جون ارثر .ظل الحقيقة

جون ارثر .ظل الحقيقة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات


"ظلّ الحقيقة"

image about جون ارثر .ظل الحقيقة

في قلب نيويورك، خلف ستائر المكاتب اللامعة وداخل أزقة لا تطأها أقدام الشرطة، يعيش رجل لا يظهر في السجلات، ولا يعرفه سوى من كانوا في أمسّ الحاجة إليه. اسمه "جون آرثر"—تحرٍ سري، يعمل لحسابه الخاص، لا يتبع أحدًا، ولا يسير وفق قوانين غير قانونه.
كان رجال الأعمال من وول ستريت يعرفونه جيدًا، ليس باسمه الحقيقي، بل بلقبٍ يتناقله القليلون: ظلّ الحقيقة. كانوا يلجؤون إليه حين تفشل الشرطة، حين تُشترى العدالة بالمال، وحين تصبح الحقيقة مخبأة خلف ستائر النفوذ والفساد.
في صباح رمادي من شتاء 2025، تلقى "جون" اتصالاً مشفّرًا من رجل أعمال كبير يُدعى "ماركوس فينلي"، يملك سلسلة من المصانع في ولايتي تكساس ونيوجيرسي. قال ماركوس بصوت متردد:
"أعتقد أن أحدهم يحاول قتلي... لكن كل شيء يبدو قانونيًا. الأمر أكبر من مجرد تهديد."
قبل جون المهمة. لم تكن أول مرة يُستأجر فيها لحلّ لغزٍ مغلّف بالاحتيال، لكن هذه المرة... شيء ما لم يكن على ما يرام.
بدأت خيوط القضية من مصنع في هيوستن، حيث اختفى مدير الإنتاج فجأة دون أثر. الكاميرات تم تعطيلها، وشهادات العمال متضاربة. ومع كل خطوة يخطوها جون، كان يكتشف أن القضية أعمق بكثير: تهريب معلومات صناعية، تجسس اقتصادي، وشبكة فساد تمتد إلى مكتب تحقيقات اتحادي.
لكن المفاجأة الكبرى؟ أن ماركوس نفسه لم يكن الضحية... بل العقل المدبّر.
جون آرثر وجد نفسه في فخ، لعبة بين كبار رجال المال والسياسة، حيث لا أحد بريء، وحيث عليه أن يختار:
أن يكشف الحقيقة ويدفع الثمن...
أو يصمت ويعيش
الاتصال الغامض
كانت الساعة تشير إلى السادسة والنصف صباحًا. نيويورك ما تزال تغط في ضباب الشتاء، وصوت المطر الخفيف يعزف على زجاج النوافذ في شقة "جون آرثر" الواقعة في الطابق العلوي من مبنى قديم بحيّ بروكلين. رغم كل الأموال التي كسبها من مهامه، اختار أن يعيش في مكان لا يلفت الأنظار، تمامًا مثله.

رنّ الهاتف الأرضي، رقم غير مسجل، صوت رجولي ثقيل اخترق الصمت:
"هل هذا جون آرثر؟"

"يعتمد على من يسأل..." ردّ جون وهو يسحب قميصه ويرتدي سترته الجلدية المفضلة.
  

 


"اسمي ماركوس فينلي. أحتاج مساعدتك فورًا. الأمر... معقد. لا يمكنني الوثوق بالشرطة."

جون تنهد: "عليّ أن أسمع التفاصيل قبل أن أقرر."

"لا عبر الهاتف. أرسلت لك عنوانًا عبر البريد المُشفّر. سأكون هناك خلال ساعة. رجاءً، لا تتأخر. حياتي على المحك."

أغلق الخط.

