أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ٥)
فتساءل فارس بينه وبين نفسه : يا ترى ما هي حكاية هذا القبر؟؟ ولمن هو ؟
لماذا هو في هذا المكان بالذات ؟..لا بد ان من بناه احتاج الى وقت طويل
..حتى يبنيه بهذه الطريقة البارعة ؟...ولكن لماذا ؟..
وبدأت عشرات الاسئلة تدور في ذهن فارس ولكن دون اجوبة ...وبالرغم من الخوف
الذي كان يراوده الا انه وضع يده على القبر ليتحسسه ، ورفع يده التي التصق
الغبار بها ، وشعر فارس ان على القبر كتابة معينة فاخذ يزيل الغبار عن
القبر لعله يستطيع قراءة الكلمات المكتوبة ، فدبت بجسمه قشعريرة الموت
والخوف...حينما قرأ
.. افتح القبر لا مكان للحب والشك معا .. اما ان يقضي الحب على الشك واما
ان يقضي الشك على الحب ( افتح القبر وسترى ما يسعدك ) وما ان قرأ فارس
الكلمات المكتوبة على القبر حتى اخذ يهرول مسرعا الى السيارة وهو يتمتم :
يا الهي...ماذا يوجد داخل هذا القبر ومن هو الشخص الذي دفن فيه ..ومن يكون
صاحبه ؟!
فتح فارس بوابة السيارة و ادار المفتاح وتحرك بسرعة و هو ما زال يتمتم :
ياالهي من يكون صاحب القبر ...من يكون ؟ و تذكر فارس أن السيارة التي كانت
معطلة بالامس اشتغلت الان …وو اخذت السيارة تشق طريقها بسرعة جنونية الى
الناصرة
هدأ روع فارس فأبطء السرعة واخذ يكلم نفسه بصوت مسموع : لن ادع هذه المرأة
تلعب في حياتي ..انا لم ارها ولم اسمع سوى صوتها ولا ادري من تكون
...لماذا اوهمت نفسي باني احبها ولماذا اتركها تتلاعب في مصيري ...اقسم
بالله و بكل شيء عزيز بأني لا أريدها و لهذا لن أفكر فيها حتى لو جاءت و لتكن
من تكون، فهي لا شيء ...لا شيء .. و لن ادع خيالي يصنع منها شيئا.
عادت الثقة لنفس فارس وعاد الى حياته الطبيعية ليمارس العمل والنجاح بعيدا
عن الاوهام وبالرغم من نجاح فارس في قدرته على طرد (ياسمين المرأة ذات
الخمار) من عقله و افكاره ، الا انه ادرك ان الحياة لم تعد مثل السابق وانه
غير قادر على الخلاص من شعور الآسى والحزن لفقدانه شيئا مهما في حياته.
وأخذ يحدث نفسه قائلا: يا رب ...ما الذي يربطني بهذه المرأة الغريبة ؟ هل
هو الحب ؟ فانا لا اؤمن بالحب... ولن اؤمن به ...وان كان هناك حب فلماذا
لم اعرفه من قبل...؟ لماذا هي ؟ فانا اعرف عشرات الفتيات الجميلات ، لماذا
هي وانا لم ارها ولا اعرف ما هو شكلها ؟ سوداء ، بيضاء ، شقراء ، قبيحة او
جميلة ...
لماذا اربط نفسي بامرأة الخمار والقبور والجماجم والذئاب والصحراء، والخوف
والجنون ..؟ لماذا؟ وما الذي يجبرني على ذلك ، اي حب هذا ، لا بد انه
الفضول ، ولكن منذ اللحظة الاولى اشعر بهذا الشعور ...يا الهي هل هو
الحب؟! هل الحب مجنون لهذه الدرجة ، ام انها لعنة علقت بها لتدمر حياتي ،
كلا لن ادعها ...لن افكر فيها ...كفاني جنونا وغباءا وضعفا ...كفى ! سار
فارس في شوارع الناصرة ، مرة يشعر بالفرح والثقة لخلاصه منها وتارة يشعر
بالحزن والاحباط لفقدانه اياها ...
فجاة لمح فارس فيي اخر الشارع عن بعد امرأة ترتدي السواد والخمار وتسير في
الشارع مبتعدة ...خفق قلب فارس بقوة ولم يتمالك نفسه فاخذ يسير خلفها
بسرعة ليلحق بها وكأن هناك قوة تسيره نحوها دون ارادته...اقترب فارس ولم
تعد تفصله عنها سوى عشرة امتار او اقل ، ودخلت ذات الخمار الى احد المحلات
التجارية في الشارع ووقف فارس ينتظر خروجها ..