تحلق في سماء الحب

تحلق في سماء الحب

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

تحلق في سماء الحب

            من أجل الحب .. ما أنا فاعل

 على ابن عمى ..

 فتحت عينى على الدنيا لأجده الرجل الأوحد أمامى ، الاصل الذى يقارن به كل الآخرون، القدوة والمثل الأعلى، أمل العائلة وزينتها ، صاحب الكلمة الفصل فى كل أمر  والمسئول عن كل فرد منا الصغير قبل الكبير

 رافع اسم العائلة والقائم بأعمالها وأموالها ، من طور العمل بالعقارات باسم العَلاوية من بلدنا الصغيرة ميت غزال الى العاصمة حتى ذاع صيتنا وتضاعفت ثروتنا عدة اضعاف فى سنوات قليلة..

اذكر اول يوم لى فى الكلية بالمدينة فى المنصورة بعد دراستى كل المراحل التعليمية فى بلدتنا..اصر على ان يوصلنى بنفسه اليها حيث كانت هى نفسها كليته القديمة 

نعم..اخترت نفس الكلية التى اختارها هو قبلى من عدة سنوات ، أملا أن يكون جانبى اليها فى اول يوم، ويحدثنى عن علومها ويطمئن عن استيعابى فيها ويقدمنى الى الأساتذة الذين كانوا أساتذته وزملاءه.. كنت انتهز كل فرصة لسؤاله عن هذه المادة وهذا الكتاب وماذا أفعل فى هذا السؤال وكيف اكون افضل فى الامتحان ..

ذاك اليوم..رغم خوفى من الزحام الشديد والضوضاء الغريبة على مسامعى، كاد قلبى يطير فرحا  لأنى مع على ..ولأول مرة ..وحدنا .. كنت أقرص يدى خفية كل فترة لأتأكد أنى لا أحلم ..لأتأكد أن افضل احلامى صار حقيقة ..ويالها من حقيقة..أحلى من الحلم الف مرة.. كنت اقفز كطفلة تتنزه بفستانها الجديد اول ايام العيد وهو يمسك يدى كل مرة لعبور الشارع تلو الشارع وانا التصق به خوفا واقبض على ذراعه رعبا كلما مرت سيارة مسرعة فجأة أمامى ،وهو يطمئنى ويهدئ روعى ويعدنى بالتعود على الأمر سريعا

 دعانى يومها على كبدة وسجق على العربة المشهورة القريبة من الكلية وأخذ يشد من أزرى ويمزح معى ونحن نشرب للتحلية عصير القصب واضحك فينسكب العصير على ملابسى..

 يتركنى مودعا ، ويسلم على بيده منقدنى مالا يغلق كفى عليه بسرعة حتى لا أرفضه ولا أعاتبه على اعطائه اياى .

عشر سنوات يكبرها عنى .. وطوال عمرى وأنا أتطلع اليه وأتحرى أخباره وأقدر صنائعه وأدعو له  و..وأحبه

أحلق في سماء الحب

أحلق فى سماء الحب

لاشىء يعوزنى

لاشىء يمسنى

طالما أننى…. 

أحلق أحلق أحلق أحلق..

فى سمااااااااء الحب…image about تحلق في سماء الحب

لم أصدق نفسي يوم أن جاء أبى الى وقال لى :على ابن عمك سيأتى الليلة هو وعمك صالح لخطبتك 

أخذت أتلعثم وأقول :من؟..على؟ ..سيخطب من؟.. أنا..قال لك أنا؟

وأبى يضحك علىّ ويقول: الفرحة طيرت لك عقلك !

وتزوجنى على

 اربع سنوات مرت ، رزقنا الله صالح على اسم عمى ابوعلى والآن انا حامل بالشهر الخامس فى مولود جديد

فى البداية كانت تشغلنى فرحتى الكبيرة  بنيل أكبر امنية فى حياتى وهى زواجى من على حبى الوحيد ، شغلتنى عن أن أعرف  حال على …

كان يتركنى بالاسابيع ابيت فى بيت والدى لانشغاله فى العمل

مناقصات عقارية كبيرة فى القاهرة وعلى المسئول الاول عن الشركة ويجب أن يشرف بنفسه على كل شيء، ارتباطات بمواعيد تسليم وجودة تنفيذ وسمعة شركة..

