قصة العصفور والخبز

قصة العصفور والخبز

Rating 0 out of 5.
0 reviews

 قصة العصفور والخبز

في صباحٍ شديد البرودة من أيام الشتاء، كان الثلج يغطي الأرض كالبساط الأبيض. الأشجار واقفة صامتة، وأغصانها عارية من الأوراق، بينما كان الهواء يصفّر في كل مكان.
استيقظ عصفور صغير من نومه داخل عشه، وشعر بجوع شديد يقرص معدته. نظر إلى السماء الرمادية وقال:
"يا له من يومٍ بارد! أتمنى أن أجد شيئًا آكله." 

فتح جناحيه وطار يبحث عن الطعام. مرّ بين الأشجار، وحلّق فوق الحقول، ووقف على أسطح المنازل، لكنه لم يجد شيئًا. كانت كل الحبوب مدفونة تحت الثلج، والفواكه قد اختفت مع برد الشتاء.
بدأ العصفور يشعر بالتعب والضعف، حتى كاد أن يستسلم. وفجأة، بينما كان يقترب من أحد الطرق، لمح شيئًا لامعًا على الأرض.

image about قصة العصفور والخبز

اقترب بخفة ورأى أنها قطعة خبز صغيرة سقطت من يد طفل ربما كان عائدًا مع والده من المخبز.
قفز العصفور قربها بفرح وقال:
"يا إلهي! إنها خبز حقيقي! أخيرًا سأشبع."

مد منقاره وأمسك بالقطعة، وكان على وشك أن يأكلها بسرعة. لكنه توقف للحظة وتذكر أصدقاءه العصافير الذين كانوا يعيشون معه على الشجرة. تذكر وجوههم البريئة عندما ناموا الليلة الماضية دون طعام، وكيف كانوا يحلمون بوجبة دافئة.

جلس يفكر وقال لنفسه:
“إذا أكلت هذه القطعة وحدي سأشبع أنا فقط، لكن إذا شاركتها مع أصدقائي، سنأكل جميعًا ونفرح معًا.”

ابتسم العصفور وقرر أن يكون كريمًا. طار بالخبز عائدًا إلى العش، وهناك وجد أربعة عصافير صغيرة ملتفين حول بعضهم البعض من شدة البرد.
صرخ وهو يقترب:
“أيها الأصدقاء! تعالوا بسرعة، لقد وجدت لنا خبزًا!”image about قصة العصفور والخبز

طار العصافير نحوه بعيون لامعة من الفرح، وجلسوا حول قطعة الخبز. بدأوا يقسمونها بينهم بعدل، وكل واحد أخذ جزءًا صغيرًا. ومع أنهم لم يشبعوا تمامًا، إلا أنهم شعروا بفرحة كبيرة. كانوا يأكلون ويضحكون ويغنون، حتى أنهم نسوا برد الشتاء للحظات.

قال أحد العصافير وهو يبتسم:
"أنت حقًا أفضل صديق، لأنك لم تفكر في نفسك فقط، بل فكرت فينا جميعًا."

أحنى العصفور رأسه بخجل، لكنه كان يشعر بدفء جميل في قلبه، أقوى من أي دفء آخر. فهم في تلك اللحظة أن الطعام لا يكون لذيذًا إلا عندما نتقاسمه مع من نحب.

ومنذ ذلك اليوم، صار العصفور الصغير رمزًا للعطاء بين أصدقائه، وصاروا يرددون دائمًا:
"المشاركة تجعلنا أقوى، وتجعل قلوبنا أكثر سعادة."

الهدف عن اهمية المشاركة الاخرين:

المشاركة من أجمل القيم التي تجعل حياتنا أفضل، فهي لا تعني فقط أن نعطي الآخرين جزءًا مما نملك، بل تعني أننا نهتم بسعادتهم مثلما نهتم بسعادتنا. عندما نشارك طعامنا أو ألعابنا أو حتى وقتنا مع من حولنا، نشعر بالحب والدفء، ونبني علاقات أقوى مع الأصدقاء والعائلة. المشاركة تعلمنا الكرم والتعاون، وتجعل القلوب قريبة من بعضها، فهي مثل النور الذي يضيء الطريق للجميع. وبالمشاركة يصبح العالم مكانًا أجمل، لأن السعادة تكبر كلما تقاسمناها.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

1

followings

2

similar articles
-