
رجل ظلّ الغريب
بالطبع يا محمد! إليك رواية قصيرة بعنوان "ظلّ الغريب"، تتكون من أربعة فصول، وتبلغ حوالي 600 كلمة. كتبتها بأسلوب مشوّق لتكون ملفتة للقارئ، وتحمل طابعًا غامضًا مع لمسة إنسانية.
🕯️ ظلّ الغريب
الفصل الأول: الزائر في منتصف الليل
في ليلةٍ ساكنة من ليالي الشتاء، وبينما كانت الرياح تعصف بأبواب القرية القديمة، سُمع طرقٌ خافت على باب منزل "سليم"، الحارس المتقاعد. فتح الباب بتردد، ليجد رجلاً غريبًا، مبللاً حتى العظم، يحمل حقيبة جلدية قديمة، وعيناه تلمعان بشيءٍ لا يمكن تفسيره.
قال الغريب بصوتٍ منخفض:
— "أبحث عن مأوى... فقط حتى الصباح."
تردد سليم، لكن شيئًا ما في نظرة الرجل جعله يوافق. لم يكن يعلم أن تلك الليلة ستقلب حياته رأسًا على عقب.
الفصل الثاني: الحقيبة السوداء
في الصباح، اختفى الغريب، لكن الحقيبة بقيت. فتحها سليم بحذر، ليجد بداخلها دفترًا جلديًا، مليئًا برموز غريبة، وصورة قديمة لفتاة ترتدي ثوبًا أبيض، تقف أمام شجرة محترقة.
بدأ الفضول ينهش عقل سليم. من هي الفتاة؟ ولماذا ترك الغريب الحقيبة؟
في القرية، لا أحد يعرف الرجل، لكن أحد الشيوخ قال:
— "هذه الرموز... تشبه تلك التي وُجدت على جدران المعبد المهجور في الغابة."
الفصل الثالث: المعبد المهجور
قاده الدفتر إلى الغابة، حيث المعبد الذي هجره الناس منذ عقود. دخل سليم، والشعور بالخطر يحيط به. على الجدران، نفس الرموز، لكن أكثر وضوحًا. وفي وسط القاعة، وجد تمثالًا حجريًا للفتاة ذات الثوب الأبيض.
حين لمس التمثال، اهتزت الأرض، وظهر الغريب من الظلال. قال:
— "لقد فتحت البوابة... الآن يجب أن تختار."
سليم لم يفهم، لكن الغريب أشار إلى التمثال:
— "هذه ابنتي، حُبست هنا منذ خمسين عامًا. أنت الوحيد الذي يستطيع تحريرها."
الفصل الرابع: الاختيار
كان على سليم أن يضحي بشيءٍ ثمين ليحرر الفتاة. قلبه كان فارغًا منذ وفاة زوجته، لكن الذكريات كانت أثمن ما يملك.
قال:
— "خذ ذكرياتي... خذ حزني، لكن دعها تعيش."
ابتسم الغريب، واختفى مع التمثال، تاركًا خلفه نورًا خافتًا.
عاد سليم إلى منزله، لا يتذكر شيئًا من ماضيه، لكن قلبه كان خفيفًا، وكأن عبئًا قد زال.
وفي القرية، بدأت شائعة عن فتاة ترتدي ثوبًا أبيض، تظهر في الغابة، تزرع الزهور في الأرض المحروقة.