قصة الوشاية التي قلبت الموازين🕵️‍♂️

قصة الوشاية التي قلبت الموازين🕵️‍♂️

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات
image about قصة الوشاية التي قلبت الموازين🕵️‍♂️

✦ الفصل الأول: همسٌ في الظلام

 

كانت المدينة ساكنةً في تلك الليلة الشتوية، كأنها تحبس أنفاسها انتظارًا لشيء مجهول. المطر ينهمر كدموعٍ من السماء، يضرب أرصفة الشوارع التي خلت من المارة.
في أحد الأزقة القديمة، وقف المحقق “عادل مراد” أمام مسرح جريمةٍ غامضة، تتوسطه جثة رجلٍ في الأربعين من عمره، غارقٍ في دمائه داخل سيارته الفاخرة.

كانت الجثة لرجل الأعمال المعروف سليم الراوي، صاحب النفوذ والعلاقات الواسعة.
الشيء الوحيد الذي وُجد في السيارة — ورقة صغيرة مكتوبة بخطٍ أنيق:

“ليس كل من يصمت بريء، ولا كل من يتكلم مذنب.”

رفع عادل الورقة بين أصابعه وقال بصوتٍ خافت:

"هذه ليست جريمة عادية… هذه رسالة."

وبينما انشغل رجال الشرطة بتطويق المكان، لمح عادل من بعيد امرأة ترتدي معطفًا أسود، تراقب من زاوية مظلمة قبل أن تختفي في الزقاق المبتلّ.
ذلك المشهد كان بداية الخيط الذي سيقلب كل الموازين.

 

✦ الفصل الثاني: وجوهٌ خلف الأقنعة

 

بدأ التحقيق، وتكشفت خيوط متشابكة.
كان “سليم الراوي” قد دخل في صفقات مشبوهة، وأعداء كُثر ينتظرون سقوطه.
لكن ما حيّر المحقق عادل هو الوشاية التي وصلته قبل أسبوع من الجريمة — رسالة مجهولة المصدر تقول:

“سيُقتل الراوي، لكن القاتل لن يكون من تتوقع.”

لم يُعِر الرسالة اهتمامًا في البداية، لكنه الآن يدرك أنها كانت تحذيرًا حقيقيًا.

استجوب ندى الراوي، أرملة القتيل، فكانت مزيجًا من الحزن والغموض.
قالت وهي تمسح دموعها:

“كان سليم قاسيًا في عمله، لكنه لم يكن يستحق الموت. تلقّى تهديدات كثيرة… لكنه تجاهلها.”

وبينما كانت تتحدث، لاحظ عادل نظرات الخادمة “سحر” المرتبكة، وكأنها تخفي شيئًا.
وفي المساء، حين فُحص هاتف القتيل، عُثر على تسجيل صوتي قبل مقتله بدقائق، فيه صوت امرأة تقول:

“لم يكن يجب أن تعرف الحقيقة يا سليم.”

 

الفصل الثالث: خيوط تتشابك

 

أرسل عادل التسجيل إلى المختبر الجنائي، وبدأ يتتبع المكالمات.
تبين أن الرقم يعود إلى شريحةٍ غير مسجلة باسم أحد — رقم وهمي.
لكن تقنية التعقب أظهرت أن المكالمة أُجريت من حيّ قديم يسمى حيّ الرمانة.

ذهب عادل إلى هناك بنفسه، وهناك التقى رجلاً عجوزًا يُدعى فؤاد، صاحب مقهى صغير.
قال له الرجل:

“رأيت امرأةً جميلة هنا ليلة الجريمة… كانت تنتظر أحدهم، وكانت ترتجف رغم أن الجو لم يكن باردًا.”

وصفها العجوز: شعر أسود، معطف أسود، نظرةٌ حادة.
إنها هي — المرأة التي رآها في مسرح الجريمة.

بدأت الصورة تتضح، لكن المفاجأة جاءت حين أظهرت التحاليل أن بصمات الخادمة “سحر” موجودة على الورقة التي وُجدت داخل السيارة.

