يوميات إمرأة متزوجة.

يوميات إمرأة متزوجة.

0 المراجعات

يوميات إمرأة متزوجة.

1_قبل الزواج.

تحلم المسكينة بفارس الأحلام،و تعد أيام العزوبية بالدقائق و الساعات ،و إذا حدثت مشاكل مع الأهل تخبرهم بأنها عندما تتزوج سوف يندمون عليها وووو إلخ.

ثم يأتي اليوم المنشود و تتزوج المسكينة بعدما تشبعت بالمسلسلات و تظن أن زوجها بطل خارق و تعيش قصة حب خيالية.

لتستيقظ على صوت حماتها لتبدأ أعمال التنظيف و الطبخ و العمل من 6 صباحا إلى 10 ليلا دون توقف كالنحلة. 

ثم عليها أن تتزين و تنتظر بطلها الخارق لتعتني به كالطفل المدلل .

و يوم يليه يوم و نفس اليوم يتكرر .

فتتذكر المسكينة أنها في واقع مر و الحياة الزوجية التي كانت تحلم بها ماهي إلا قصة في مسلسل .

و تتذكر أيامها مع أهلها و في بيت أبوها .

دلال أبوها و حنية أمها و عطف أختها و رحمة أخوها .

آه تلك الأمور لم تكن تقيم لها وزنا ،حتى تزوجت و أصبحت في بيت جديد مع رجل غريب مع أهل آخرين .

2 بعد الزواج.

بعد أشهر ينضم إلى العائلة فرد جديد ،و تزيد مسؤولية هاته المسكينة بعدما أنهكها الحمل و العمل ليل نهار في البيت الزوجية .

أكيد لو كانت تعيش مستقلة عن أهل زوجها لكانت الحياة أسهل بكثير.

إذ الحماة تتدخل في كل صغيرة و كبيرة و لا تترك لها حرية التصرف. 

بحجة انها لا تعرف شيئا، و حتى في رضاعة هذا الطفل تتدخل، و في حمامه و ملابسه .

خارت القوة و نفذ الصبر،و هنا انفجرت متمردة .

يا ابن الناس اسمع لم أعد اتحمل خارت قوتي و نفذ صبري.

حتى ابننا لم يتسنى لي حتى الفرح بقدومه ،و الشعور بيده الصغيرة .

لم يتسنى لي الخلوة معه ،و مداعبته و شم رائحته في كل شيء أجد أمك أمامي و تتدخل في كل صغيرة و كبيرة .

لم تعد لي قوة التحمل فأرجو أن تجد حلا بسرعة.

أكيد هو لا يرى معاناتها لأنه دائما خارج البيت و في المساء عند عودته يجد كل شيء في انتظاره معد.

فيقول لها ماذا فعلت لكي أمي ؟؟

المسألة هنا ليس الأذى الجسدي يا حبيبي حتى تراه .

بل أذى نفسي و جوارحي فإن كنت روحك لشعرت بها .

كياني كله دمر هل اطلب شيئا مستحيلا أو باطلا أو حتى حرام .

كي ننجح في حياتنا و في بناء بيتنا و تربية أولادنا نحن أولا نحتاج بيتا خاصا،بيتنا نحن يحمل أسرتنا الصغيرة .

أنا لا أكره أهلك لكن تدخلهم في حياتنا .قتلني و دفنني فقدت نفسي .

حتى لم أعد أتذكر من أنا ،كيف افكر كيف أحس.

خرج من الغرفة غاضبا ،و في طريقه سمع أهله يتكلمون عن زوجته بكل سوء .

فكر هنيهة ثم وجد فكرة أنه يتظاهر بذهابه

إلى العمل كعادته ،ثم يرجع و يراقب ماذا يحدث في البيت.

و في الصباح خرج كعادته ،لكن هذه المرة لم يتجه إلى العمل.بل دخل إلى البيت خلسة و أخذ يراقب ما يجري حتى سمع صراخ أمه على زوجته حضري هذه اتركي تلك لا تفعلي هذا .

و زوجته تجري تفعل هذا و ذاك و تجري إلى الرضيع ،ثم إلى المطبخ و صراخ الأم لا ينقطع. و ظل على تلك الحالة حتى وقت رجوعه إلى البيت ثم تفاجأ بسكوت أمه و جلوسها في الصالون ممسكة السبحة ،و تغيرت نبرة صوتها و أصبحت تنادي الزوجة بإبنتي و ارتاحي و لا تتعبي نفسكي. 

هنا فهم ما تمر به زوجته و فهم تعبها و ذبولها.

فقرر أن يستقل في حياته و يرحم تلك المسكينة و يريحها من تعب الأيام.

فقام باستأجار بيت ، هيأه على أكمل وجه. 

و ذهب إلى البيت و دخل الغرفة و أخذ الحقائب و بدأ بجمع حاجياتهما، و لم ينطق بكلمة و هي تراقب صامتة و لم تفكر في سؤاله .

و لما انتهى أخذ الحقائب إلى السيارة ،و قال لها انتظركي في السيارة .

إرتدت حجابها و حملت الطفل ،ركبت السيارة و ظلت صامتة و هو الآخر لم ينطق بكلمة .

و لما وصل إلى بيتهم الجديد قال لها:

عملت بنصيحتكي و هذا بيتنا و الباقي عليكي.

دمعت عينيها ظنا منها أنها في حلم .

ثم صرخت ما أجمله حقا هذ  بيتنا .

نعم هو لنا .

حتى تستقيم حياتنا يجب أن نبدأ من بيتنا نحن .

نعم صدقتي في قولك.

أخيرا شعرت ببطلها الخارق الذي جاء و أنقذها من كل الشرور.

العبرة أن الله خلق من كل شيء زوج ،و حتى تستقيم الحياة الزوجية يجب أن تبدأ بزوجين. 

و هما البذرة الأولى لبناء تلك الأسرة و البيت الخاص هو بمثابة التربة الخصبة لانتاش هذه البذرة.

من أراد أن ينجح في حياته الزوجية عليه أن يهيء الأسباب لذلك.

 

بقلم يحي ماريا .

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة