إذا كنت تجرؤ الجزء الاول

إذا كنت تجرؤ الجزء الاول

0 المراجعات

لقاء عاصف 

على السيد جو القادم من مطار هيثرو ان يتوجه مشكوراً الى مكتب الاستعلامات. 

وفيما كانت موظفة الاستقبال تذيع هذه الرسالة كانت توري تقف بجانب المكتب مقطبة الجبين تنتظر استجابة السيد جو لهذا النداء. 

وقفت لدقائق قرب قاعة المسافرين بإنتظار القادمين على رحلة هيثرو الى جزيرة مان وكانت ممسكة بلوحة صغيرة كتب عليها جو ماغواير بوضوح، لكن آخر راكب في الرحلة ذهب الآن من دون أي أثر لجو. 

ربما فاتته الرحلة او ربما… 

انا جو ماغواير

طرقت توري بعينيها عند سماع الصوت الابح الجذاب ذي اللكنة الامريكية، نظر اليها مخترقاً اياها بعينين رماديتين فولاذيتين فلم تستطع الا ان تلاحظ انه احد اكثر الرجال الذين عرفتهم جاذبية وغطرسة. 

كان وجهه صلب وعيناه فولاذيتان وانفه مستقيم وفمه غير باسم يعلو ذقن مربعة، كانت سترته الرصاصية وقميصه الابيض يتلائمان مع بنطاله الازرق الباهت الذي يلبسه ليبرز نحول خصره ورشاقة ساقيه، وتوقعت توري بأن عمره في منتصف الثلاثينيات. 

تقدمت توري مرحبة بإبتسامة: طُلب مني ان استقبلك يا سيد ماغواير. 

تحولت عيناه الفولاذيتان إليها تتفحصانها دون ان يرتسم على ملامحه أي جواب ثم سألها بحذر: بالنيابة عن من؟ 

تبددت ابتسامتها وقطبت جبينها، لم تكن تظن عندما تطوعت هذا الصباح للقدوم الى المطار لترافقه الى بيت اخته ان الامر سيكون صعباً بهذا الشكل، وقالت: بالنيابة عن اختك. 

ماديسن؟ وما علاقتك بأختي بالضبط؟ 

ونظر اليها بعين ناقدة. 

حاولت توري ان ترى نفسها من خلال عينيه، فتاة قصيرة نحيفة، شعرها اسود منسدل كالحرير على كتفيها، كما ان ملامحها الشبيهة بملامح اميرة فاتنة، خالية من أي زينة، وعيناها عميقتي الزرقة وانفها يغطيه النمش وفمها كبير. والشبه الوحيد الذي يجمع بينها وبين ماديسن الطويلة الرائعة الجمال هو السن. 

ازدادت تقطيبة حاجبيها حين احست ان جو ينتقد مظهرها. 

كانت تحب ماديسن ورحبت بأن تقدم لها أي خدمة، واذا بأخيها مغاير لها، لم تكن ابتسامتها الثانية تحمل مودة وهي تجيب: والداي يملكان المزرعة التي تجاور منزل ماديسن وزوجها جيدون، وعندما يغيبان يهتمان بمنزلهما. 

رد جو بغضب: وماذا ايضاً؟ 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

4

متابعهم

0

مقالات مشابة