(رحمـة) قصة قصيرة رومانسية حزينة بقلم أسماء صلاح أبو خلف

(رحمـة) قصة قصيرة رومانسية حزينة بقلم أسماء صلاح أبو خلف

0 المراجعات

رحمـة
يقولون الحب أعمى، لكني لم أصدقهم، حين أحببتك رأيتُ في الدنيا حياة كنت زاهدًا بها.
وكأن عينيكِ أحييت فيني شخصًا لم أكن أعرفه.
تصمت الأصوات عندما تناديني: آدم، 
فابتسم لك أيا قلب آدم هلُمِ

حين تضعين رأسك على كتفي ينتفض قلبي الصغير منتشيًا.

قبلك كنت ضائع في الدنيا بلا هدف.
أما بعدك فضعت فيك وأصبح هدفي أنت وحدك.

لهذا أمسكت بفأسي وضربت أرضي أزرع لأحصدك.
حياة معك هي كل ما تمنته روحي!
عملت حتى تشققت يدي.
وأنت كنت قربي تبتسمين لي فتشحنين جسدي الهزيل لأستمر لأجلك.

ترفعين كفك بالدعاء  فتنفضين عني غبار الأيام.
فكيف يكون كل هذا إدعاء؟

هل كنت أعمى في حبك أم أنك كنت شديدة الذكاء!
تساءلتُ متخبطًا حين أتاني خبر سفرك.
سألت لمَ رحلت وتركتني؟ 
وكنت مستعدًا لأذهب ورائك بحور الأرض كلها! 
أوقفوني أبناء الحي وكأنهم يشمتون بي ويسخرون من حبي.
أنك سافرت وستتزوجين ابن عمتك..
ليلتها لم أستطع النوم، كانت روحي تغلي داخلي، وكأن بركان سكن جسدي!
أخذ يغلي ويفور
حينها أبصرت أرضي ورأيت حصادي الثمين
أحرقته وأحرقت يدي التي شقيت بها لأجلك!
حلفتك بالله وقتها وكأني أحادث روحك التي سكنتني، بالله أخبريني هل أحبك مثلما أحببتك؟
أداعب شعرك بيديه، وسرق مني أمنيتي؟
هل ضمك لصدره كما ضممتك لروحي؟
حفظتك جواري فلم أمسك بسوء. 
حتى تكونين لي.
مسكت التراب وحولته ذهبا لأجلك!
صنعتُ مني إنسانا لأليق بقلبك الذي ما كنت أرى مثله.
كنت أتسائل أي رقة قلب تملكها فتاتي.
أي طيبة زرعها الله بفؤداها.
أي رحمة منحها الله لروحها فأفاضت بها على من حولها
وأجيب نفسي كيف لا تكونين رحيمة وأنت رحمة.
كنتُ كلما استقيظت أهمس لنفسي باسمك وأضيف له ياء ملكيتي لك
رحمتي
فأهلا بصباح يحمل اسمك بين شفتي.
حين أحرقت محصولي وأحرقت أنت روحي بيدك
أبت أمي ألا تزوجني وقد رأت بعينيها موتي وأنا حي بعد رحيلك!
تزوجت وأنجبت وصار لي حفيدة سميتها باسمك.
أهمس لها صباحًا "رحمتي" فتقفز لأحضاني ضاحكة.
مشاغبة مثلك
لكنها تملك قلب كالألماس مثل قلبك.
عطوفة هي كأنت!
فهل عادت لي روحك خلالها؟
لم لم تخبريني؟ 
لم لم تدعيني أخذ قراري معك بنفسي. 
كنت سأخبرك أني لا أريد أطفالا إن لم يكونوا منك، كنت تكفيني. 
ها أنا ذا أمامك أبكي! 
كبر عيالي ولكني ما زلت وحيدا دونك. 
لم تغادري وحدك بل ذهبت روحي معك! 
حبييتي أنت، روحي أنا، نبض قلبي وإشراقة دنيتي. 
أيا رحمة لم أرى لها مثيلا. 
كيف تموتين دوني؟
علمت كل شيء؛ تعالجت في المدينة. 
عدت لي سعيدة تخبريني السبب الحقيقي لذهابك. 
وهناك في البعيد وقفتِ تراقبيني وأنا أضع يدي بيدً أخرى غير يدك التي حفظتِها لأجلي! 
أتخيلك وقتها كيف تبكين وحيدة، يرتجف قلبك كعصفور صغير سقط عن سربه. 
أراك كيف تمسحين دموعك عن وجهك الفتي
تبتسمين منكسرة وتعودين لمدنتك محطمة الفؤاد
ما يطمئنك فقط أني بخير! سعيد بحياة لست فيها؟ 
كيف ظننت ذلك. 
كنت اقتحمي سعادتي المزيفة تلك، اصفعيني خذي كفي بين يديك
أقسم لك كنت طاوعتك دون معرفة أسبابك أو استجوابك  
كان يكفيني أنك عدت لتكوني لي أنا. 
أيا رحمتي كيف فهمت أني قد أكون سعيدًا  دونك
كيف أكون أنا إن لم تكوني أنت؟ 
رحمة ألقاها الرب في طريقي، فرحلت عني ورحلت عنها.
إن سألته ذليلاً أن يجمعني بها، يفعل؟ 
يارب   
قال جملته الأخيرة باكيًا حتى تكاد تسمع صوت روحه المتحشرجة. 
تَنفس وكأن روحه تحضر.
شهق شهقةً لهولها تظن أن الموتى جواره استيقظوا! 
خر رأسه على قبر رحمة 
مستسلمًا لموتٍ لا ينازعه، وكأنه كان يبتسم أخيرًا بعد طول بكاء.
وكأن روحه ترد إليه، لا تسلب منه!.

إن أعجبتك القصة فاضغط هنا  

لقراءة قصة "انتحار علني

لمزيد من القصص الواقعية والمؤثرة زوروا موقعنا

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

19

متابعين

8

متابعهم

9

مقالات مشابة