القرين الاسود ( الجزء الثاني ) من القصه
القرين الأسود - الجزء الثاني و الأخير
إستنيت لحد ما خلصت المكالمة اللي قالت في نهايتها إنها هتخرج تدور عليا عشان ممكن اكون لسه قريب من البيت .. إستنيت تحت السرير لحد ما ما سمعت صوت باب الشقة و هو بيتقفل و خرجت من تحت السرير، انا من عادتي شخص منظم بيعرف يرتب أموره .. لكن في الحالة الهستيرية اللي كنت فيها ف كان صعب عليا إني أرتب أي حاجة .. أمور إيه اللي ارتبها اصلاً و أنا مش فاكر حاجة !! .. حاولت أجمع اي معلومة عرفتها خلال النص ساعة اللي فاتت دي .. كل اللي انا اعرفه دلوقتي إن الذكريات او الأحداث اللي مفترض إني عشتها هى غالبا مش حقيقية و متسألنيش إزاي لإني نفسي معرفش .. و الكلام نفسه مش منطقي لكن مفيش حل حالياً قدامي غير إني أسَلم بيه .. و المٌفترض إن على حسب كلام الست " اللي يفترض إن هى مراتي " ف دي أوضتي .. في لحظة صفا مع نفسي فكرت .. هل دي اول مرة الموقف ده يحصل ؟ يعني هل دي اول مرة ماخدش فيها الدوا او الحبوب دي و أبدأ أستوعب الموضوع من حواليا ؟ .. و لو دي مش اول مرة ف إيه اللي هعمله لو فوقت مرة أو اكتر قبل كده !! .. أيوه .. هكتب اي حاجة تدلني لنفسي .. و بالفعل بدأت أدور في الأوضة في أماكن مش واضحة او مش منطقي إن حاجة تتشال فيها، و فعلا لقيت كراسة قديمة ف فتحتها بسرعه.
أنا سامر البيك .. لو إنت بتقرأ ده دلوقتي ف المفترض إنك مش فاهم حاجة و تايه، لكن متخافش .. ده كان اول سطر قريته أول ما فتحت الكراسة، و زي ما فكرت ف من الواضح إني فوقت قبل كده .. و كمان كتبت لنفسي اللي حصل أو إرشادات تدلني على الحاجة اللي اعملها لو الوضع إتكرر تاني .. و عشان مطولش عليكم ف مٌلخص اللي كان مكتوب في الكراسة دي إني من 13 سنة عرفت بسملة " زوجتي المستقبلية " .. كانت عميلة عندي في شركة العقارات عايزه تأجر شقة .. و بالفعل تم الإتفاق و أجرت الشقة، لكن على ما يبدو إن علاقتنا موقفتش لحد هنا، علاقتنا إتطورت و قربنا من بعض و بدأت أتردد على شقتها .. و كان في أوضة مقفولة طول الوقت و نبهتني إن فيها حاجتها الخاصة و ممنوع أقرب منها .. لكن الفضول كان قاتلني .. إحنا حرفيا بنعمل كل حاجة مع بعض ف إيه الحاجة الخاصة اللي هتكون مش عايزاني أشوفها يعني !! .. و في يوم كنت عندها و إستنيت لحد ما نامت و الكلام ده كان قٌرابة الفجر تقريباً .. إتسحبت من جنبها و قومت فتحت باب الأوضة .. لكن الدنيا كانت ضلمة و مش شايف اي حاجة .. نهائي، و النور مش بيفتح .. ف قررت إني ادخل و اقفل باب الأوضة لحد ما ابدأ استوضح الرؤية .. و فعلاً قفلت باب الأوضة .. لكن دي كانت بداية اللعنة .. فجأة الأوضة نورت نور أحمر .. بس مش نور طبيعي .. عارف إضائة القمر في الغابة في عز الليل ؟ أهي حاجة زي دي بالظبط .. لكن مش دي أكتر حاجة تخوف .. أنا لقيت بسملة في وشي .. أيوه بسملة اللي انا لسه سايبها نايمة في الأوضة جوه واقفه قدامي دلوقتي .. بس مش هى بالظبط وشها مجعد و شعرها واقع .. مش واقع لأ ده واقف و لابسه لبس غريب لونة إسود و واقفه وسط نجمة، و انا طبعا واقف متسَمر مكاني لا قادر اتحرك و لا قادر أنطق .. فجأة صرخت صرخة شَيبتني .. حسيت بإندفاع هوا حواليا نطرني على الحيطة و وقعت على الأرض.
بصوت محشرج و لا يمت بأي صلة لأصوات البشر قالتلي : انا مش حذرتك تقرب من الأوضة دي ؟ .. من النهارده إنت ملعون لعنة أبدية .. الأوضة اللي اتحظرت إنك تدخلها هتبقى سَكنك الأبدي .. روحك من النهارده ملكي.
دي أخر حاجة مكتوبة في الكراسة .. لأ .. الكراسة أصلا مش مكتوب فيها حاجة غير اول سطرين .. انا كنت بقرأ من غير ما يكون في حاجة مكتوبة ! .. مش فاهم إيه اللي بيحصل لكن تفاصيل المشهد ده بتترسم جوه دماغي أكنها فيلم بتفرج عليه !
كملت و قالت إني هفضل عايش في وهم دايم .. حيوات مختلفة بـ قصص مختلفة جوه الأوضة دي .. لكن لحد هنا المشهد بيخلص .. و في لحظة كأن الدنيا ضلمت و نورت تاني .. لقيت نفسي جوه الأوضة دي .. أيوه دي الأوضة المحظورة اللي قالت إنها سَكني الأبدي .. لكن إيدي إيد راجل كَهل .. كان في مراية مكسورة مرمية في طرف الأوضة بصيت فيها على وشي .. انا مش عارف ده مين .. أو اه ده انا لكن إمتى و إزاي ؟ .. القصة دي حصلتلي من إمتى و بقالي قد ايه هنا ؟ .. لكن بإستنباط للوضع الحالي ف انا فهمت إن المشهد اللي دار من شويه بتاع التليفون و الحبوب ده كان مشهد وهمي ! .. و إن دي قصة من ضمن مئات او الاف القصص اللي بعيشها بشكل يومي و انا في الأوضة ! .. و بسملة او الكيان اللي مش عارفه ده هى العامل المشترك في كل القصص دي .. لكني لسه جوه الأوضة .. لسه في الأوضة من وقت ما لعنتني .. بتلعب بيا و بدماغي بسبب باب لعين فتحته و مفهمتش منه حاجة .. و لسه .. لسه هعيش قصة جديدة تانية و تالتة إلى ما لا نهاية .. الأوضة ملهاش باب و مش عارف إزاي أخلص او اخرج من هنا .. لكن كل اللي اعرفه إني عايش في حكم ميت