جون لم يكن بحاجة إلى كثير من التحفيز. كان يكره الفضول، ويحب إنهاء القضايا التي يُحكم الآخرون عليها بأنها "مغلقة". ارتدى معطفه، وضع مسدسه الصغير في جيب جانبي، وتوجه إلى الباب. لم يعلم أن تلك المهمة ستقلب موازين حياته.
مشروع أوميغا
فتح جون الملف ببطء، وعيناه تتحركان بسرعة بين السطور المطبوعة والملاحظات المكتوبة بخط اليد.
"مشروع أوميغا"... لم يكن مجرد مشروع صناعي. بل كان خطة طموحة لتطوير تقنية جديدة في الطاقة النظيفة، تعتمد على تكنولوجيا لم تُطرح بعد في السوق. لو نُفذ المشروع بنجاح، سيُحدث ثورة، ويجعل شركة "فينلي الصناعية" اللاعب الأول في السوق العالمي.
لكن الملف لم يكن كاملاً. صفحات مفقودة، أرقام ناقصة، وتواقيع ممسوحة.
رفع جون رأسه وقال:
"من لديه صلاحية الوصول لهذا المشروع؟"
رد ماركوس: "ثلاثة فقط: أنا، مدير التقنية "ليز ويلسون"، وشريكي في التأسيس "دين ماثيوز". لكنني لا أستبعد وجود اختراق خارجي."
جون دوّن الأسماء.
"هل ليز أو دين تصرفا بشكل غريب مؤخرًا؟"
أجاب ماركوس بعد تردد:
"ليز عبقرية، لكنها عصبية، وتؤمن أن المشروع يجب أن يُشارك مع الحكومة. دين... رجل أعمال بدم بارد، لا يهتم إلا بالأرباح."
أغلق جون الملف وقال:
"أبدأ مع ليز. أريد مقابلتها دون أن تعلم أنني أعمل لحسابك. سأدخل كمستثمر مهتم بالشركة."
ماركوس ابتسم للمرة الأولى منذ بداية اللقاء:
"أعجبتني طريقتك."
قبل أن يغادر، أضاف جون بهدوء:
"ماركوس... لو كنت تكذب عليّ، سأكتشف ذلك. وسأكون أسوأ مما تخشاه."
ثم خرج، يضع في جيبه أول خيط حقيقي...
اسم: ليز ويلسون.
وشيء آخر كان يشغل باله…
كيف تسربت معلومات من مشروع بهذا المستوى؟
ومن كان يراقبهم من الظلال؟
 

لقاء مع ليز


في صباح اليوم التالي، كان جون يقف أمام مبنى شركة "فينلي الصناعية" في نيوجيرسي، بهوية مزيفة لرجل أعمال يدعى جاك ميلر، مختص بالاستثمار في مشاريع التكنولوجيا المستدامة. كل شيء معد بإحكام: بطاقة عمل أنيقة، ملف مختصر مزور بخبرة، ونظرة حادة تخفي وراؤها مئات الساعات من التحقيقات السرية.
استقبله موظف الاستقبال بابتسامة رسمية، وأرسله مباشرة إلى الطابق الثالث حيث مكتب ليز ويلسون.
كانت ليز في أوائل الثلاثينات من عمرها، بشعر بني مرفوع بطريقة عملية ونظارات مستطيلة تخفي عينيها القلقتين. وقفت حين دخل جون، صافحته بنظرة فاحصة كأنها تمسح تاريخه في ثانية.
"جاك ميلر، أليس كذلك؟ قالوا لي إنك مهتم بمشاريع الطاقة المتقدمة."
"صحيح، سمعت كثيرًا عن مشروعكم الأخير… أوميغا. أحب أن أسمع التفاصيل من العقل المدبّر."
ليز ابتسمت ببرود.
"العقل المدبّر؟ لا أظن أن ماركوس يحب هذا الوصف."
هنا لاحظ جون شيئًا:
لم تذكر "دين"، فقط ماركوس. وكأن بينهما صراع خفي.
"هل يمكن أن تخبريني عن دورك في المشروع؟"
أجابت:
"أنا المسؤولة عن التصميم الأساسي للمنصة التي تشغّل النظام. بدونها، لا شيء يعمل. لكن... هناك من يحاول أخذه منّي."
"تقصدين ماركوس؟"
سكتت، نظرت إليه طويلًا، ثم قالت بنبرة خافتة:
"ماركوس لا يريد مشاركة النتائج مع أحد. المشروع يحتوي على تكنولوجيا يمكن استخدامها لأغراض غير سلمية أيضًا، وهو يُخفي ذلك. ولهذا... بدأت أحتفظ بنسخة من كل شيء بعيدًا عنه."
تغيّر وجه جون قليلًا، لكنها لم تلاحظ.
"وهل أخبرتِ أحدًا آخر بذلك؟"
"لا أحد... لكنني أشعر أن هناك من يراقبني. بريدي الإلكتروني تعرض لمحاولة اختراق ثلاث مرات هذا الشهر."
انتهى اللقاء، لكن جون خرج بمعلومة ثمينة:
ليز تعرف أكثر مما تقوله.
وتخفي شيئًا في مكان ما...
نسخة من مشروع أوميغا.
الخطوة التالية؟
"دين ماثيوز"...
الرجل الذي لا يهتم إلا بالربح.


