
الارنب الذي علم الأسد
في غابة خضراء جميلة، كانت الحيوانات تعيش في سلام. ولكن، منذ أن أصبح الأسد "رعد" ملكًا للغابة، تغير كل شيء. فقد كان رعد قويًا، لكنه كان مغرورًا ويحب أن يصدر الأوامر بلا استماع لأحد.
كان يأمر الفيلة أن تنظف له عرينه، ويجبر القردة على تقديم الطعام له كل صباح، حتى الطيور لم تسلم من أوامره، فكان يطلب منها أن تغني له حتى ينام.
وذات يوم، أعلن رعد أمرًا غريبًا:
> “من الغد، على كل حيوان أن يأتي إليّ بقصة تسلّيني. ومن لا يعجبني قصته... سأطرده من الغابة!”
خافت الحيوانات كثيرًا. فالأسد لا يعرف الرحمة، ومن يرفض أوامره يُعاقب.
في اليوم التالي، بدأت الحيوانات تتوالى على عرين الأسد، كلٌ يروي قصة. ولكن رعد كان يسخر منهم جميعًا. "قصة مملة!" قالها بعد أن انتهى القرد من قصته. وصرخ في السلحفاة: "قصتك بطيئة مثلك!" ولم ينجُ أحد من سخريته.
كان هناك أرنب صغير اسمه لؤي، يعيش في جحرٍ بسيط مع أمه. عندما سمع عن أمر الأسد، قال لأمه: “سأذهب غدًا لأروي له قصة.”
قالت الأم بخوف: “لكن يا لؤي، هو لا يحب أحدًا، وقد يؤذيك!”
ابتسم لؤي وقال: “أنا لا أحمل إلا كلمة الحق، ولن أخاف ما دمت أقول الصدق.”
في اليوم التالي، وقف لؤي الصغير أمام الأسد، وقال بثقة:
> “سأحكي لك قصة عن أسد قوي... لكن فقد حب الجميع.”
ابتسم رعد وقال: “أكمل... يبدو أنك فهمت من البداية من أعني.”
قال لؤي:
> “كان هناك أسدٌ قوي اسمه زئير. كان يأمر الجميع وينتظر منهم الطاعة دون نقاش. في البداية خافت الحيوانات منه، ثم بدأوا يكرهونه، وشيئًا فشيئًا، توقفوا عن الحديث معه. لم يعد أحد يلعب بجوار عرينه، ولا يشاركه الطعام، ولا حتى يرد التحية عليه. وبقي زئير وحيدًا، في غابة كبيرة... بلا أصدقاء.”
سكت لؤي للحظة، ثم نظر للأسد بعينين لامعتين:
> “وفي يوم، جلس زئير وحده، وفكّر: هل القوة أن أخيف الجميع؟ أم أن أجعلهم يحبونني؟ عندها، تغير زئير... أصبح يساعد الحيوانات، يسمع منهم، يضحك معهم... ومنذ ذلك اليوم، أصبح الملك الحقيقي في قلوب الجميع.”
سكت الأسد رعد، وحدّق في لؤي طويلاً... لم يضحك، لم يسخر، فقط قال بصوت خافت:
> “وهل... أحبوه فعلًا؟”
قال لؤي: “نعم، لأن القلوب تُفتح بالمحبة، لا بالقوة.”
تنهد الأسد وقال: “اذهب يا أرنب... لقد علمتني اليوم درسًا لن أنساه.”
ومنذ ذلك اليوم، تغيّر الأسد رعد، وبدأ يستمع للحيوانات، ويشاركهم حياتهم، حتى أصبحت الغابة أكثر سعادة... بفضل أرنب صغير، شجاع.
النهاية.