تم استدعاؤها للتحقيق.
كانت ترتجف وهي تقول:

“نعم… كتبت الورقة، لكنني لم أقتل أحدًا! فقط كنت أنفذ ما طُلب مني.”

سألها عادل بحدة:

“ومن طلب منك؟”
أجابت بصوتٍ خافت:
“السيدة ندى… زوجة القتيل.”

 

✦ الفصل الرابع: الوجوه تسقط

 

لم يصدق عادل الأمر بدايةً، لكن الأدلة تراكمت.
كانت ندى الراوي تخفي سرًّا خطيرًا: اكتشف زوجها أنها على علاقةٍ بشريكه السابق “كامل نصار”، الذي كان قد أُفلس بسبب خيانة سليم له في صفقة كبرى.

اتفق الاثنان على التخلص منه، لكن “سحر” لم تكن تعلم أن الأمر سيتحول إلى جريمة قتل.
كانت تظن أن الورقة مجرد تحذير رمزي، لا إعلان موت.

واجه عادل ندى بالحقيقة في مكتب التحقيق.
ابتسمت ببرود وقالت:

“أحيانًا يا سيدي، العدالة لا تأتي من المحكمة… بل من قلبٍ مكسور.”

لكن عادل ردّ بهدوءٍ قاسٍ:

“القلب الذي يختار الانتقام… لا يبقى له وجهٌ ليبكي.”

وفي لحظةٍ مفاجئة، تلقّى عادل اتصالًا من فريق التحليل:
الطلقة التي قتلت سليم، لم تُطلق من السلاح الذي عُثر عليه في سيارته — بل من سلاحٍ آخر، مفقود.
أي أن هناك قاتلاً ثالثًا في الظل.

 

✦ الفصل الخامس: الوشاية التي قلبت الموازين

 

واصل عادل التحقيق رغم الضغوط.
وفي اليوم التالي، تلقى رسالة جديدة على مكتبه، بخطٍ مطابقٍ للورقة الأولى:

“قلتُ لك، ليس كل من يصمت بريء.”

مع الرسالة صورةٌ قديمة تجمع سليم وندى ورجل ثالث — هو المحقق عادل نفسه.
ارتجف قلبه. كانت الصورة من عشر سنوات حين كان يعمل حارسًا شخصيًا لدى سليم قبل أن يصبح محققًا.

الوشاية لم تكن ضدهما فقط… بل ضده هو أيضًا.
لقد كان هناك من يتلاعب بالجميع.

بعد تحليل الأدلة، اكتشف أن مصدر الرسائل هو زميله في الشرطة، الرائد سامر جاد — صديقه المقرب.
حين واجهه، قال سامر بهدوء:

“أردت أن أفتح عينيك… كان سليم متورطًا في قضايا فساد تخص كبار المسؤولين، وملفّه كان سيُغلق. أردت أن أُظهر الحقيقة.”

لكن عادل قال بمرارة:

“الحق لا يُستعاد بالخداع يا سامر.”

وفي النهاية، قُدمت ندى وسامر للمحاكمة، وأُغلقت القضية.
غير أن عادل ظلّ ينظر إلى الورقة الأخيرة طويلاً، يفكر في معناها:

“ليس كل من يصمت بريء، ولا كل من يتكلم مذنب.”

فهم حينها أن الوشاية ليست دائمًا خيانة…
بل أحيانًا تكون الصرخة الأخيرة في وجه الظلم.

 

🎯 الخاتمة

 

“الوشاية التي قلبت الموازين” ليست مجرد جريمةٍ تُحل،
بل مرآة تعكس وجوه العدالة حين تتلطخ بالدم،
وتسأل:

من الوشاة حقًا؟
أولئك الذين يتكلمون… أم الذين يصمتون خوفًا من الحقيقة؟

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
mohamed تقييم 5 من 5.
المقالات

6

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.