مقالات اخري بواسطة nour
السلحفاة تلتقي بالزهرة في الحديقة

السلحفاة تلتقي بالزهرة في الحديقة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

السلحفاة سلمى والزهرة 

بداية اليوم:

في صباحٍ جميل من أيام الربيع، كانت الحديقة مليئة بالألوان الزاهية. العصافير تغرد، والفراشات تطير بخفة بين الأزهار. وفي زاوية صغيرة تحت شجرة كبيرة، استيقظت سلحفاة صغيرة اسمها سلمى. تمددت قليلًا وأخرجت رأسها من بيتها الصغير الذي تحمله على ظهرها.

قالت سلمى وهي تتثاءب:
"ما أجمل هذا اليوم! لكنني كالعادة سأمشي ببطء شديد… أحيانًا أتمنى أن أكون مثل الأرانب أسرع قليلاً."

وبينما كانت تمشي على مهل، لاحظت زهرة جميلة تتفتح وسط العشب. كانت الزهرة ملونة بألوان زاهية، تتمايل برشاقة مع نسيم الهواء.

 لقاء غير متوقع:

وبينما كانت تسير ببطء، لمحت زهرة جميلة بألوان زاهية تتمايل مع نسيم الهواء. اقتربت منها وقالت بدهشة:
"يا لها من زهرة رائعة! تبدين سعيدة ورشيقة، تتحركين بسهولة مع الرياح، أما أنا فأمشي ببطء شديد."

image about السلحفاة تلتقي بالزهرة في الحديقة

ابتسمت الزهرة وقالت بلطف:
"مرحبًا بكِ أيتها السلحفاة. كل مخلوق في هذا العالم له طريقته الخاصة في الحياة. صحيح أنني أتمايل مع الريح بخفة، لكنني لا أستطيع التحرك من مكاني مثلكِ."

فكرت سلمى قليلًا ثم قالت:
"لكن الناس دائمًا يسخرون من بطئي، وأتمنى لو كنت أسرع."

درس من الزهرة:

ضحكت الزهرة برقة وأجابت:
"البطء ليس عيبًا يا صديقتي. أتعلمين؟ من يمشي ببطء يستطيع أن يرى جمال الأشياء الصغيرة التي قد يفوّتُها الآخرون. أنتِ لديك الوقت لتتأملي شكل الأوراق، وتستمعي لزقزقة العصافير، وتستنشقي رائحة الأزهار. بينما من يركض بسرعة كبيرة لا ينتبه إلى كل هذا الجمال."

مرور الأرنب:

وبينما كانت الزهرة تتحدث، مرّ أرنب يجري بسرعة خاطفة. لم يلاحظ الأرنب الأزهار، ولا حتى سلمى التي وقفت تتأمله بدهشة. ابتسمت الزهرة وقالت:
"أرأيتِ؟ لقد مرّ مسرعًا ولم يرَ شيئًا من حوله. أما أنتِ، فقد توقفتِ عندي، وتحدثتِ معي، واستمتعتِ بجمالي."

ابتسمت سلمى ابتسامة كبيرة وقالت:
"أنتِ محقة! لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة من قبل. ربما بطئي يجعلني أستمتع بما حولي أكثر من الآخرين."

سعادة الاكتشاف:

جلست السلحفاة بجوار الزهرة لبعض الوقت، تستمع إلى صوت العصافير وتشم رائحة النسيم العليل. شعرت بأنها محظوظة، لأنها تستطيع التوقف والاستمتاع بالأشياء الجميلة.

قالت سلمى:
"أدركت الآن أن لكل مخلوق ميزته الخاصة. أنا بطئية، نعم، لكنني أستطيع أن أرى الجمال الذي يفوت الآخرين."

أجابت الزهرة بحنان:
"وهذا ما يجعلكِ مميزة. لا تحاولي أن تكوني مثل غيركِ، بل كوني فخورة بما أنتِ عليه."

 العبرة

أجابت الزهرة بابتسامة:
"أحسنتِ يا سلمى. لا تحاولي أن تكوني مثل غيركِ، فالجمال في أن نكون أنفسنا. عندما نتقبل ما نحن عليه، نصبح سعداء بحق."

ومنذ ذلك اليوم، لم تعد سلمى تشعر بالحزن بسبب بطئها، بل أصبحت تفتخر بأنها تستطيع الاستمتاع بكل لحظة من رحلتها. وهكذا عاشت السلحفاة الصغيرة بسعادة، تحمل في قلبها درسًا مهمًا تعلمته من زهرة جميلة:
ان الرضا بما نحن عليه هو مفتاح السعادة الحقيقية.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

1

متابعهم

3

مقالات مشابة
-