها استيقظت من حلم عميق لا يمكن فك شفرته.

وفي طريقها إلى الحقول، كانت تفكر في ما رأته، حين لاحظت رجلاً غريباً يقف عند طرف القرية. كان يرتدي عباءة سوداء، وشعره أبيض كالثلج، وعيونه تلمع بلون أزرق غامق. لم تكن تعرفه، لكنه بدا مألوفاً بطريقة غريبة، وكأنه يحمل سرّاً عظيماً.

اقتربت منه بحذر، وقالت: “من أنت؟”

نظر إليها بابتسامة خفيفة، ثم قال بصوت هادئ: “أنا من عالم آخر، وأتيت لأساعدك في مهمتك.”

تراجعت ليان خطوة، متسائلة: “ماذا تعني؟ كيف تعرفين عن النبوءة؟”

ضحك الرجل بهدوء، وقال: “لأنكِ لستِ وحدكِ من يبحث عن الحقيقة. هناك قوى خفية تحرك العالم، وأنتِ مفتاح التغيير. اسمي زيد، وأنا هنا لأرشدك.”

وفي تلك اللحظة، شعرت ليان بأن شيئاً كبيراً على وشك أن يحدث، وأن مصيرها مرتبط بشكل وثيق بهذا الرجل الغريب، الذي يحمل معه أسرار ممالك الجن السبعة.

هل ستثق به؟ أم أنها ستظل تتساءل عن نواياه؟  

هل بدأت رحلة الاكتشاف الحقيقي الآن؟

**الفصل الثالث: السر المدفون**

بعد اللقاء الغامض مع زيد، شعرت ليان بمزيج من الحيرة والإثارة يتملكانها. لم تكن تتوقع أن تتعرف على شخص غريب يحمل معها مفاتيح لعالم ممالك الجن السبعة، وأن تبدأ رحلة البحث عن الحقيقة التي قد تغير مصيرها.

في المساء، قررت أن تذهب إلى مكان لم يزره أحد من قبل، وهو الكهف القديم الذي يُقال إنه يحوي أسراراً من زمن بعيد. كان يقع على بعد مسافة قصيرة من القرية، محاطاً بأشجار كثيفة وأحجار ضخمة، وكأنه مخبأ لعالم آخر.

دخلت ليان الكهف بحذر، تضيء لها فانوس صغيرة، وبدأت تتقدم بين الممرات الضيقة، تتلمس الجدران المغطاة بالكتابات القديمة والنقوش الغامضة. كانت تشعر بأن هناك شيئاً ينتظرها في أعماق الكهف، شيئاً مخفياً منذ قرون.

وفي عمق الكهف، وجدت صندوقاً حجرياً كبيراً، مغطى بالغبار والأتربة، لكنه يبدو أنه لم يُفتح منذ زمن بعيد. اقتربت منه ببطء، ورفعت الغطاء ببطء، لتكشف عن سر دفين.

داخل الصندوق، كانت هناك خريطة قديمة مرسومة بدقة، تظهر ممالك الجن السبعة، مع علامات غريبة تشير إلى مواقع معينة. كما كانت هناك قطعة من الأحجار الكريمة تتوهج بضوء أزرق خافت، وكأنها تحمل طاقة غامضة.

وفي اللحظة التي لمست فيها ليان الحجر، اهتزت الأرض تحت قدميها، وظهر أمامها ظلٌّ ضبابي، يتشكل تدريجياً ليكشف عن وجه رجل مسن، ذو لحية بيضاء وشعر رمادي، يرتدي عباءة مزخرفة بنقوش غريبة.

قال الرجل بصوت عميق: “لقد وصلتِ يا ليان، وأنتِ الآن على أعتاب اكتشاف سر قديم، سر يمكن أن يغير مجرى التاريخ.”

ابتسمت ليان، وهي تتساءل: “من أنت؟ وما هو هذا السر؟”

رد الرجل: “أنا حارس الأزمان، وسأرشدك إلى الطريق الصحيح، لكن عليك أن تكوني مستعدة لكل شيء، فالمعركة القادمة ستكون أكبر مما تتصورين.”

وفي تلك اللحظة، بدأت الأنوار تتلاشى، وبدأت رحلة جديدة مليئة بالمغامرة، الأسرار، والخطر، تنتظر ليان في عالم ممالك الجن السبعة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة