“اعترافات حرامي عبد الشيطان
“اعترافات حرامي عبد الشيطان

أنا حـرامــي..
أعتقد ده المسمى الوظيفي المتعارف عليه لمهنتي السامية، ماهو أنا مش روبن هود اللي كان بيسرق الأغنيا عشان يدي للفقراء، لا أنا بسرق الفقرا عشان أنا اللي ابقا غني..
مش هبرر كتير وأقول الحياة اللي اضطرتني لكدا والكلام الحمصي ده كله، أنا حرامي، وبقول أنا حرامي ولا أخجل من مهنتي، على الأقل مش زي الفسـ ـدة والحرامية اللي لابسين البدل وقاعدين على كراسي في أماكن مهمة وغيره وبيدعوا الشرف والمثالية..
وكان عشقي الأول هو سرقة الشقق بالليل، متعة وإثارة وفرصة كبيرة إنك تلاقي حاجة عليها القيمة، أحسن ألف مرة من إنك تشد شنطة من بنت في الشارع وتتمسك من الناس وتلاقي طوب الأرض بيجامل البنت على قفاك وبعد علقة المــ,,ـــــوت تروح القسم عشان تاكل علقة أكبر..
وحتى لو هربت بالشنطة هتلاقي فيها صوباع روج وقلم رصاص مكسور وشوية جنيهات فضة، زي ما حصل آخر مرة وقعدت في صالة بيتي أحط روج وأنا بلعن كل حاجة في حياتي، حتى الروج طعمه وحش أوي ومن النوع الرخيص، تبًا للحياة..
في الليلة دي اتصل بيا صديق حرامي برضه وقالي إنه وقع على شقة كويسة جدًا ودخولها سهل، خدت منه العنوان وروحت أعاين المكان، كانت شقة في الدور التاني، سهل أوي تطلع على المواسير في المنور وتدخل من باب الحمام، والجميل إن الدور الأول مكنش مسكون، يعني محدش هياخد باله من دخولك..
كمان سكان الشقة دي راجل عجوز ومراته وحفيدته، يعني لو حصل شيء ههرب بكل سهولة، وكمان سمعت إن ابنهم المسافر برة بيبعت كل أول شهر مبلغ 5 آلاف جنيه، وانهاردة 29 في الشهر، حلو أوي الكلام ده كله، ناقص بس أخلع من صديقي ده عشان أكل المصلحة كلها لوحدي..
أنا في التفكير معنديش ياما ارحميني، قعدت يومين بالظبط براقب تحركات الراجل ومراته، وعرفت أجمع شوية معلومات محترمة، وليلة التنفيذ اتصلت بصديقي الحرامي وبلغته إن ابنهم رجع من السفر ولازم نأجل لحد ما يخلص الإجازة لأن هيبقا خطر أوي ندخل وابنهم موجود..
صدقني، واستفردت أنا بالحكاية كلها، إن شاء الله أطلع بموبايل وشوية فلوس حلوين كدا، مش عارف أنا بقدم المشيئة على أيه أصلًا، دنا هتشوي في نــ,,ـــــار جهنم تقريبًا..
على الساعة 12 بالليل وبعد ما الحركة هديت خالص دخلت العمارة بهدوء شديد، عمارة متهالكة في شارع جانبي ملهاش ولا حارس ولا بواب، دخلت منور العمارة ولقيت المواسير البلاستيك، طريقي لهدفي الأكبر..
طلعت عليها بكل هدوء لحد ما وصلت لشباك الحمام، كان شباك قديم وقفله بايظ، زقيته جامد فاتفتح معايا، وحتى لو مكنش اتفتح كنت جاهز لكسر الازاز بطريقة هادية جدًا، حشرت جسمي في الفتحة الصغيرة وفي ثواني كنت على أرضية الحمام الضلمة، نورت كشافي وخرجت من الحمام بالراحة خالص..
طلعت للصالة وفضلت أدور فيها، تلفزيون، غلاية للشاي، فيه موبايل صغير جمب التلفزيون ميعملش 50 ج، دخلت أول أوضة لقيتها أوضة طفلة صغيرة نايمة، دورت هنا وهنا مفيش أي حاجة، حسيت بإحباط كبير وأنا عمال أدور..
ما أنا لازم أطلع من المكان ده بأي حاجة، يبقا مفيش قدامي غير أوضة نوم الراجل ومراته، وفجأة، لقيت حد مسكني بقوة وصوت بيقول:
ـ أنت مين؟!
ملحقتش استوعب لأنه اتعلق في رقبتي جامد وفضل يزعق بأعلى صوته:
ـ حرامي يا ناس..
وقتها الكهربا مسكت في جسمي كله، لازم أهرب من المكان كله، في نفس اللحظة خرجت الست من الأوضة وولعت نور الصالة عشان تشوف جوزها متعلق برقبتي وعمال يزعق..
ورغم إنها عجوزة صرخت ولا كأنها عندها 20 سنة بس، وفي لحظة حسيت بضــ,,ـــــربة عنيفة من الراجل على دماغي بحاجة ناشفة، وقتها كان لازم اتصرف بأي طريقة، مديت إيدي طلعت المطواة من جيبي وغرزتها في دراع الراجل عشان يسبني، مراته شافت الدم من هنا فتحت في الصراخ أكتر وأكتر وجريت عليا عشان تمسك إيدي..
الموقف كان مــ,,ـــــوتر للأعصاب جدًا، مينفعش أضيع نص لحظة، لقيت الدنيا بتضلم قدامي ومطوتي بتترفع وبتنزل على صدر الست تخلص عليها، في اللحظة دي جري عليا جوزها وهو متعور، بس شهوة الدم خلتني انزل بالخنجر على رقبته، ووسط ذهولي وشدة أعصابي شوفت البنت الصغيرة بتشوف الموقف ده وبتصرخ، ولقيت نفسي ب.ها هي كمان، كل ده حصل في أقل من عشر ثواني بس، عشر ثواني ولقيت نفسي واقف قدام تلت جثث..
وقبل ما استوعب اللي أنا عملته سمعت خبط قوي على باب الشقة، أعصابي كلها انهارت وجريت ناحية الحمام، في اللحظة دي سمعت صوت كسر باب الشقة، طلعت من الشباك واتعلقت في المواسير ونزلت للمنور، وفجأة سمعت صوت صياح بيقول:
ـ أهو أهو في المنور..
وبعد الكلمة دي حسيت بقنابل من نــ,,ـــــار بتنزل على جسمي، تقريبًا كان فيه أكتر من عشرين واحد بيضــ,,ـــــربوا فيا، صراخ ووجع ودم وكسر عظام..
في النهاية لقيت نفسي في القسم متكلبش وجسمي كله متدغدغ حرفيًا، الظابط خد أقوالي واللي طبعًا كلها كانت حقيقة، لأني من نظراته مكنتش هقدر أقول كلمة غلط أو حتى أعصبه، فضلت مرمي في الحجز الانفرادي في القسم يومين وأنا قاعد مصدوم، حاسس إني في كابــ,,ـــــوس وهصحا منه، استحالة يكون كل ده حصل فعلًا..
بعد يومين اترحلت للنيابة واتحقق معايا، حكيت على كل اللي حصل بالتفصيل، وقتها وكيل النيابة بصلي وقال:
ـ أقسم بالله لهجيبلك إعدام، ولو فيه أكبر من الإعدام لهجبلك..
في الوقت ده جت إعلامية سخيفة تشتمني وتقولي أنت مش إنسان، أنت وحش بشري، كل ده وهي بتصورني طبعًا، فكرت إني ا.ها بالمرة ما أنا كدا كدا همــ,,ـــــوت بس كنت متكلبش ومش هعرف، عرفت وقتها إن القضية اتحولت لقضية رأي عام، وإنه هيتحكم عليا في أقرب وقت ممكن عشان القضاء يهدي الرأي العام..
وعدى يوم والتاني وعرفت إني بكرة هترحل على المحكمة عشان اخد حكم الإعدام، ليلتها قعدت في الزنزانة أبكي كتير أوي، مش مستوعب اللي حصل ده حصل أمتا وازاي، أنا استحالة أكون كنت قاصد كل ده، أكيد مش أنا اللي .ت الناس دي خالص..
وروحت المحكمة وسط صياح وصراخ ناس ناحيتي قدام المحكمة، كنت حاسس إن الناس دي لو طالتني هتقطــ,,ـــــعني حتت، ومن أول جلسة واللي كانت بتتصور اتحكم عليا بإحالة أوراقي لفضيلة المفتي..
وقتها المحكمة كلها قامت وصرخوا من الفرح، الناس فرحانة في مــ,,ـــــوتي، الناس فرحانة عشان حبل المشنقة هيتلف حولين رقبتي، لا، لا مستحيل..
أكيد كل ده وهم، ده مش حقيقي، بس لما دخلت الحجز في انتظار حكم الإعدام عرفت إني خلاص همــ,,ـــــوت، هتعدم، ووقعت في الزنزانة وأنا بنادي على أي حد يلحقني..
فضلت تلت ساعات أقول يارب، بس كنت عارف إن استحالة ربنا ينجيني لأنه اسمه العدل، وأنا استحق اللي هيحصل فيا، بس لا، لا، استحالة أمــ,,ـــــوت بالطريقة دي، استحالة..
ولقيت نفسي بسجد في الأرض للشيطان، لقيت نفسي بناجي الشيطان وبطلب منه النجاة، معرفش أنا بعمل أيه بس مكنش ينفع استسلم للمــ,,ـــــوت مهما كان، فضلت ساجد أكتر من ساعة وأنا بردد أسامي زعماء من الجن كنت قرأت عنها قبل كدا، أنا ممكن أعمل أي حاجة عشان حياتي مهما كان..
في اللحظة دي حسيت بحرارة شديدة، جسمي كله سخن والدنيا دارت بيا، وفجأة سمعت صوت عامل زي الفحيح بيقول:
ـ عايزني أساعدك؟!
جسمي كله اتنفض وحاولت اتحرك بس سمعت صوته من تاني بيقول:
ـ إياك تقوم من مكانك وإلا مش هتلحق تشوفني حتى..
جسمي اتنفض من تاني واتكلمت بصوت مرعوب:
ـ ساعدني أرجوك..
ـ لو ساعدتك هتبقا مجبر تنفذ كل حاجة أطلبها منك..
ـ ساعدني ومستعد ابقاعبد عندك طول عمري..
سمعت صوت ضحكة رهيبة رجت الزنزانة كلها وصوته بيقول:
ـ أنت فعلًا هتبقا عبد، بعد عشر دقايق هتلاقي باب الزنزانة بيتفتح، أخرج منه وهتلاقي طريق خروجك من المكان كله سهل..
حسيت بقلبي بيرجف من الإثارة، هو أنا فعلًا هعرف أخرج من هنا، فضلت على وضعي يجي عشر دقايق وفي الأخر قمت من مكاني، فتحت باب الزنزانة لقيته اتفتح، كنت وقتها محجوز في سرايا النيابة لأن القضية مشهورة وحكم الإعدام هيتنفذ خلال يومين بس، يعني ملوش لزوم ترحيلي للسجــ,,ـــــن..
المكان كان مضلم كله، شوفت الحارس قدامي ومديني ضهره، كأنه قاصد إنه ميشوفنيش، خرجت بسرعة من الممر وطلعت السلم لقيت نفسي في قلب النيابة، خرجت بسرعة من شباك من الشبابيك ونطيت من على السور اللي برة، ولقيت نفسي في الشارع..
في اللحظة دي وقفت تاكسي وطلبت منه يوديني مكان معين، طبعًا مكنش ينفع أرجع لبيتي، مهما حصل، وروحت على الأوضة بتاعتي اللي مأجرها عشان أخفي فيها مسروقاتي، كانت أوضة على سطوح عمارة قديمة..
وصلت الأوضة وأنا مش مصدق نفسي، فضلت أسبوع كامل مستخبي فيها مبتحركش، عرفت إن خبر هروبي اتسرب والدنيا اتقلبت على الحكومة، اللي اتهم القضاء بتهريبي لأني مترحلتش للسجــ,,ـــــن، واللي اتهم الداخلية، واللي واللي، مهتمتش بكل ده وقررت أفضل مكاني لحد ما الناس تنسى شوية، وكان معايا اللي يكفيني أعيش ست شهور ويمكن أكتر..
بس بعد أيام وفي ليلة باردة سمعت صوت حركة في الأوضة بتاعتي، حسيت بخوف شديد وصحيت من نومي، بصيت للظلام لقيت عينين متوهجة وكأنها مولعة بالنــ,,ـــــار قدامي، شهقت شهقة واحد بيغرق وجسمي كله اتشل من الرعب، ومن وسط الضلمة سمعت صوت الفحيح بيقول:
ـ دلوقتي جه الوقت اللي هتنفذ فيه طلباتي..
لقيت نفسي بهز راسي وأنا جسمي كله بيترعش، حتى إني تبولت على نفسي من الرعب، لقيت الصوت بيتكلم وبيقول:
ـ أكل لحم طفل من أقاربك وشرب بولك، التنفيذ خلال يوم كامل..
واختفت العينين النــ,,ـــــارية، وقعدت مكاني مصدوم، مش مستوعب اللي اتقالي ده، وفي لحظة لقيت النــ,,ـــــار مسكت في السرير اللي أنا نايم عليه، قمت اتنفضت من سريري وطفيتيها بالبطانية، فهمت إن ده تحذير لو منفذتش..
تاني يوم كنت رايح ناحية بيت اختي، استنيت لما بنتها الصغيرة نزلت وناديت عليها، أول ما شافتني فرحت، طلبت منها تيجي معايا عشان هجيب لها حاجة بتحبها، وطبعًا البنت مستحيل كانت تشك في خالها، خدتها على الشقة ولقيت نفسي ب.ها، ازاي عملت كدا معرفش، وازاي لقيت نفسي بقطع من لحمها وبطبخه وباكله، وكأني اتحولت لوحش آدمي ممكن يعمل أي حاجة وكل حاجة في الدنيا..
بس الأصعب كان شـ .. ـرب البول، بس غصب عني شربت، وحسيت بطعمه المقرف في زوري، ليلتها فضلت أصرخ من الوجع اللي مسك بطني، بس بالليل ظهرت العنين تاني، وكان الطلب الجديد هو أكل جزء من جسـ .. ـمي أنا..
وتاني يوم كنت بقطع جزء من لحـ ـم رجلي، كنت وقتها حاسس بألم رهيب، بس كنت من جوايا عارف إني لازم أنفذ والا همــ,,ـــــوت، وأنا مش عايز أمــ,,ـــــوت، ونمت ليلتها وبطني كأنها بتتقطع من الوجع..
وظهرت العينين من تاني وطلبت مني أكل لحمة نية، وأشرب لبن فاسد، وبعدها طلب مني أ. طفل صغير، وبعدها طلب مني أقطع صباع من إيدي..
كان كل ليلة بيطلب طلب أصعب من اللي قبله، لحد ما دخلت أدور على مسمى للي بيحصلي ده، ووسط بحثي قرأت عن حاجة اسمها عبادة القرين..
القرين يمكنه الحضور اذا طلبت مساعدته يومًا ما، ولكنك لو سمحت له بأن يساعدك فسوف تسقط في خانة العبد له، وقتها ستتمنى المــ,,ـــــوت، ستتحول حياتك إلى جحيم، سيطلب منك كل ليلة طلبًا رهيبًا، وستنفذ كل طلباته حتى تصل لطلب تعجيزي، وفي النهاية ستحترق بنيرانه، فلا تعبث مع القرين إطلاقًا أو تطلب منه المساعدة..
وعرفت إني وديت نفسي في كارثة، خاصة إنه طلب الليلة اللي بعدها إني أمارس الشذوذ مع شاب، وقتها بس عرفت إني همــ,,ـــــوت يعني همــ,,ـــــوت، ياريتني كنت توبت لله يومها في الزنزانة واستسلمت للقصاص، ياريتني ما استعنت بالشيطان..
في الليلة اللي بعدها مكنتش نفذت الطلب الأخير، لأني استحالة كنت هعرف أنفذه، ولو نفذته هيطلب تاني لحد ما أوصل للطلب اللي مستحيل أنفذه، فأنا كل اللي بعمله إني بأجل مــ,,ـــــوتي، وأظن إن جه الوقت اللي اتعاقب فيه على كل اللي عملته..
اتصلت بأختي ليلتها وحكيت لها على كل حاجة، كل حاجة بالتفصيل، حتى إني .ت بنتها وكلت من لحمها، أختي وقتها انهارت بس أنا كان لازم أحكي، كان لازم حكايتي توصل للناس عشان تتعظ، يمكن تكون دي الحسنة اللي هقف بيها قدام ربنا، وقتها قعدت بالليل في الأوضة مستني، مستني المــ,,ـــــوت..
………………
الإعلامية المستفزة:
تم العثور على المجرم الهارب من الشرطة في غرفة فوق سطوح أحد البنايات المتهالكة، والعجيب أنه قد وُجد متفحمًا مع غرفته، وكأن نيران الجحيم قررت أن تأكل جسده كله، ولكن الأغرب أن وجهه ظل كما هو ولم تطل منه النــ,,ـــــار شيئًا، وكان يحمل أعتى علامات الرعب والفزع، نهاية عادلة لمجرم قرر أن يخوض في طريق الشيطان، فكانت النهاية العادلة من إله عادل..
السرقة كبيرة من الكبائر تجنبها ولو ستمــ,,ـــــوت جوعًا..