
قصة السلحفاة الحكيمة والأرنب المغرور
في إحدى الغابات الخضراء المليئة بالأشجار الوارفة والزهور العطرة، كانت الحيوانات تعيش في سلام ووئام. وكان من بين هذه الحيوانات أرنبٌ يُدعى رونق، مشهور بسرعته الكبيرة وقدرته على القفز بخفة بين الأشجار. لم يكن أحد يضاهيه في الجري، لكنه للأسف كان مغرورًا جدًا.
كان رونق يقضي معظم وقته في التفاخر على بقية الحيوانات. يركض بسرعة أمامهم ثم يتوقف ليقول بسخرية:
"هل رأيتم كم أنا سريع؟ من منكم يجرؤ على التحدي؟ أنا الأرنب الأسرع في الغابة، وربما في العالم كله!"
تكررت هذه التصرفات كثيرًا، وبدأت الحيوانات تملّ من غروره. كانت السلحفاة سندس من أكثر الحيوانات هدوءًا، واشتهرت بحكمتها وصبرها. وعلى الرغم من بطئها الشديد، لم تكن تحب الظلم أو التفاخر.
وفي صباح يوم مشمس، بينما كان الأرنب رونق يضحك على الحلزون ويقول له:
"لو بدأتَ في التحرك الآن، ستصل إلى نهاية الغابة بعد عام!"
تقدّمت السلحفاة سندس وقالت بهدوء:
"أيها الأرنب، إن السرعة لا تعني كل شيء. بالإرادة والمثابرة يمكننا الوصول إلى ما نريد."
ضحك الأرنب وقال بسخرية:
"وهل تعنين أن مثلك يمكنه أن يتفوق علي؟ هل تريدين سباقًا؟"
ابتسمت السلحفاة وقالت بثقة:
"لم لا؟ دعنا نتسابق غدًا عند شروق الشمس، وليكن الحكم القرد عارف، فهو معروف بعدالته."
بدأت الهمسات تنتشر في أرجاء الغابة. لم تصدق الحيوانات أن السلحفاة سندس ستدخل في سباق مع الأرنب رونق! اجتمعت جميع الحيوانات في اليوم التالي عند بداية الطريق.
بداية السباق:
وقف الأرنب والسلحفاة على خط البداية. قال القرد عارف بصوت عالٍ:
"عندما أصفّر، تبدأان. المسار طويل ويمر من خلال الغابة، ويصل إلى شجرة البلوط الكبيرة في النهاية."
أطلق عارف الصافرة، فانطلق الأرنب بسرعة مذهلة، تاركًا السلحفاة خلفه بأمتار كثيرة. أما سندس، فقد بدأت تمشي بخطواتها الهادئة الثابتة، تردد في نفسها:
"الصبر مفتاح النجاح، وسأصل، مهما طال الطريق."
الأرنب بعد أن قطع نصف المسافة، توقف تحت شجرة وقال:
"سندس ما زالت في البداية، لدي الوقت الكافي لأخذ قيلولة قصيرة. لن تصل قبل الغروب على أية حال."
نام الأرنب في ظل الشجرة، بينما كانت السلحفاة تمشي بثبات. مرت بالسنجاب، فشجعها، ومرت بالبومة، فرفعت لها جناحها دعمًا. كل الحيوانات أصبحت تؤمن بها، لأنها لم تتوقف، لم تتذمر، ولم تنظر للخلف.
ومع مرور الوقت، وصلت سندس إلى مكان الأرنب، فوجدته نائمًا. لم توقظه، بل أكملت طريقها.
بعد ساعات، استيقظ الأرنب فزعًا، نظر إلى الشمس، فوجدها تميل للغروب! ركض بسرعة نحو نهاية الطريق، لكنه تفاجأ بأن السلحفاة سندس كانت قد وصلت بالفعل، وجلست تنتظره تحت شجرة البلوط، مبتسمة!
🎉 نهاية السباق:
بدأت الحيوانات بالتصفيق والهتاف:
"سندس فازت! سندس فازت!"
وقف الأرنب مذهولًا، خجل من نفسه، وقال بتواضع:
"أعتذر، لقد كنت مغرورًا ومتكبرًا. تعلمت اليوم أن الثقة الزائدة قد تضر، وأن الصبر والجهد أهم من السرعة فقط."
ابتسمت السلحفاة وقالت:
"لا بأس يا رونق، الأهم أنك فهمت الدرس. نحن جميعًا نخطئ، لكن الحكماء هم من يتعلمون."