كنت ابيت الليل ساهرة ادعو له فى البعد بالتوفيق والتيسير والعون…

وعندما يعود للبيت يعود بجسده فقط وعقله هناك ،الموبايل لايترك يده يتصل بمقاول تشطيب ويرد على مقاول عمال ويبحث عن افكار تصاميم واجهات جديدة على الانترنت، يقوم فى منتصف الليل للذهاب واستلام شحنة السيراميك ،أو يعود بعد وصوله تواً ليتأكد من أن مواسير الماء والصرف مطابقة للمواصفات

 يرد على اى سؤال منى بنفس الاجابة : ماشي..حسناً..افعلى ماترينه أفضل...،اقول لنفسي:

 تفكيره كله فى العمل،والعمل جبل ..الله يكون فى عونك ياعلى ياحبيبي..

وذات ليلة كنا معا نجلس حول التلفزيون نشاهد برنامج منوعات وعلى كعادته يرد على مقاول هدد على الهاتف المحمول ثم قام من جلسته وهو يحادثه ليفتح الثلاجة ويأخذ زجاجة ماء مثلج ليشرب حين قالت المذيعة :

ومعنا الآن على الهواء النجمة منة حسام تحدثنا وتحدث محبيها وجمهورها عن حياتها واعمالها الفنية

اهلا منة

منة (بصوت مميز رقيق وطلة جذابة)اهلا بك وبكل المشاهدين

المذيعة:ليتك تحدثى المشاهدين عن سر غيابك طوال الفترة الماضية عن الظهور فى أى برنامج حوارى

 أو لقاء تلفزيونى خصوصا بعد نجاحك المدوى فى مسلسل دموع الليل .. لقد حزت عنه على جائزة أحسن ممثلة.. كان المفترض استعراض نجاحك وقيامك بعدة  حوارات صحفية وتلفزيونية.. ولكنك كنت ترفضين .. لماذا حجبتى نفسك عنا ؟

تتلعثم منة قليلا ثم تتمالك نفسها وتقول: لم يكن باستطاعتى ..بعد المسلسل مباشرة مررت بصدمة نفسية قاسية جدا.. لم أستطع الكلام ولا اجراء أحاديث ولامقابلة جمهور ..ظللت ستة أشهر لا أخرج من البيت ولا أكلم أحد،وبعدها كان همى أغرق  نفسى بالعمل  وأكون طوال الوقت فى دور شخصية أخرى مختلفة عنى تماماً لا أخرج منها قدر الامكان …

المذيعة:يمكننا أن نقول بسبب أزمة عاطفية؟

تشرد منة قليلا ثم تقول :لا..ليست أزمة عاطفية..أبداً

المذيعة:حسناً..أليس هناك أخبار مفرحة عنك قريباً؟ 

منة فى حزم :والله الخبر المفرح القريب هو عمل جديد قوى سيكون مختلف واكيد سينال اعجاب الجمهور

المذيعة :بصراحة الجمهور مهتم .. أليس هناك قصة حب فى حياة النجمة الشابة الجميلة منة حسام؟

منة: أبدا .. ليس فى حياتى سوى فنى وعملى وفقط..

 المذيعة:نشكر الفنانة الموهوبة منة حسام انها خصتنا بهذا الحوار ونتمنى انها لاتغيب عنا ولا عن جمهورها 

منة:وانا اشكرك وأحيّي الجمهور 

كل هذ الحوار وعلى تسمر كالتمثال ،وزجاجة الماء بيده اليمنى فتحها واسقط غطاءها  دون أن يدرى ونسي أن يشرب وترك الثلاجة مفتوحة وراءه، والهاتف فى يده اليسرى حيث ظل المقاول على الجانب الاخر ينادى  عليه طويلا ولا يبدو انه يسمعه حتى اغلق الرجل الخط من جانبه

 وجهه واجم جهة التلفزيون ولا يسمع ولا يرى غيره

عندما لاحظت وضعه ..ناديته ..لم يرد .. فناديته مرة أخرى ..لم يرد ..اخذت انقل بصري بينه وبين التلفزيون غير مصدقة ..انه لا يرى ولا يسمع غيره.. قمت من خلفه أغلق باب الثلاجة والتقط زجاجة الماء من يده ..يبدو انه أفاق أخيراً وتركنى آخذ الزجاجة ولم يشرب أويعلق على شىء..وكان شاردا بشدة .. أول مرة أراه يقوم بردة فعل عجيبة هكذا..ماالسبب؟..

