بين نبضين:حكاية عمر وليلى الجزء الثالث عشر
الجزء الثالث عشر: لما الدموع تنزل

النهار كان تقيل… من النوع اللي تحس فيه إن الدنيا واقفة مكانها ومش عايزة تمشي ولا حتى ترحم حد.
ليلى دخلت المدرسة ووشها باين عليه إنها طول الليل ما نامتش.
الهالات واضحة، وعينيها حمرا كأنها بتحارب إنها تمسك نفسها وما تعيطش.
أول ما دخلت الفصل… كل العيون اتجمعت عليها.
بعضها شفقة… وبعضها شماتة… وبعضها فضول قاتل.
ندين جريت عليها أول ما شافتها: – «يا ليلى… إنتي كويسة؟» ليلى ردّت بابتسامة مزيفة: – «كويسة… هو فين عمر؟» ندين هزّت راسها: – «من بدري بيدور عليك… شكله قلقان موت.»
ليلى كتمت شهقة صغيرة وقالت: – «مش عايزة أشوفه دلوقتي… مش قادرة أواجه أي حد.»
عمر في الطرف التاني من المدرسة كان ماشي بعصبية…
إيده في شعره، والموبايل في إيده التانية، وقلقه باين في كل خطوة.
كريم حاول يهدّيه: – «يا عم اهدى… هتلاقيها.» – «مش هقدر أهدا… البنت دي بتحارب لوحدها من امبارح!» – «طب لما تلاقيها ما تتعصبش عليها.» – «أنا؟ ده أنا أموت قبل ما أزعلها.»
في اللحظة دي… سمع صوت حد بينادي عليه.
شخصية جديدة ظهرت: “ياسين”
ولد جديد منقول المدرسة… هادي وراسي… شكله محترم.
قال له بلطف: – «إنت عمر، صح؟» عمر: «أه… خير؟» – «أنا شفت ليلى من شوية… شكلها تعبان. حاول تلحقها.»
عمر شكره بسرعة وجري من غير حتى ما يسمع باقي الكلام.
ليلى كانت واقفة جنب جنب المبنى القديم… نفس المكان اللي كانت بتقعد فيه أيام ما كانت بتحاول تهرب من كل حاجة.
كانت ماسكة الورقة اللي لقتها امبارح في الفصل:
“خلي بالك… مش كل اللي بيضحكلك صاحبك.”
دموعها نزلت غصب عنها.
كانت بتحاول تمسحها بسرعة قبل ما حد يشوفها… لكنها ما لحقتش.
عمر ظهر فجأة…
وشه فيه خوف… غضب… قلق… وكل المشاعر اللي ممكن تتجمع في إنسان واحد.
قال بصوت واطي: – «إنتي بتعيطي؟»
ليلى اتفاجئت: – «إنت جيت منين؟» – «بدور عليكي من الصبح كله.»
قرب منها خطوة… وغمز بعينه للدموع: – «مين ضايقك؟»
هي تنهدت وقالت: – «الناس… الفيديو… الشائعات… ملك… كل حاجة.»
عمر غضب جدًا:
«ملك؟ عملتلك إيه تاني؟»
ليلى طلعت الورقة وادتها له: – «دي لقيتها على مكتبي.»
قرأها… وعينه اتغيرت: – «اللي كاتب الرسالة دي مش بيهزر…»
قبل ما يكمل كلامه…
ظهر حد من وراهم.
شخصية جديدة: “مريم”
بنت مؤدبة، هادية، من النوع اللي بيشوف ويسكت.
قالت بخجل: – «أنا آسفة إنّي بتدخل… بس أنا شفت مين اللي حط الورقة دي.» عمر قرب منها بسرعة: – «مين؟» مريم خدت نفس: – «… ملك.»
ليلى قفلت عينيها بوجع: – «أنا كنت عارفة.»
عمر قبض إيده وقال: – «والله ما هسكت.»
مريم قالت له بخوف: – «خلي بالك… ملك مش لوحدها. في بنات واقفة معاها… وبيخططوا يعملوا مشاكل أكتر.»
عمر قرب من ليلى وقال بحزم: – «بس مهما حصل… أنا معاكي.»
في اللحظة دي… ملك ظهرت مع أربع بنات حواليها.
خطوتها فيها غرور… وضحكتها ملغومة.
ملك قالت بسخرية: – «إيه يا ليلى… عياط من بدري؟»
عمر اتقدم خطوة:
«ملك… كفاية لعب عيال.»
ملك قربت من وشه: – «أنا؟! أنا بلعب؟ ولا إنت اللي عامل نفسك حبيب المدرسة كلها؟»
ليلى قالت بوجع: – «ملك… ليه بتعملي كده؟ إحنا كنا صحاب.»
ملك لمعت عينيها: – «علشان انتي خدتي حاجة كانت ممكن تبقى ليا.»
عمر انفجر: – «أنا مش حاجة أصلاً!»
وهنا… حصل اللي محدش توقعه.
سامر
شخصية جديدة… ولد مايعرفش عنهم حاجة… بس بيخاف ربنا وبيحب الحق.
دخل فجأة وقال:
«ملِك… كلامك غلط. إنتي اللي بتظلمي البنت من غير سبب.»
ملك اتصدمت: – «إنت مين أصلاً؟» – «حد شايف الحق وبيتكلم.»
الطلبة بدأوا يتجمعوا…
الموضوع بقى كبير… والعيون كلها مركّزة عليهم.
ملك قالت بغضب: – «إنتو مش فاهمين… عمر لعب بيّا!»
عمر صرخ: – «أنا عمري ما وعدتك بحاجة!»
ملك دمعت… بس دموع غضب مش وجع: – «هوريكم يعني إيه تكسروني.»
ليلى في اللحظة دي… رجعت دموعها تنزل.
عمر قرب منها بسرعة: – «إنتي كويسة؟»
هزّت راسها وقالت: – «مش قادرة… مش قادرة أتحمل أكتر.»
عمر قرب وشه منها وقال لها بصوت كله حنان: – «ليلى… إحنا مش لوحدنا. بصّي حواليكي.»
بصّت…
لقيت ندين، كريم، مريم، سامر، ياسين…
وحتى طلبة مالهمش دعوة واقفين في صفهم.
ليلى دمعت أكتر…
بس دموع ارتياح… مش وجع.
وقالت بصوت منخفض: – «أنا تعبت.»
عمر مسك إيدها لأول مرة من غير خوف… من غير تردد…
وقال:
«أنا هنا… ولما الدموع تنزل، دوري إني أمسحها، مش أسببها.»
ملك شافت المنظر…
ولأول مرة… وشها ماكانش غضب ولا غيرة.
كان انكسار.
ومشيت…
بس خطواتها كانت خطوات حد ناوي يعمل كارثة أكبر.
في آخر اليوم…
عمر كتب في الكشكول:
«الدموع اللي نزلت النهارده… كانت بداية الحقيقة. اللي يحب بجد… مستعد يواجه الدنيا كلها.»
وتحتها كتب:
«الحرب لسه مخلصتش.»
نهاية الجزء الثالث عشر: لما الدموع تنزل
وده كان من أكتر الأجزاء اللي المشاعر فيها انفجرت وبدأت شخصيات جديدة تدخل…
وبدأت النار تولع بجد 🔥