
ظل البهجة القاتلة
البداية
كانت مدينة "وادي السكون" تبدو هادئة كعادتها، لكن تحت سطح هدوئها كان يرقد رعب لم يتخيله أحد. بدأت القصة عندما افتتح "كرنفال الأضواء" أبوابه للموسم الجديد، حاملاً معه مهرجاً جديداً اسمه "سمايلو". كان سمايلو مختلفاً عن باقي المهرجين، فابتسامته كانت ثابتة وكبيرة بشكل غير طبيعي، وعيناه الزرقاوان تفتقران إلى البريق الحقيقي.
الليلة الأولى
في الليلة الأولى للكرنفال، اختفت الطفلة الصغيرة "ليلى" بينما كانت تشاهد عرض سمايلو. بحث والداها عنها يائسين، لكن لم يعثر لها على أثر سوى دمعة مهرج صغيرة ملوثة بالدماء وجدت تحت خيمة السيرك.
تحول الكرنفال
تحولت أجواء المرح في الكرنفال إلى ذعر وخوف. بدأ الأهالي يمنعون أطفالهم من الذهاب إلى الكرنفال، لكن سمايلو كان يجد طرقاً لجذبهم. كان يظهر فجأة في زوايا الشوارع المظلمة، أو خارج نوافذ غرف النوم، مبتسماً بتلك الابتسامة المرعبة ويدعو الأطفال للعب معه.
البحث عن الحقيقة
قرر الصحافي الشاب "يوسف" البحث عن الحقيقة وراء اختفاء الأطفال. بدأ تحقيقه بالتسلل إلى الكرنفال ليلاً، حيث اكتشف كوخاً صغيراً مخبأً خلف خيمة السمايلو. داخل الكوخ، وجد يوسف مجموعة مرعبة من دمى المهرجين، كل دمية تمثل طفلاً مختفياً، مع قطعة من ملابسهم الحقيقية.
المواجهة
عندما كان يوسف يفحص الدمى، سمع صوت أقدام خفيفة وراءه. دار ليجد سمايلو واقفاً في المدخل، مبتسماً بشكل أوسع من المعتاد.
"أتحب ألعابي؟" همس سمايلو بصوت أجش. “الأطفال يحبون اللعب معي، لكنهم لا يريدون التوقف أبداً.”
حاول يوسف الهرب، لكن المهرج كان أسرع منه. فجأة، أحاطت بيوسف ظلال متعددة من الممرات في الكرنفال التي بدت وكأنها لا تنتهي.
الجذور المظلمة
اكتشف يوسف أن سمايلو لم يكن مجرد مهرج عادي، بل كان رجلاً اسمه "إيلياس" تعرض للإيذاء الشديد في طفولته في سيرك قديم. تحولت آلامه إلى هوس مريض بجمع الأطفال إلى الأبد، ليحولهم إلى "أصدقاء" لا يتركونه أبداً.
المعركة الأخيرة
استطاع يوسف أن يهرب من المصيدة، لكن سمايلو لحق به إلى مدينة الألعاب المهجورة في الكرنفال. هناك، بين المرايا المشوهة والألعاب المتحركة بشكل شيطاني، واجه يوسف المهرج المجنون.
"كل الأطفال يتركونني في النهاية!" صرخ سمايلو بينما كان يلاحق يوسف عبر متاهة المرايا. “لكن هذه المرة، سأجعلهم يبقون معي إلى الأبد!”
النهاية... أو البداية؟
استطاع يوسف أن يهرب من الكرنفال وينقذ الأطفال المحتجزين في قبو خفي، لكن سمايلو اختفى دون أثر. لم يعثر على جثته، ولم يعد يظهر في المدينة. لكن في ليالي اكتمال القمر، ما زال بعض الأطفال يبلغون عن رؤية مهرج مبتسم يلوح لهم من بعيد، يدعوهم للعب معه.
الخاتمة
أغلق الكرنفال أبوابه إلى الأبد، وتحول إلى مكان مهجور تغزوه الأعشاب الضارة. لكن السكان المحليين ما زالوا يتجنبون المرور بجواره ليلاً، خاصة عندما يسمعون ضحكات خفيفة تخرج من بين الخيام البالية، أو عندما يلمحون ظلاً يرتدي ملابس مهرج ملونة يختفي خلف زاوية.
أصبح "سمايلو" أسطورة حضرية في وادي السكون، تحكي قصة المهرج الذي حول البهجة إلى رعب، والضحكات إلى صرخات. وقصة يوسف تذكر الجميع بأن بعض الوجوه المبتسمة قد تخفي وراءها ظلاماً لا يطاق، وأن بعض الدعوات للعب قد تكون أبدية وقاتلة.