السبب الوحيد الذى بدا هو: الحوار الدائر على التلفزيون..لماذا؟ ماذا فيه؟ انه برنامج شاهدناه أكثر من مرة ..مالغريب اليوم؟ 

على يعرف منة حسام؟

كيف ؟ ولماذا؟ من العمل ..ربما .. ان فرع الشركة فى العاصمة تم تأسيسه منذ خمس سنوات وأكثر..خمس سنوات؟ انها نفس الخمس سنوات التى تحدثت عنها منة حسام

لم أقل شيء لعلى..لا أجرؤ.. الافكار تجول فى خاطرى ذهابا وايابا بسرعة رهيبة وتأتيني باستنتاجات عجيبة وخطيرة

على يعرف منة حسام بواقع عمله.. حسنا.. لماذا تسمر هكذا عندما سمعها ورآها؟..ماذا قد يكون حدث بينهما ليكون وقع رؤيتها عليه عجيب هكذا؟!!

اكيد امر كبير جدا..ومؤثر جدا..هل هو الامر الذى لم تقم بحوارت تلفزيونية بسببه؟؟.. نعم ..قالت أزمة نفسية ..بسبب ..بسبب .. على؟!

ماذا يكون غير أنه..وهى..كانا ....كانا معا

على يحب منة حسام!!..

وفى نفس الليلة ..

وجدت على يجلس فى الشرفة ويستمع لأغنية قديمة لعبدالحليم حافظ لم أكن سمعتها من قبل: ابقى افتكرنى..حاول حاول..تفتكرنى....ومنين نجيب الصبر يا أهل الله يداوينا..اللى انكوى بالحب قبلينا يقول لينا ولأول مرة فى حياتى أراه.. يبكى!

ياحبيبى ياابن عمى ..اموت ولاتكون مقهور كده

والليلة التالية ..انها أم كلثوم ..يسرح بعينيه حزينا فى سماء الليل المظلمة ويستمع اليها وهى تقول بأنين: كان ليك معايا..اجمل حكاية.. فى العمر كله...... فات الميعاااااد..فااات..فات الميعاد..

واريت نفسي عنه كى لا يخجل منى..فى نفس الوقت لم اكن اعرف ماذا افعل لو رآنى..ماذا اقول له.. ياحبيبي يا ابن عمى .. 

استمر حاله هكذا لعدة ليال متتالية.. يجلس وحده ..يستمع لاغانى تقطع القلب..ولا يأكل ولا يشرب ولا يرد على متصلي الهاتف ..يسمع منه لأغانى وفقط..

ما الذى يمكن ان افعل من اجله ولا يكون حزينا هكذا؟ 

 ياريته يتجوز منة حسام ومايبقاش زعلان كده

نعم..هذا هو الحل الوحيد..

كيف أصل اليها واخبرها انه مازال على حبه لها .. كيف؟..كيف؟

الفيس..الفيس بوك..ابحث عن صفحتها وأبعث لها برسالة

 مر وقت طويل منذ كنت على الانترنت أو فتحت صفحتى على الفيس بوك  ..آخر مرة كانت منذ متى؟..يااه من آخر سنة فى الكلية قبل زواجى!..

الاسم : صفاء العَلاوى..كلمة السر:مش فاكرة..

تذكرى ياصفاء ..اجرب تاريخ ميلادى ..كتبته خطأ..اكتبه مرة أخرى..هيييه..دخلت 

ما هذه الصور العجيبة!..أغيرها؟..لا ليس بالوقت المناسب..أين يكتب الاسم الذى نبحث عن صفحة صاحبه؟ أين؟..أين؟..هاهو..هنا..منة حسام.. وجدتها..ابعث لها برسالة..ماذا أكتب ؟ يا ربي ماذا أكتب ؟ ما اعرفه..

“على العَلاوى يحبك جداً”

 فقط ؟.. ماذا أيضا؟..ما هذا..سترد…

منة: مساء الخير..صفاء ..أليس كذلك؟

صفاء: استاذة منة.. لا أصدق انك أجبتينى..

