قصة بائعة الكبريت
قصة بائعة الكبريت
اهلا بكم قصتنا اليوم عن فتاة صغيرة تدعي ميريل كانت تعيش مع جددتها بعد وفاة امها وابيها كانت جدتها طيبه وكانت تمنحها كل ما تريد وتحكي لها قصصا جميله وتصنع لها طعاما لذيذا لكن ذلك الحال لم يدم طويلا فلقد مرضت جدتها مرضا شديدا وبعد مدة ليست بطويله ماتت لتبقي ميريل وحيدة تواجهه قسوة الحياة وحدها.
كان هناك رجل يدعي جاك كان يأخذ الأطفال المشردين ليعملوا له مقابل بعض الطعام القليل , وجد ذلك الرجل ميريل واخذها لتبدأ ببيع اعواد من الكبريت للناس كان يعطيها طعاما قليلا لا يكفي لأشباعها إذا باعت كل الكبريت وان لم تستطع بيعه كانت تبقي بلا طعام فكانت تنام جائعه وتلبس لباسا مهترئه ومضت الايام والشهور وكانت ميريل تعاني في ذلك الوضع كانت تتذكر جددتها والقصص الجميلة التي كانت تحكيها لها فيطمئن قلب صغيرتنا ولو قليلا.
حل فصل الشتاء ليزداد الوضع سوءا كانت تمشي في البرد تنادي في المارة "كبريت ؟هل تريد كبريتا يا سيدي ؟" قليل من كان يتوقف ويشتري منها فؤلئك الناس اعتادوا ان يشتروا من اماكن اخري وليس من اطفال مشردين يجوبون الشوارع ليلا، ولكن كان هناك رجل طيب القلب يشتري من ميريل كل يوم كل الكبريت الذي معها لتعود ميريل الي جاك بالمال الذي يريد فيعطيها بعض الخبز.
مع مرور الايام كان الشتاء يزداد برودة وبدأت الثلوج بالهطول ، ومرض ذلك الرجل الطيب الذي كان يساعد ميريل خرجت ميريل في ذلك اليوم لتنادي في الناس كما تفعل كل يوم "كبريت ؟هل تريد كبريتا يا سيدي ؟" و لكن لم يشتري منها احد وغربت الشمس وحل الظلام ولسوء حظها تمزق حذائها القديم المهترئ فكانت تمشي حافية القدمين لم تستطع ان تتحمل برودة الطقس فعادت الي جاك علي امل ان يدخلها الي المنزل ولكن كان ذلك الرجل ذو قلب قاس ولم يسمح لها بالدخول قال لها "لا تعودي حتي تبيعي كل اعواد الكبريت ان لم تأتي بالمال فلا تعودي".
فخرجت مجددا تنادي في الناس لعل احدا يشتري منها ويرحمها من ذلك البرد القاس كانت تنظر الي نوافز البيوت وتري الاسر مجتمعين امام المدفئة يأكلون طعاما لذيذا فكانت تتذكر جدتها بعد بضع ساعات بدأت اطراف ميريل بالتجمد لم تستطع الصمود امام ذلك البرد اكثر من ذلك فجلست علي الأرض تفكر ماذا عليها ان تفعل ، لن تستطيع العودة الي البيت فجاك لن يدخلها من دون المال ولم تعد تستطيع المشي في ذلك البرد وهي حافية القدمين ، اغلقت جميع الأبواب في وجه تلك الصغيرة ولم يعد بيديها اي حيلة.
فكرت ان تشعل اعواد الكبريت لتنعم ببعض الدفئ في البداية شعرت بالخوف من العقاب الذي سيحل بها إن عرف جاك ولكن البرد كان اقسي من عقوبة جاك بالنسبة لها ، فبدأت بإشعال كبريت وراء الأخر وبدأت بالهلوسة من شدة البرد فمع كل كبريت كانت تشعله كانت تري اشياءا غريبه وجدت نفسها في مكان ملئ بالألعاب وفي مرة اخري وجدت نفسها تجلس علي مائدة مع اسرة لا تعرفها وبقيت هكذا تذهب الي عوالم غريبه مع اخر كبريت اشعلته رأت جدتها تجلس علي كرسي وبجانبها مدفأه قالت لها "جدتي ارجوكي فلتأتي وتأخذيني من هنا فانا اشعر بالبرد والجوع ارجوكي لا تذهبي وتتركيني مرة اخري" ولكن انطفأ اخر كبريت معها واختفت جدتها نادت ميريل المسكينة علي جدتها و حاولت ان تجد كبريتا اخر لتشعله ولكن بلا جدوي لم تعد تشعر بأطراف جسدها لقد تمكن البرد منها وفجأه وجدت نفسها في حديقة مليئة بالزهور وجدتها تناديها ذهبت اليها واحضنتها قالت لها جدتها "لا تحزني يا ميريل سأخذك معي لن اتركك مجددا " وذهبت ميريل مع جدتها لتنعم بالدفئ والأمان مجددا بعيدا عن اناس اختفت الرحمة من قلوبهم بعيدا عن ذلك العالم القاس.
العبرة يا اصدقائي من تلك القصة ان هناك الكثير من الناس والأطفال يعانون في ذلك العالم فحاولوا ان تكونوا انتم ضوء الأمل الذي ينير لهم عتمة الطريق فلا ضير ابدا ان نشتري من الأطفال المشردين ومن كبار السن في الشارع فلا تدري لعلك تكون سببا في انقاذ حياة شخص ما فعلينا مساعدة الأخرين و لو بمجرد ابتسامة فلقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقي اخاك بوجه طليق).