رحلة سليم إلى جزيرة الحكايات

رحلة سليم إلى جزيرة الحكايات

0 المراجعات

كان يا ما كان، في قرية هادئة تحيط بها الحقول الخضراء، كان هناك طفل اسمه سليم. كان سليم يحب القراءة كثيرًا، وكان يقضي أغلب وقته في مكتبة جده، يقرأ القصص عن الملوك والتنينات والساحرات الطيبة.

ذات يوم، بينما كان سليم يقرأ كتابًا قديمًا بعنوان "جزيرة الحكايات", لاحظ أن إحدى الصفحات تتوهج بلون أزرق غامض. اقترب بفضول، ولمس الصفحة، وفجأة شعر بدوخة شديدة، ثم وجد نفسه واقفًا على شاطئ رملي دافئ، والماء من حوله يلمع كأن فيه نجومًا!

قال لنفسه بدهشة:
"هل أنا... داخل القصة؟"

نعم، لقد انتقل سليم بالفعل إلى جزيرة الحكايات، وهي جزيرة سحرية لا يصل إليها إلا الأطفال الذين يحبون القراءة بصدق.

في البداية، شعر سليم بالقلق، لكنه سرعان ما قابل بومة ناطقة تدعى "حكيمة"، وكانت ترتدي نظارة صغيرة وتحمل كتابًا بيدها.

قالت له:
"مرحبًا بك، يا سليم. لقد وصلت إلى جزيرتنا لأنك طفل مميز، لكن لكي تعود إلى عالمك، عليك أن تساعد ثلاث شخصيات من القصص على حل مشاكلهم."

وافق سليم بسرعة، وبدأت المغامرة.


المهمة الأولى: إنقاذ الأمير النائم

قابل سليم أميرًا نائمًا منذ مئة عام في قصر مغطى بالأشواك. لكن المفاجأة أن الأمير لا يحتاج قبلة ليصحو، بل حكاية جديدة تُروى بجانبه.

جلس سليم، وألف قصة عن نملة شجاعة أنقذت مملكتها من الفيضان. وبعد أن انتهى من الحكاية، استيقظ الأمير وقال:
"شكراً لك يا سليم، لقد كانت القصة أجمل من أي حلم!"


المهمة الثانية: مساعدة التنين الخجول

في أعماق الجبل، قابل سليم تنينًا ضخمًا لكن خجولاً، اسمه "رعد". لم يكن يرغب في إخافة أحد، لكن الجميع يهرب منه بسبب شكله.

قال له سليم:
"الشكل لا يحدد من تكون، بل أفعالك."

فكر سليم قليلاً، ثم دعاه أن يصبح حارس مكتبة الحكايات في الجزيرة، لأنه قوي ويحب الهدوء. وافق رعد بسعادة، وأصبح محبوبًا من الجميع.


المهمة الثالثة: حل لغز الساحرة العجوز

في الغابة، قابل سليم ساحرة عجوزًا تبكي لأنها نسيت كيف كانت نهايات قصصها. كلما قرأت قصتها، تنتهي بجملة "ثم... لا شيء".

فكر سليم طويلًا، ثم قال:
"ربما عليك أن تصنعي نهايات جديدة بنفسك."

أعجب الساحرة كلامه، وبدأت تخترع نهايات سعيدة، مثل أن تتحول الوحوش إلى أصدقاء، والسحب إلى زهور. شكرت سليم وأهدته كتابًا فارغًا وقالت:
"هذا كتابك، املأه بقصصك من الآن فصاعدًا."


بعد أن أكمل سليم المهام الثلاث، ظهرت البومة "حكيمة" مرة أخرى وقالت:
"لقد أثبت أنك كاتب ومحب للخير. حان وقت العودة."

أغلقت البومة الكتاب القديم، وفتح سليم عينيه... فوجد نفسه في مكتبة جده من جديد.

لكن هذه المرة، كان بجانبه كتاب جديد تمامًا، عنوانه "قصص من تأليف سليم"، وكانت الصفحة الأولى تقول:
"رحلة سليم إلى جزيرة الحكايات... البداية فقط!"

ابتسم سليم وقال:
"أنا الآن لست قارئًا فقط، بل كاتب أيضًا."

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة