الصدي الظلامي والاطفال الثلاثة
في واحده من اجمل قصص الرعب حيث يقول الكاتب :
كانت ليالي الشتاء قارسة البرودة في قرية صغيرة تضم عددًا قليلاً من البيوت القديمة. كان الظلام يسود الشوارع الضيقة، وكلما زادت الساعة كلما اشتدت الصقيع. في تلك الليالي، كان السكان يتجنبون الخروج من منازلهم، لكن هناك شائعات تناقلتها الألسن، تحكي عن شيء غامض يتجول في الظلام.
عندما سألت الأطفال جدتهم عن الشائعات، كانت ترفض الحديث عنها وتحذرهم من الخروج في الليل. ومع ذلك، لم يكن لدى الأطفال الصبر الكافي، وبدأوا في تنظيم رحلات سرية خارج المنازل في الظلام العميق.
في ليلة من ليالي الشتاء القارسة، اجتمع ثلاثة أصدقاء - سام وليلى وأحمد - للمغامرة في شوارع القرية المظلمة. كانوا يحملون مصابيح صغيرة تسلط الضوء على الطريق الضيق أمامهم. وفي أثناء تجوالهم في الشوارع الخلوية، سمعوا صدى غريبًا يتردد في الهواء.
اقتربوا ببطء وجدوا أنفسهم أمام بيت قديم يعتبر مهجورًا. كانت النوافذ مكسورة، والباب مفتوح بشكل غريب. دخلوا البيت بحذر، وأخذت الأصوات تتسارع كلما اقتربوا من الطابق العلوي.
عندما وصلوا إلى أعلى السلالم، شعروا ببرودة غريبة وشيء غامض يلتف حولهم. كانت هناك ظلال يتحركون بسرعة في كل اتجاه. وفجأة، ظهر شكل مظلم أمامهم، كانت عيونه تلمع بلمعان غريب.
أطلق الأطفال صرخة، وحاولوا الهروب، لكن الأظلال السوداء أحاطت بهم بسرعة. كلما حاولوا التحرك، زادت الأظلال تلاحقهم. شعروا بأنفاس باردة على أعناقهم وأصوات همسات مخيفة تملأ الهواء.
في لحظة من الفزع، اندلعت شعلة غامضة في وسط الغرفة، كانت تشع نورًا ساطعًا. وفي غمرة النور، اختفت الأظلال السوداء، ولكن لم يكن هناك أي أثر للأطفال.
عادت القرية إلى هدوءها، وتلاشت شائعات الكائن الظلامي. لكن البيت المهجور ظل مغلقًا، مثل قبر يحكي قصة رهيبة. ومنذ تلك الليلة، لم ير أحد الأطفال الثلاثة مرة أخرى، فقد اختفوا تمامًا كما اختفوا في ذلك البيت المليء بالأظلال السوداء.
تداول السكان قصة اختفاء الأطفال، وصاروا يتجنبون البيت المهجور في الليالي الظلماء. ومع مرور الوقت، تحول البيت إلى أسطورة مخيفة، وأصبح الجميع يتجنبه خوفًا من أن يصبحوا هم ضحايا للصدى الظلامي في تلك الليالي الباردة.