رجل المال


دين ماثيوز لم يكن يشبه ماركوس أو ليز. بينما يعيش ماركوس في ظل خوفه، وتغرق ليز في مبادئها العلمية، فإن دين رجل عملي، بارد، ومتحكم. تاريخه معروف في الأوساط الاقتصادية: مساهمات في شركات كبرى، صفقات جريئة، وشبهات لم تثبت قط.

جون استطاع الوصول إليه بسهولة، بعد أن تنكر كمندوب لصندوق استثماري أوروبي. اللقاء جرى في نادٍ خاص برجال الأعمال في مانهاتن، حيث الأرائك من الجلد العتيق، والرائحة مزيج من السيجار والصفقات السرية.

"سمعت عن مشروع أوميغا. يقولون إنه قد يغير قواعد اللعبة"، قال جون وهو يرفع كأسه بهدوء.

رد دين بابتسامة خفيفة:
"كل المشاريع يقال عنها ذلك في بدايتها. لكن الواقع؟ الربح هو ما يغير قواعد اللعبة."

"وماركوس؟ يبدو أنه مهتم بالجانب التقني أكثر من اللازم."

ضحك دين بصوت منخفض.
"ماركوس يعيش في عالمه الخاص. لا يفهم أن المشاريع الضخمة لا تنجح فقط بالعلم... بل بالتحالفات. هناك جهات في الحكومة تراقبنا. لو عرفوا ما بداخل المشروع فعلًا، لأغلقوه فورًا."

"وما هو داخل المشروع؟"

توقّف دين عن الكلام لثانية، ثم قال:
"دعنا نقول فقط إنه قابل للتطوير... عسكريًا."

هنا تأكدت شكوك جون. المشروع لم يكن فقط طاقة نظيفة... بل ربما طاقة قابلة للتوجيه كسلاح.

قبل أن يغادر، قال دين:
"أنصحك يا سيد ميلر أن تضع مالك في شيء أكثر أمانًا... أوميغا ستحترق قريبًا. السؤال ليس متى، بل على يد من."

خرج جون من اللقاء وقد ترسخت في عقله خريطة خفية:
ماركوس خائف.
ليز تختبئ خلف مبادئها.
ودين... يعلم كل شيء، وربما يخطط للسيطرة وحده.

لكن جون لم يكن يعلم أن هناك لاعبًا رابعًا في الظل... لم يُذكر اسمه بعد.
وأن أوميغا مجرد بداية.
اللاعب الرابع
في تلك الليلة، جلس جون في شقته يتفحص الملاحظات والصور والتسجيلات التي جمعها. كانت خيوط القصة تتشابك، لكن هناك فجوة لا يمكن تجاهلها: كيف تسربت بيانات المشروع؟ لا ليز، ولا دين، ولا حتى ماركوس بدا عليه أنه قام ببيع المعلومات... فهل هناك شخص آخر؟
أثناء مراجعته لسجلّات الدخول الرقمي الخاص بخوادم الشركة، لاحظ جون شيئًا غريبًا:
دخول متكرر من عنوان IP مرتبط بشبكة داخلية مغلقة... لكن لا يتبع لأي من الأقسام الثلاثة المعروفة.
الاسم المرتبط بهذا العنوان: "J.B".
بحث جون أكثر، حتى وصل إلى ملف موظف قديم كان يعمل كمستشار أمني مؤقت في الشركة، قبل ستة أشهر فقط من بداية تطوير "أوميغا".
الاسم: جوليان برايس.
الوظيفة: خبير أنظمة واختراقات.
تاريخ المغادرة: غير مسجل.
المعلومات المتاحة عنه... شبه معدومة.
جون ضغط على صورة قديمة له وجدها داخل أرشيف داخلي. رجل في أواخر الثلاثينات، عينان ضيقتان ونظرة ساخرة.
لكن الشيء الصادم لم يكن مظهره... بل خلفيته.
كان يعمل سابقًا في قسم تطوير البرامج في شركة أمنية خاصة لها عقود مع البنتاغون.
وخرج منها فجأة بعد "خلاف سري" لم يُكشف حتى الآن.
جون تمتم:
"إذن أنت الشبح الحقيقي في هذه اللعبة، جوليان..."
وفي اللحظة التي بدأ فيها تجهيز ملف جوليان لتتبعه، رن هاتفه القديم المخصص للحالات الخاصة.
رقم غير معروف.
رد جون، فجاءه صوت مشوّش، إلكتروني، غير بشري:
"أوقف تحقيقك، يا آرثر. أوميغا ليس مشروعًا... بل اختبار. وإن أكملته، ستكون أنت الهدف القادم."
ثم انقطع الخط.
جون جلس ساكنًا لثوانٍ.
لأول مرة منذ شهور، شعر بأن من يراقبه... أذكى منه خطوة.
لكن لعبة الشطرنج لم تنتهِ بعد.
الطُعم
بعد التهديد الغامض، أدرك جون أنه دخل منطقة أخطر من كل ما سبق. لم يعد يواجه خصومًا عاديين، بل جهة تملك موارد تقنية واستخباراتية متقدمة.
في صباح اليوم التالي، بدأ تنفيذ خطة سريعة: استخدام نفسه كـ "طُعم".
أرسل بريدًا إلكترونيًا مشفرًا إلى ماركوس، فيه معلومة مزيفة بأن "النسخة الاحتياطية من مشروع أوميغا" أصبحت بين يدي مستثمر روسي، وسيتم بيعها خلال 48 ساعة. ثم نشر الخبر في قناة خلفية يستخدمها قراصنة الإنترنت.
خلال أقل من ساعة، بدأ التحرك.
كاميرات مراقبة رصدت شخصًا مجهولًا يقتحم مكتب التخزين القديم في فرع الشركة المهجور بنيوجيرسي.
نفس الشخص حاول اختراق حساب ليز ويلسون في اللحظة ذاتها.
جون، الذي كان يراقب المكان عن بعد، لحق بالرجل عبر الأزقة الخلفية، حتى أمسك به أخيرًا في مرآب تحت الأرض.
كان يلبس قناعًا... لكنه لم يكن جوليان برايس.
بل شاب في العشرينات، بدا عليه الارتباك، وتبين لاحقًا أنه مجرد متعاون مأجور عبر الإنترنت، دُفع له مبلغ كبير لاقتحام المكتب.
لكن عندما فتش جون هاتفه، وجد رسالة واحدة فقط لم تُفتح:
"لا تلمس النسخة. التشفير مزيف. فقط التقط صورة."
المرسل: "J.B".
هنا أدرك جون أن جوليان يتعمد أن يبقي نفسه في الظلال، ويستخدم الآخرين كدروع بشرية.
لكن الغلطة كانت في الرسالة نفسها.
لأول مرة، أخطأ جوليان برايس.
والآن، لدى جون بصمة رقمية يمكن تتبعها.
أثرُ الشبح
جلس جون في مقهى صغير في حي "سوهو"، أمامه لابتوب محمول، يحلّل البصمة الرقمية التي تركها جوليان برايس. كانت معقدة، مشفّرة بثلاث طبقات، ومربوطة بسيرفرات في عدة دول. لكن جون لم يكن محققًا عاديًا، بل خبيرًا في التتبع الميداني والهجمات العكسية.

استغرق الأمر منه ساعات، حتى وجد ما يشبه الخطأ:

اتصال بسيط تم عبر شبكة Wi-Fi عامة منذ يومين فقط... في مكتبة مهجورة في هوبوكين – نيوجيرسي.

.
لم ينتظر كثيرًا. أخذ سلاحه، وارتدى قبعة بسيطة، وتوجه فورًا إلى العنوان.

المكتبة كانت شبه مدمرة، لا يدخلها أحد، والأتربة تغطي الأرض. لكنه لاحظ شيئًا دقيقًا:
أثر بصمة حذاء حديث على الغبار، ومصباح صغير تم تثبيته فوق رفّ قديم.

تقدم ببطء، حتى وصل إلى غرفة خلفية مغلقة بلوح خشبي. دفعه بحذر، فوجد نفسه في غرفة أشبه بمختبر متنقّل.

شاشات صغيرة، لوحات دوائر إلكترونية، كاميرا مراقبة محطّمة، وعلى الطاولة… خريطة كبيرة للشركة، وعليها دوائر حمراء حول مواقع معينة:

مختبر الطاقة.

المستودع الغربي.

مركز الأبحاث السرّي في الطابق الأرضي.

مكتب ليز ويلسون.


وفي منتصف الخريطة… ملحوظة مكتوبة بخط يد سريع:
"
جون التقط صورة لكل شيء، لكن ما أثار رعبه كان الجهاز الصغير المخبّأ خلف الحائط.

جهاز توقيت...
مرتبط بحاسوب...
وعداد بدأ العدّ التنازلي: 72 ساعة.

جوليان لا يريد تسريب المعلومات فقط... بل يريد تدمير المشروع بالكامل.

أو ربما... تدمير شيء آخر.


لعبة النهاية


كان العد التنازلي في غرفة المختبر الصغيرة يقترب من نهايته. ثلاثة أيام فقط، ولا بد من أن يكون هناك شيء أكبر يخطط له جوليان برايس. إذا كانت الخريطة تشير إلى أن كل الأماكن التي تُحتمل أن تكون هدفًا في أوميغا مهددة، فذلك يعني أن اللعبة ليست فقط عن المال أو الطاقة، بل عن شيء كان يمكن أن يقلب موازين القوى في العالم.

جون عرف أن عليه أن يتصرف بسرعة. لقد كان الهدف الأول هو إيجاد طريقة لإيقاف جهاز التوقيت قبل أن ينفجر ما بدا وكأنه قنبلة موقوتة.

خرج من المكتبة بأسرع ما يمكن، واتجه مباشرة إلى مكان يُحتمل أن يكون فيه المتهم الأول: ماركوس فينلي. كان قد أمضى أيامًا يتساءل عن مدى تورط ماركوس في كل هذا، وتأكد له أن الرجل ليس بريئًا كما كان يبدو.

اتصل جون على الفور، وأخبر ماركوس بلغة حازمة:
"أنت بحاجة إلى المجيء إلى المختبر الآن. أنا بحاجة إلى دعمك فورًا. إذا كنت لا تزال ترغب في إنقاذ مشروعك."

ماركوس، الذي شعر بنبرة التهديد، وافق على الفور وركب طائرته الخاصة متجهًا إلى نيوجيرسي. بينما كان جون يتجه في الوقت نفسه إلى مختبر الطاقة الذي تظهره الخريطة.

وصل ماركوس إلى المكتبة المهجورة بعد ساعة، حيث اجتمع مع جون. بدون مقدمات، قال له جون:
"أنت بحاجة إلى أن تشرح لي كل شيء عن جوليان برايس. لأنني أعرف الآن أنه وراء كل ما يحدث."

"أنت لا تفهم، جون... هو أكثر من مجرد خبير تقني. جوليان هو العقل المدبر وراء المشروع منذ البداية. نحن فقط كنا الأدوات التي استخدمها."
قال ماركوس بنبرة يائسة.

جون توقف لحظة وهو يحاول ترتيب أفكاره:
"وأنت؟ هل كنت جزءًا من هذا كله؟"

"كان عليَّ... كان عليَّ أن أوافق على شروطه. كان يهدد بتدمير الشركة. لكني لم أكن أعرف أنه سيصل إلى هذا الحد. كان يخطط لجعل أوميغا سلاحًا."

بدأ العد التنازلي في جهاز التوقيت يقترب من نهايته.

جون قال بصوت هادئ:
"نحتاج إلى إيجاد هذا السلاح قبل أن يدمر كل شيء."

في تلك اللحظة، شعر جون بشيء غريب في جو الغرفة. هناك شيء كان يراقبهم. عاد ليبحث في الحاسوب الذي كان متصلًا بالجهاز الموقوت، وفجأة تذكر نقطة غائبة:
الموقع الخامس على الخريطة لم يكن قد تم تحديده بشكل واضح. هناك شيء مخفي وراء الجدران.
 

كشف الحقيقة


كان الوقت يداهمهم، والعد التنازلي للجهاز الموقوت أصبح أكثر إلحاحًا. كان جون يحاول فتح أحد الحواسيب المربوط بالشبكة السرية في المختبر، بينما كان ماركوس يراقب بحذر، عينيه تتنقل بين الشاشات والخرائط المبعثرة.
  