على العَلاوى ابن عمى يحبك جداً والله.. يحبك جداً..منذ شاهدك فى البرنامج على التلفزيون وهو فى دنيا غير الدنيا .. أليس هو من عرفتيه منذ خمس سنوات ..أليس هو ؟  على الآن غنى جداً وعمله ناجح  جداً ..أحسن من زمان ١٠٠ مرة

منة: انتظرى قليلاً ياصفاء  ..ماذا تقولين؟ 

صفاء: والله مثلما أخبرتك تماماً وأكثر.. سأعطيكى رقم على ..تحدثى اليه..والنبى ..

يدخل على البيت ويجلس فى أقرب كرسى متهالكا ويهتف:صفاء ..تعالى لوسمحتى

صفاء  تأتى مهرولة: على..حمدالله على السلامة ..خير..يا اخويا؟

على: تحدثتى الى منة حسام الممثلة ؟!

ارتبكت صفاء  بشدة واخذت تتلعثم وهى تقول: ألم ترى حالك وكيف كان منذ شاهدتها على التلفزيون .. مزَّقت قلبى..لا تأكل ولا تشرب ولا تنام ..حزيناً وشارداً طوال الوقت.. فكرت أن أتحدث اليها..وأخبرها انك..انك.. تحبها..حتى..حتى..تتزوجها وتفرح ولا تكن حزيناً هكذا أبداً…

على:واعطيتيها رقمى وأقسمتى عليها أن تتحدث الىّ

أحنت صفاء رأسها بالايجاب ثم سألته بوجه متهلل وهى تشعر انها فعلت حسنا: تحدثت اليك .. أليس كذلك؟ وتقابلتما؟ ثم جلست على مقربة منه وهى تطالبه بقول المزيد..الا انه نظر اليها متعجبا بشدة ثم قال: نعم تقابلنا ..ثم قام مغادرا وهويقول: واعدك انك لن ترينى حزيناً ولا شارداً مرة أخرى

صفاء فى سعادة: حددتما ميعاد الفرح ؟

على يستدير اليها ويتحدث بقوة قائلا: لا ياصفاء  ..لم نحدد ميعاد فرح ..ولا سنتزوج اصلا.. لا من خمس سنين..ولا الآن..ولا بعد ذلك

يتذكر شيئا فيسأل فى شك:

لما لم تخبريها انك زوجتى؟

صفاء :زوجتك؟..تضحك فى استدراك مفاجئ للامر وتقول: ماهذا..نسيت تماما!

على:نسيتى انك زوجتى ياصفاء ؟!

صفاء  فى ارتباك مدافعة عن نفسها: لم أقصد..غصب عنى.. تفكيرى كله كان بك..وأحزانك ..وماذا افعل من أجلك..هل لذلك لن تتزوجها؟ لأنك متزوج منى ..لا ..انا راضية ..ان شالله تطلقنى لو ......…

على مقاطعا :كفى ياصفاء .. ليس انتى السبب .. سأخبرك …

تنهد على بقوة ثم أجلس صفاء  امامه وحكى لها :

منذ خمس سنوات وأكثر، أرادت منة أن تبنى بيت مكان بيت عائلتها القديم وعلى نفس طراز بناء البيت الاصلى  من عهد القاهرة القديمة، مشربيات وابواب خشب طويلة واسقف مشغولة ..ونجف نحاس كبير،وأرابيسك .. لكن لم يوافق على طلبها أى من شركات المقاولات التى ذهبت اليها خاصةً أن ميزانيتها كانت قليلة وتصميمات قديمة كالتى تريدها لم يعد أحد ينفذها  وصعب ايجاد عمال تقوم بها..

 صفاء  مقاطعة وهى مستمتعة بالقصة: الله.. تلك البيوت جميلة جداً.. أراها فى المسلسلات

لم يعلق على وأكمل :كنت قد أنهيت تواً أول عمل لشركتنا فى القاهرة ..بيت على الطراز الفرعونى، كانت منة تمر بسيارتها وبالصدفة رأت البيت فأعجبها .. سألت من قام بتنفيذه وعرفت وجاءت الشركة وقابلتها..

أخبرتنى عن ما تريده بالضبط ، فى البداية استغربت لكنى وجدتها متحمسة بشدة ،فتحمست انا أيضاً وحاولت ان اصنع من أجلها كل ما تطلبه .. بسبب هذا البيت كنا نتقابل كثيراً .. حتى لم نقدر على مرور يوم علينا دون أن نتقابل ،يبتسم على ويسرح بعينيه لحظات ثم يقول: ..البيت كان المفترض انهاؤه فى شهرين أنهيناه فى سنة..

صفاء  : وبنيته قديم ..مشربيات ونحاس وأرابيسك؟

ضحك على وهو يقول:لا ..اقنعتها بالفرعونى..

 عندما قابلتها اليوم ذكرت لى أنها قامت بتأجير ذلك البيت وأنها تعمل على مشروع مع مهندسة صديقتها لبناء كمبوند كله على طراز القاهرة القديمة ..اسمه “أصلاوية”

صفاء : حقاً! انه شديد الروعة.. شاهدت اعلاناته فى التلفزيون

 صمت على وشرد فى حزن

نبّهته صفاء  فى شغف للمزيد قائلة : ثم ماذا حدث؟ 

على: كنا كل مرة نتقابل فى المكتب ومرة اصررت على دعوتها فى مطعم فخم تمنيت أن أصطحبها اليه .. فى البداية لم توافق وترددت بشدة .. لم أكن أعرف وقتها لماذا.. لكن بعدها عرفت.. 

منذ لحظة وصولنا وكل من يراها يعرفها ويريد الحديث اليها والتقاط الصور معها وهى تبتسم لهم وتوافق على كل طلباتهم العجيبة.. لم نكن لدقيقتين بمفردنا..

فى ذلك اليوم واحداً ممن التقط صورة معها وضعها  على صفحته على الفيس بوك وكتب انهم مخطوبين!

 كل اصحابها والصحفيين والبرامج أخذوا يتصلون بها  ويباركون لها ويعتبون عليها أنها أخفت الأمر عنهم وهى مذهولة ولاتعرف كيف تقنعهم انه كذب ولم يحدث

   اضطرت لرفع قضية فى المحكمة لنفى هذه الأكاذيب وانهاء كابوس دام عدة أشهر ..

وبعد هذا الأمر، جاءت المكتب وهى حزينة جداً ..أخبرتنى انها تتمنى ترك التمثيل والفن وهذا العالم بأكمله وتتزوج الرجل الذى تحبه وتعيش من أجله وفقط..

عندها تشجعت وصارحتها ..انى أحبها ..

وفى نفس اللحظة سأل كل منا الآخر الزواج.. طرنا فرحاً..وليلتها اتفقنا على كل شىء.. 

شرد بحزن مرة أخرى قبل أن يكمل: قبل الزواج بليلة ساورنى قلقاً شديداً ..رجعت لذهنى مرة أخرى صورة الناس وهى تجرى وراءها تهتف باسمها وتطالبها بالتحدث اليها والتقاط الصور معها.. وانا اقف صامتاً جانبها ولا أعرف ماذا أفعل..

لم أنم ..ورأسي ترتع فيه الأفكار ..مهما كان يحب أحدنا الآخر..هى لها حياتها واهتمامتها وتفكيرها..وليس من المعقول انها ستتغير فى يوم وليلة وتظل فى البيت تغلق الأبواب على نفسها تنتظرنى وتربى الاطفال وكفى.…

صفاء فى قلق: وبعد؟

على: ليس هناك بعد ياصفاء  .. لم اذهب.. 

صفاء  فى استهجان : وتركتها! .. دون أى كلمة!!

على: لم أعرف ماذا أقول

صفاء  فى استنكار وانزعاج شديد: كيف؟ .. تحبك وتحبها..وبالفعل ستتزوجون.. فجأة تتركها هكذا وتتخلى عنها وهى فى عز فرحتها ؟! 

توجع قلبها وتخيب املها وهى كانت خطوة وتنوله..

 تسد نفسها عن الدنيا وتعقدها وتسبب لها أزمة نفسية وتجعلها لا تريد أن تعرف أحد ولا تحب أحد ولا تفكر فى الزواج !!

على:ليست من توبنا 

صفاء  فى غضب: توبنا؟! ماهو توبنا.. ملبس أم كلام أم ماذا ؟!

طلقنى ياعلى!

على :اطلقك؟! 

صفاء : لست من توبى..واشارت الى ملابسها فى مرارة: ليس هنا.. وضربت رأسها بكفها بقوة وكأنها تفيق نفسها وهى تقول: هنا..

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

4

متابعهم

18

مقالات مشابة
-