"أين هو؟" سأل ماركوس، وهو يتنقل بين الملفات على شاشة الكمبيوتر.

جون نظر إلى الشاشة بحذر، وفجأة ظهر أمامه ملف مشفر بعنوان: "الموقع الخامس".
كان الملف يحتوي على تفاصيل مشبوهة، ولكن ما لفت انتباهه أكثر كان تلميحًا واضحًا لموقع يُسمى "الموقع X". كان المكان يبدو غامضًا في البداية، لكنه تعرف عليه بعد لحظة: قبو الشركة.
 


"يجب أن نذهب إلى القبو... هناك شيء هناك، شيء مهم جدًا!" قال جون وهو ينهض بسرعة.

في الطريق إلى القبو، كان الصمت يسيطر على الأجواء، وكل خطوة يشعر بها جون كأنها تقترب من اللحظة الحاسمة. عند وصولهم إلى المدخل المخفي، كانت هناك بوابة ضخمة غير مرئية تمامًا، تم فتحها بشكل سرّي عن طريق كلمة مرور إلكترونية.

داخل القبو، وجدت غرفة سرية تحتوي على جهاز ضخّم، يشبه جهاز الهايبركوندكتور الذي يستخدم في التجارب على الطاقة العالية، لكنه كان مختلفًا. كان مليئًا بأسلاك وأجهزة معقدة، مع دوائر كهربائية نابضة بالحياة.

كان هناك شخص واحد في الغرفة، ولم يكن غير جوليان برايس.

"لم أظن أنك ستجدني هنا، جون." قال جوليان بصوت هادئ وهو يرفع يده، مشيرًا إلى جهازين في الغرفة.

جون، الذي أدرك الآن حقيقة ما كان يحدث، قال:
“أنت وراء كل شيء... لكن لماذا؟”

..


ابتسم جوليان ببعض الاستمتاع.
“أنت لا تفهم، جون. لقد حاولت أن أبني شيئًا أكبر من أي شخص آخر... أوميغا ليس مجرد مشروع، إنه اختراع. إنه الحل النهائي للمستقبل. المستقبل الذي سيكون تحت سيطرتي.”
كانت عيون ماركوس ملؤها الذهول، "أنت... أنت تخطط لتدمير كل شيء! لماذا لم تخبرنا؟"
.


جوليان أشار إلى جهاز التوقيت الذي كان على وشك الوصول إلى الصفر، وقال:
"كل شيء معد مسبقًا. هذا الاختبار سيكشف من يمتلك القوة الحقيقية. وأنا، يا ماركوس، أمتلك هذه القوة."
 

 


جون تحرك بسرعة، محاولًا فك شفرة الجهاز الموقوت. بينما كانت دقات العد التنازلي تصبح أسرع، دفع ماركوس إلى الأمام ليحاول مساعدة جون.

"إذا تم تدمير هذا الجهاز، لن تكون لديك قوة أبدًا." قال جوليان، متأكدًا من أن فوز فريقه هو الحتمي.
.


لكن جون لم يستسلم. بضغطة سريعة على الشاشة، فك شفرة الجهاز. وفي اللحظة التي وصل فيها العد إلى الصفر، تم إيقافه.

جون، ماركوس، وجوليان كانوا يراقبون بصمت. اندلعت اللحظة التي كانت الحافة بين الكارثة والنجاة.
 

 


لكن جوليان، الذي شعر أن كل شيء ينهار، ألقى جهازًا صغيرًا في الهواء.
"سيكون هناك دائمًا من يعرف أين تكون النهاية." قالها بصوت منخفض، ثم اختفى في الظلال.
في اللحظة نفسها، أغلق باب القبو، والضوء في الغرفة خفت
تدريجيًا.
النهاية... لكن النهاية ليست النهاية.
جون آرثر شعر بشيء أكبر يلوح في الأفق، وقريبًا ستكون هناك مغامرة جديدة. فمن وراء جوليان، هل كانت هناك شبكة أكبر؟ أم أنه كان مجرد فخ لجذب جون إلى ما هو أبعد من ذلك؟
كل شيء ما زال مفتوحًا...

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة
-